شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "حول الذكاء الاصطناعي"، اليوم الاثنين، بحضور الدكتور حسين أمين؛ مدير مركز كمال أدهم بالجامعة الأمريكية، والدكتور محمد حجازى، مستشار قانوني، والدكتور محمد زهران؛ عضو هيئة تدريس بجامعة نيويورك، والدكتورة مها بالي؛ أستاذ ممارس بمركز التدريس والتدريب بالجامعة الأمريكية، وسلمى الغيطاني، مساعد تنفيذي بمركز كمال أدهم، وقدمها أحمد عصمت، وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته الثامنة عشر.
قال الدكتور حسين أمين؛ إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي هو حديث الساعة في كل العالم، وهناك كثير من اللغط حوله، بعضه صحيح ولكن الكثير منه غير ذلك، كما أن تطوراته تسير بسرعة هائلة مما ساهم في تغيير الكثير من ملامح الحياة، وهناك تأثيرات أكثر قادمة.
وأضاف "أمين" أنه عاصر بداية استخدام الكمبيوتر والانترنت والأقمار الصناعية والتي تعرضت للمقاومة في بداية الأمر ولكن هذا لم يوقف تطورها، وهو ما يحدث في الوقت الحالي مع الذكاء الاصطناعي، فيما يحذر بعض الخبراء من استخدامه لإحداث ضررًا، وتأثيره على بعض الوظائف على رأسها الإدارية والأعمال القانونية.
وأشار "أمين" إلى أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي ومن بينها؛ المجال الطبي والزراعي والصناعي والمؤسسات الاقتصادية والبحث العلمي والصحافة والإعلام والمجال الأمني، بالإضافة إلى أهميته الكبيرة في تحسين نوعية الحياة ، ولفت إلى أن أهم مشكلاته هي نقص القدرة على التفاعل وعدم فهم الثقافة الإنسانية، والتحيز الموجود في بعض الأنظمة.
فيما أكد الدكتور محمد زهران، أن هناك كثير من الافتراضات الخيالية حول الذكاء الاصطناعي، ولكن ما لا يعلمه الكثيرين أنه فرع من فروع علوم وهندسة الحاسبات، الذي انطلق من ثمانينيات القرن الماضي، ولكن في عام 2015 تنبه له العالم وأصبح يتحدث عنه.
وأضاف "زهران" أن هذه الطفرة الأخيرة جاءت في 2021 مع تطور فرع "تعليم الآلة" حيث أصبحت أجهزة الكمبيوتر قوية لدرجة كافية لتشغيل الآلات، مشيرًا إلى أن العلماء في البداية كانوا يجرون تجارب ولكنهم فوجئوا بعملها بشكل تلقائي وتطورها بسرعة كبيرة، ومشددًا على أنه لا يمكن الوثوق في الذكاء الاصطناعي بشكل كامل.
بينما قال الدكتور محمد حجازي؛ إن التكنولوجيا الموجودة وتطوراتها مثل السكين يمكن استخدامها لتسهيل حياة الإنسان وكذا يمكن أن يكون لها جوانب سيئة، مشيرًا إلى أن البيانات والخوارزميات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى تنظيم قانوني.
وأوضح "حجازي" أن منظمة اليونسكو أصدرت قبل 3 سنوات مبادئ حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وعقب ذلك بدأت بعض الدول وخاصة الأوروبية في استخدامها لصياغة مشروع قانون، لحماية البيانات الشخصية والأمن والبيئة.
وشدد "حجازي" أن هناك أمور كثيرة تحتاج إلى تحديد المسئوليات إذا ما تقع على الآلة التي يحركها الذكاء الاصطناعي أم الإنسان، لذا العالم كله يحاول أن يصل إلى قواعد قانونية للتحكم في الذكاء الاصطناعي.
وألقت الدكتورة مها بالي؛ محاضرة تفاعلية؛ من خلال المشاركة عن بعد، حول الوعي النقدي للذكاء الاصطناعي، وتحدثت عن مشكلات الذكاء الاصطناعي، ومن بينها التحيز؛ حيث إن المعلومات التي يعالجها مستقاة من الانترنت الذي يضم معلومات متحيزة، كما يوجد مشكلة عدم المساواة.
وأكدت "بالي" أنه لابد من الاعتماد على العنصر البشري في أغلب الوقت، خاصة في مجال الأبحاث العلمية، حيث يتم التأكيد على الطلاب باستخدامه كوسيلة مساعدة.
وتحدثت سلمي الغيطاني؛ عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام والصحافة، مشيرة إلى أن المؤسسات الإعلامية لديها تخوف منه بسبب عدم ثقتها في المعلومات التي ينتجها رغم الإمكانيات الهائلة التي تملكها عكس المؤسسات الإعلامية الأصغر التي تعتمد على الأدوات المفتوحة والمجانية.
وأوضحت "الغيطاني" أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في معرفة اتجاهات الجمهور ولمساعدة الصحفيين في العمل بشكل أكثر كفاءة ولتقييم محتوى المؤسسة، ولكن يظل تقديم محتوى صحفي جيد يعتمد على جهد الصحفي وجمعه للمعلومات من أرض الواقع.
وأضافت "الغيطاني" أنه لا يوجد استخدام كبير للذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي في مصر حتى الآن، ولكنه يستخدم بشكل أكبر في صناعات الاتصال والترفية والإعلانات، كم أن الأدوات المستخدمة حاليًا اجتهادات من الصحفيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة