برع الإنسان المصرى القديم فى فن النحت فقد أجمع المؤرخين وعلماء المصريات أن المصريين القدماء هم بناة المعرفة الأوائل، فهم من علموا الإنسانية كيفية تصميم وتشييد المباني، ومن ضمن القطع الأثرية التى تدل على براعة المصرى القديم فى النحت تابوت عاشيت زوجة الملك منتوحتب الثانى، الذى يعود لعصر الدولة الوسطى، الأسرة الحادية عشر 2050ق.م.
وقد صنع التابوت الذى يعبر عن عبقرية النحت لدى المصرى القديم من الحجر الجيرى الملون، ويبلغ ارتفاعه 97 سم، وطوله 250سم، وقد تم العثور عليه فى طيبة الدير البحرى، نتاج حفائر متحف المتروبوليتان عام 1920، ويعرض الآن فى المتحف المصرى بالتحرير بالدور العلوى قاعة 48.
ويرجع الفضل فى استخدام الحجر الجيرى للمهندس المعمارى العظيم "محوتب" إذ قد استعملها في بناية معبدي الهرم المدرج وملحقاته، وكذلك في إقامة قبر "زوسر" نفسه أول ملوك الأسرة الثالثة.
تابوت عاشيت زوجة الملك منتوحتب الثانى
كما استعمل "إمحوتب" على وجه عام قطعًا صغيرة من الحجر الجيري الأبيض في مبانيه الجميلة الصغيرة الحجم، أما في المباني الضخمة فكان يستعمل في بنائها قطعًا صغيرة كذلك من الحجر المحلي كما يشاهد ذلك في هرم سقارة المدرج، وبعد حوالي قرن من الزمان من حكم "زوسر" جاء كل من الملكين "سنفرو" و"خوفو" في بداية الأسرة الرابعة، واستعملا قطعًا ضخمة من الحجر في بناء الهرم وفي كسوته وفي بناء جدران المعابد، وقد شوهد أن بعض القطع الفردية يبلغ طول الواحدة منها أربعة عشر مترًا في ارتفاع سبعة أمتار (كما يشاهد ذلك في معبد الوادي والمعبد الجنازي لهرم «خفرع») ويرجع الفضل في ذلك إلى كثرة استعمال النحاس لتسهيل قطع الأحجار في البلاد كما سنفصله فيما بعد.
وفي عهد "خوفو" بدأ المهندسون المعماريون يستعملون حجر الجرانيت الذي كان يجلب من أسوان وحجر البازلت بدلًا من الحجر الجيري في إقامة الجدران وفي كسوتها، وهذا التقدم في فن المعمار قد استمر في عهد ملوك الأسرة الرابعة الذين خلفوا "خوفو"، وكان من نتائج استعمال هذه الأحجار الصلبة القطع أن أقام منها الملك "خفرع" معبد الوادي الساذج التصميم، البسيط المنظر، وعمده المربعة الشكل، المصقولة صقلًا بديعًا ورصف رقعة مدخله بالمرمر.