استضاف المجلس الأعلى للثقافة، ندوة لمناقشة كتاب كتاب "300.000 عام من الخوف" للسفير المستشار جمال أبو الحسن، والذي نظمها الصالون الثقافي العربي، وذلك بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين منهم السفير أحمد أبو الغيط والدكتور مصطفى الفقى، وعدد كبير من الإعلاميين منهم الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، والكاتب الصحفي يوسف أيوب رئيس التحرير التنفيذي لليوم السابع.
وفى بداية اللقاء، قال المستشار جمال أبو الحسن: أشرف اليوم بالتواجد في الصالون العربي بالمجلس الأعلى للثقافة، الذي يديره الدكتور مصطفى الفقي، للحديث عن الكتاب في حضرة عدد من ألمع العقول المصرية من الحقل الأكاديمي والحقل الثقافي والدبلوماسي، مضيفا: الحقيقة أن الصالون العربي منذ إنشائه في عام 2010 صار مؤسسة ثقافية ثقيلة الوزن بحكم العقول التي تقوم عليه، والموضوعات التي يتناولها .. وشرف كبير لي أن أحظى بفرصة الحديث إلى أعضائه، وإلى جمهور القراء والمهتمين من خلاله، وأنا لا أعتبر" 300.000 عام من الخوف" كتاباً في التاريخ وإنما هو محاولة للإجابة على الأسئلة الكبرى التي تخص مسيرة الإنسان: من أين جئنا؟ كيف وصلنا إلى هنا اليوم؟ لماذا نعيش بهذه الطريقة؟. منهج الكتاب يعتمد على إيجاد روابط بين عالم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا .. والعالم الاجتماعي".
قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية سابقا، إن كتاب "300.000 عام من الخوف" يعد بمثابة DNA لتاريخ البشرية وهو يوضح العلاقة الوثيقة بين العلم والمعرفة.
فيما قال السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن من يتابع مقالات الكاتب جمال أبو الحسن يجده مختلفا تماما عما وجده فى كتابه "300.000 عام من الخوف" الملئ بالعمق والفلسفة، مشيرا أنه يتمنى أن يتابع الجميع مقالاته لأنها بسيطة وتحمل أفكارا كبيرة، موضحا أن الكاتب ظل عامين وهو يقوم بالكتابة متخوف من أن يسبقه أحد للكتابة فى مثل هذا الموضوع رغم خصوصيته الشديدة.
من جانبه قال الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، إن الكتاب ينطلق من منهج علمى علماني، وهو يوضح مغامرة الإنسان منذ بدايته لكنه لم يهتم بحماقات الإنسان، مثل فكرة استرضاء الآلهة بإراقة الدماء، مثل ما حدث مع الأديان التوحيدية فى وقت انتشارها، مشيرة أن انتشار الدين كان له علاقة بالسلطة أيضا وليس دينيا فقط.
بينما قال الإعلامي عمرو خفاجة، إنه منذ فترة كبيرة لم نرى كتابا بهذا المنهج العلمى ويكون باللغة العربية، مشيرا إلى أن الكتاب تناول بذكاء بعض الأمور مثل الذكاء الاصطناعي، والكتاب يتعامل مع الأسئلة الكبرى، ويشرح الشفرة الكبيرة للأرقام واللغة، وخلق سردية خاصة باللغة العربية بعيدا عن السرد الأدبي وهذه النوعية من المطبوعات نحن فى أمس الحاجة إليها.
جدير بالذكر أن الكتاب يرصد حالة الخوف، القلق، التى تصاحبنا دومًا في حياتنا، ونشعر به من وقت لآخر، عبر رحلة تاريخية، ممتعة، شاملة معلومات مثمرة، مكتوبة بطريقة مبدعة، تمتد إلى 300000 عام من بداية الكون حتى التوحيد الإبراهيمي مرورّا بالأحداث الموجودة في حياتنا مثل كورونا.