أحداث مهمة وقعت سنة 253 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامي؟

الإثنين، 03 يوليو 2023 12:00 ص
أحداث مهمة وقعت سنة 253 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامي؟ البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقعت فى ظل حكم الخليفة المعتز العديد من الأحداث المهمة، منها ما يتعلق بخروجات عليه، أو منافسات على الحكم، أو وفاة بعض المشاهير، فما الذى يقوله التراث الإسلامي، عن سنة 253 هجرية؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ومائتين":

فى رجب منها عقد المعتز لموسى بن بغا الكبير على جيش قريب من أربعة آلاف، ليذهبوا إلى قتال عبد العزيز بن أبى دلف بناحية همذان، لأنه خرج عن الطاعة وهو فى نحو من عشرين ألفا بناحية همذان، فهزموا عبد العزيز فى أواخر هذه السنة هزيمة فظيعة، ثم كانت بينهما وقعة أخرى فى رمضان عند الكرج فهزم عبد العزيز أيضا، وقتل من أصحابه بشر كثير، وأسروا ذرارى كثيرة حتى أسروا أم عبد العزيز أيضا، وبعثوا إلى المعتز سبعين حملا من الرؤوس وأعلاما كثيرة، وأخذ من عبد العزيز ما كان استحوذ عليه من البلاد.

وفى رمضان منها خلع على بغا الشرابى وألبسه التاج والوشاحين. وفى يوم عيد الفطر كانت وقعة هائلة عند مكان يقال له: البوازيج، وذلك أن رجلا يقال له: مساور بن عبد الحميد، حكم فيها والتف عليه نحو من سبعمائة من الخوراج، فقصد له رجل يقال له: بندار الطبري، فى ثلاثمائة من أصحابه، فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من الخوارج نحو من خمسين رجلا.

وقتل من أصحاب بندار مائتان وقيل: وخمسون رجلا.

وقتل بندار فيمن قتل رحمه الله.

ثم صمد مساور إلى حلوان فقاتله أهلها وأعانهم حجاج أهل خرسان، فقتل مساور منهم نحوا من أربعمائة قبحه الله.

وقتل من جماعته كثيرون أيضا.

ولثلاث بقين من شوال قتل وصيف التركي، وأرادت العامة نهب داره فى سامرا ودور أولاده فلم يمكنهم ذلك، وجعل الخليفة ما كان إليه إلى بغا الشرابي.

وفى ليلة أربع عشرة من ذى القعدة من هذه السنة خسف القمر حتى غاب أكثره وغرق نوره، وعند انتهاء خسوفه مات محمد بن عبد الله بن طاهر نائب العراق ببغداد. وكانت علته قروحا فى رأسه وحلقه فذبحته، ولما أتى به ليصلى عليه اختلف أخوه عبيد الله وابنه طاهر، وتنازعا الصلاة عليه حتى جذبت السيوف وترامى الناس بالحجارة، وصاحت الغوغاء: يا طاهر يا منصور.

فمال عبيد الله إلى الشرقية ومعه القواد وأكابر الناس، فدخل داره وصلى عليه ابنه، وكان أبوه قد أوصى إليه.

وحين بلغ المعتز ما وقع بعث بالخلع والولاية إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، فأطلق عبيد الله للذى قدم بالخلع خمسين ألف درهم.

وفيها نفى المعتز أخاه أبا أحمد من سر من رأى إلى واسط، ثم إلى البصرة.

ثم رد إلى بغداد أيضا.

وفى يوم الاثنين منها سلخ ذى القعدة، التقى موسى بن بغا الكبير والحسين بن أحمد الكوكبى الطالبى الذى خرج فى سنة إحدى وخمسين عند قزوين، فاقتتلا قتالا شديدا ثم هزم الكوكبى وأخذ موسى قزوين وهرب الكوكبى إلى الديلم.

وذكر ابن جرير عن بعض من حضر هذه الوقعة: أن الكوكبى حين التقى، أمر أصحابه أن يتترسوا بالحجف - وكانت السهم لا تعمل فيهم - فأمر موسى بن بغا أصحابه عند ذلك أن يطرحوا ما معهم من النفط، ثم حاولوهم وأروهم أنهم قد انهزموا منهم، فتبعهم أصحاب الكوكبي، فلما توسطوا الأرض التى فيها النفط أمر عند ذلك بإلقاء النار فيه فجعل النفط يحرق أصحاب الكوكبي، ففروا سراعا هاربين، وكر عليهم موسى وأصحابه فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وهرب الكوكبى إلى الديلم، وتسلم موسى قزوين. وفيها حج بالناس عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي.

وفيها توفى من الأعيان

أبو الأشعث.

وأحمد بن سعيد الدارمي.

وسرى السقطي: أحد كبار مشايخ الصوفية. تلميذ معروف الكرخي.

حدث عن هشيم وأبى بكر بن عياش وعلى ابن عراب ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم.

وعنه ابن أخته الجنيد بن محمد.

وأبو الحسن النورى ومحمد بن الفضل بن جابر السقطى وجماعة. وكانت له دكان يتجر فيها، فمرت به جارية قد انكسر إناء كان معها، تشترى فيه شيئا لسادتها، فجعلت تبكى فأعطاها سرى شيئا تشترى بدله، فنظر معروف إليه وما صنع بتلك الجارية فقال له: بغض الله إليك الدنيا، فوجد الزهد من يومه.

وقال سري: مررت فى يوم عيد، فإذا معروف ومعه صغير شعث الحال فقلت: ما هذا؟

فقال: هذا كان واقفا عند صبيان يلعبون بالجوز وهو مفكر، فقلت له: ما لك لا تلعب كما يلعبون؟

فقال: أنا يتيم ولا شيء معى أشترى به جوزا ألعب به.

فأخذته لأجمع له نوى يشترى به جوزا يفرح به.

فقلت: ألا أكسوه وأعطيه شيئا يشترى به جوزا؟

فقال: أو تفعل؟

فقلت: نعم.

فقال: خذه أغنى الله قلبك.

قال سري: فصغرت عندى الدنيا حتى لهى أقل شيء.

وكان عنده مرة لوز فساومه رجل على الكر بثلاثة وستين دينارا، ثم ذهب الرجل فإذا اللوز يساوى الكر تسعين دينارا فقال له: إنى أشترى منك الكر بتسعين دينارا.

فقال له: إنى إنما ساومتك بثلاثة وستين دينارا، وإنى لا أبيعه إلا بذلك، فقال الرجل: أنا أشترى منك بتسعين دينارا.

فقال: لا أبيعك هو إلا بما ساومتك عليه.

فقال له الرجل: إن من النصح أن لا أشترى منك إلا بتسعين دينارا.

وذهب فلم يشتر منه.

وجاءت امرأة يوما إلى سرى فقالت: إن ابنى قد أخذه الحرسي، وإنى أحب أن تبعث إلى صاحب الشرطة لئلا يضرب، فقام فصلى فطول الصلاة وجعلت المرأة تحترق فى نفسها، فلما انصرف من الصلاة قالت المرأة: الله الله فى ولدي.

فقال لها: إنى إنما كنت فى حاجتك.

فما رام مجلسه الذى صلى فيه حتى جاءت امرأة إلى تلك المرأة فقالت لها: ابشرى فقد أطلق ولدك و ها هو فى المنزل.

فانصرفت إليه.

وقال سري: أشتهى أن آكل أكلة ليس لله فيها على تبعة، ولا لأحد على فيها منة.

فما أجد إلى ذلك سبيلا.

وفى رواية عنه أنه قال: إنى لأشتهى البقل من ثلاثين سنة، فما أقدر عليه.

وقال: احترق سوقنا فقصدت المكان الذى فيه دكاني، فتلقانى رجل فقال: ابشر فإن دكانك قد سلمت.

فقلت: الحمد لله.

ثم ذكرت ذلك التحميد إذ حمدت الله على سلامة دنياي، وإنى لم أواس الناس فيما هم فيه، فأنا أستغفر الله منذ ثلاثين سنة.

رواها الخطيب عنه.

وقال: صليت وردى ذات ليلة، ثم مددت رجلى فى المحراب فنوديت: يا سرى هكذا تجالس الملوك؟

قال: فضممت رجلى وقلت: وعزتك لا مددت رجلى أبدا. وقال الجنيد: ما رأيت أعبد من سرى السقطي.

أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا إلا فى علة الموت. وروى الخطيب عن أبى نعيم عن جعفر الخلدى عن الجنيد قال: دخلت عليه أعوده فقلت: كيف تجدك؟

فقال:

كيف أشكو إلى طبيبى ما بى ** والذى أصابنى من طبيبي

قال: فأخذت المروحة لأروح عليه فقال: كيف يجد روح المروحة من جوفه يحترق من داخل؟

ثم أنشأ يقول:

القلب محترق والدمع مستبق ** والكرب مجتمع والصبر مفترق

كيف القرار على من لا قرار له ** مما جناه الهوى والشوق والقلق

يا رب إن كان شيء لى به فرج ** فامنن على به ما دام بى رمق

قال: فقلت له: أوصني، قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأبرار الأخيار.

وقد ذكر الخطيب وفاته يوم الثلاثاء لست خلون من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر بمقبرة الشوينزي، وقبره ظاهر معروف، وإلى جنبه قبر الجنيد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة