عبد الرحمن بدوى أديبا.. كتب رواية وديوان شعر.. لماذا ترك الكتابة الأدبية؟

الثلاثاء، 25 يوليو 2023 09:00 م
عبد الرحمن بدوى أديبا.. كتب رواية وديوان شعر.. لماذا ترك الكتابة الأدبية؟ عبد الرحمن بدوى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى رحيل الدكتور عبد الرحمن بدوى، إذ رحل في 25 يوليو عام 2002، وهو أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.
 
وبحسب الكاتب المغربي محمد صلاح بوشتلة، فأن ما نعرفه عن عبد الرّحمن بدوي هو نقله للعربية لأول سرديات العالم: «الدّون كيخوطي»، غير أنه كَتب الرّواية قبل ترجمتها، مزاوجاً بين الأكاديمي والإبداعي، فاتحاً بذلك تجربة جديدة لعلاقة الفيلسوف بالرّواية في العالَم العربيّ، خاصة وهو يعترف أنه وُلد من صُلب روائي كبير هو مصطفى لُطفي المنفلوطي الذي كان بدوي معجباً بأسلوبه. فلم يتوقَّف عند التهام روايته «ماجدولين»، كما يقول، بل واستظهر الكثير من صفحاتها، خاصة ذات النفحة الشّعرية، واستعاد قراءته عدّة مرات وهو في سن العاشرة، ويمكننا أن نتصوَّر كم عدد الرّوايات التي سيقرأ بدوي بين سن العاشرة وما بعدها.
 
ويرى "بوشتلة" أنه رغم أن عبد الرّحمن بدوي صام عن الكتابة الإبداعية في شكلها الرّوائي وقطع مع كتابة الشّعر والرّواية بعد رواية هموم الشّباب وبعد ديوان مرآة نفسي، فقد اكتفى عنها بترجمة أهم الرّوايات والدواوين الشّعرية والمسرحيات من لغاتٍ عالمية إلى العربية. ورغم أن بداياته الأولى كانت مع الرّواية والشعر، والتي «لم يحقق في أيهما أي نجاح» وفقط، بل مُني فيها بفشل وإخفاق ذريع، حتى أنها كانت مثار تهكم لا ينتهي من بدوي وأسلوبه في صناعة الشّعر وحبك الرّواية، ف«سيد قطب» الذي يحسب له تقديمه ل«نجيب محفوظ» والتنبيه إلى موهبته الرّوائية من خلال تقديمه لروايته «كفاح طيبة»، يشطب على كل تجربة بدوي الإبداعية، ويبالغ في السّخرية منها.
 

مرآة نفسى

وهو الديوان الوحيد الذى كتبه عبد الرحمن بدوى وليس له طبعات أخرى، شره بتوقيعه في كتاب مطبوع بمطبعة الاعتماد سنة 1946.
 

هموم الشباب

أصدر الراحل رواية واحدة فقط، بعنوان "هموم الشباب"، ويطرح بدوى من خلال روايته قصة شخصية شاب منحرف قاده انحرافه إلى لقاء مصيره القاسي. والكاتب في ذلك يحاول أن تكون قصته عبرة لكل الشباب. قدم الكاتب ذلك بأسلوب شيق جمع بين روعة الأداء الأدبي بالإضافة إلى الأداء الفلسفي الذي يجعل من القصة عملاً قيماً يضاف إلى أعمال عبد الرحمن بدوي الأخرى.
 
لن يجد القارئ مشقة وعند قراءته لقصة عبد الرحمن بدوي "هموم الشباب" في تلمس فلسفة الكاتب في هذا النوع الأدبي من التأليف. فبالإضافة إلى كون الكاتب فيلسوفاً، فإنه يتمتع بالموهبة الأدبية التي أبرزته ومن خلال عمله هذا الفيلسوف القاص، أو القاص الفيلسوف. يطرح الكاتب في قصته هذه موضوعاً ملحاً هو على علاقة مباشرة بالسلوك الشبابي الذي تحكمه الأهواء والنزعات الغريزية بالحاج وما ذلك إلا بفعل ما انتشر في المجتمعات من أمراض مبعثها ذلك الإدمان بفعل المخدرات التي يتعاطها الشباب والذي يذهب بالعقول.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة