على وقع ظاهرة الاحتباس الحراري، يشتعل العالم حرارة، فاقت معدلاتها الطبيعية فى الكثير من البلدان وأدت إلى حرائق فى الغابات فى أوروبا ودولا عربية، ففى اليونان تشهد هذا البلد منذ أسبوع حرائق خانقة وأدخنة سامة حولت أجمل بقاعها وأحد أكثر الوجهات السياحية اليونانية والأوروبية جذبا وشهرة، جزيرة رودس، إلى جحيم لا يطاق.
ويواصل أكثر من 250 من عناصر الإطفاء مكافحة حريق كبير في جزيرة رودوس لليوم السادس على التوالي حيث أجرت فرق الإغاثة اليونانية "أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق".
وما زالت رياح قوية تصل سرعتها إلى 50 كيلومترا في الساعة تهب على الجزيرة في أرخبيل دوديكانيز وفقًا لفرق الإطفاء، في حين بلغت الحرارة 46,4 درجة مئوية في جيثيو، في شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب البلاد، وفقًا لمرصد أثينا الوطني.
وينتشر 166 من عناصر الإطفاء في جنوب شرق الجزيرة حيث دفع الحريق السلطات إلى إجلاء نحو 30 ألف شخص بينهم الكثير من السياح ينزلون في فنادق على الساحل.
وتعمل في المنطقة عشر طائرات "كانادير" و8 مروحيات، بالإضافة إلى 49 سيارة إطفاء، بحسب المتحدث باسم إدارة الإطفاء يانيس أرتوبيوس.
وقالت المتحدثة باسم إدارة الإطفاء كونستانتيا ديموغليدو "إنها أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق (...) جرى كل شيء على ما يرام، والتزم الجميع وخصوصا السياح بتعليماتنا".
وأخليت 12 بلدة من بينها ليندوس، إحدى القبلات السياحية الرئيسية في الجزيرة.وفاقت الحرارة في اليونان أمس 40 درجة مئوية في أماكن عدة. وفي وسط البلاد وفي شبه جزيرة بيلوبونيز بلغت الحرارة 45 إلى 46,4 درجة مئوية في فترة ما بعد الظهر، وفقًا لمرصد أثينا الوطني.
وفي إيطاليا، يكافح رجال الإطفاء حرائق ضارية في منطقة كالابريا جنوب البلاد، وتعاني جزيرة صقلية من انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة مجدداً خلال موجة حارة تثير فوضى في أنحاء أوروبا.
وقالت وكالة الحماية المدنية في صقلية، إن درجة الحرارة في بعض مناطق شرق الجزيرة ارتفعت إلى 47 درجة مئوية، الأحد، أي قرب أعلى مستوى قياسي أوروبي بلغ 48.8 درجة مئوية قبل عامين.
وعانت بعض المناطق القريبة من مدينة كاتانيا في الشرق من انقطاع الكهرباء الذي عزاه مسؤولون إلى الحرارة.
وشبت النيران في غابات ونباتات في أجزاء مختلفة من كالابريا بعد ارتفاع درجات الحرارة الأسبوع الماضي.
وفى الجزائر أودت حرائق الغابات، بحياة 15 شخصاً، فيما أصيب 26 في 16 ولاية، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن ولايات "بجاية"، و"البويرة"، و"جيجل"، سجلت الحرائق الأوسع رقعة، بفعل الرياح.وأشارت إلى أنه تم إجلاء 1500 شخص، لا سيما في بلدية "فناية" بدائرة القصر، وبلدية "زبربر" بدائرة الأخضرية.
وفى سياق آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن موجة الحر التى تجتاح معظم أنحاء نصف الكرة الشمالى أدت إلى اندلاع حرائق الغابات، والتى يمكن أن تجلب معها مخاطر غير معروفة ولكنها "قد تكون مميتة".
وأوضحت اللجنة - في بيان الاثنين، أن تلك المخاطر تشمل الانفجارات الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة الكامنة في أرضيات الغابات أو في مخازن الذخيرة المهجورة خاصة، والتي يمكن تركها من النزاعات المسلحة أو التدريبات السابقة، محذرة من أن انفجار تلك الأسلحة يمكن أن يؤدي لمخاطر إضافية، خاصة لرجال الإطفاء.
وأضافت اللجنة أن الخطر لا يتوقف عند هذا الحد، ولكن في بعض الحالات كما هو الحال مع ذخيرة الفوسفور الأبيض والوقود الدافع يمكن أن تتسبب الحرارة الشديدة من تلقاء نفسها في اشتعال بعض الأسلحة ذاتيا والاحتراق، مما يؤدى إلى حدوث انفجارات خطيرة وربما التسبب في حرائق الغابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة