قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ،ان الدعوة ليست كلأ مباحا ، ولا مهنة من لا مهنة له كما حاولت بعض الجماعات أن تدفع بغير المؤهلين ولا المتخصصين من عناصرها، وأن تحشد لهم أتباعها ، وتجند لهم أدواتها وإمكاناتها ، وتوجه إليهم كتائبها الإلكترونية مؤيدين ومناصرين عصبية عمياء دون تعلم حقيقي أو تفكير منطقى أو إعمال راجح العقل .
وتابع فى تصريحات صحفية؛ من ثمة نؤكد أن صناعة الداعية صناعة ثقيلة تتطلب إعدادًا علميا و فكريا وثقافيا ومهاريا مبكرا ومركّزا ومتعدد الجوانب ، يتم فيه بناء الداعية بناء متكاملا شرعيا ولغويا وثقافيا ووطنيا ، بما يمكنه من التعامل مع واقعه بفهم صحيح وحكمة راسخة ومنطق واقعي قابل للتطبيق .
إن على الداعية أن يدرك أن مفتاح نجاحه الأول هو إخلاصه لله عز وجل وتجرده لما اختصه الله به من فضل وأقامه فيه من مقام عظيم دون توظيف لما أنعم الله به عليه لصالح دنيا يصيبها أو جماعة يتبعها أو يتملقها ، فإن ذلك محبط للعمل مذهب لبركته . " يخادعون الله وهو خادعهم " .
ومن تمام الإخلاص ولوازمه أمران :
الأول : بذل أقصى الجهد في التعلم المستمر والتحصيل الدائم وعدم الاستنكاف والاستكبار في التعلم ، والإعداد والتحضير الجديد لكل عمل دعوي ولو كان الموضوع مكررا أو متكررًا ، والأخذ من كل علم وفن ذي صلة بطرف ، والتمكن أقصى المستطاع من أصول العلم الشرعي واللغوي : كتابا وسنة ، عقيدة وشريعة ، فقها وأصولا وتفسيرا وعلوم مقاصد .. مع إتقان علوم اللغة العربية وفنون القول ووسائل البيان ، فضلا عما لا غنى عنه من سائر العلوم الإنسانية والواقع الحياتي ومعرفة هموم الناس وشواغلهم الحياتية والإنسانية.
والأمر الآخر والأهم صدق العزم ومسابقة الزمن في إبلاغ دعوته ورسالته للناس بسلوكه وأخلاقه ، وخطبه وندواته ، ودروسه وخواطره ، في حله وترحله ، همه الإصلاح مع إدراك أن مهمته البلاغ وليس الحساب .
و الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة باب عظيم من أوسع أبواب المسارعة في الخيرات ،" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " ، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا منهم وأن يرزقنا حسن الفهم لديننا وحسن البلاغ له وأن يجعل عملنا جميعا خالصا لوجهه الكريم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة