تعد أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية خطوة مُهمة نحو تعزيز الشراكة بين روسيا ودول القارة الأفريقية، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
ومن المتوقع أن يساعد هذا التعاون في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في دول القارة، وفي نفس الوقت يتيح لروسيا فرصًا للتوسع في الأسواق الأفريقية وتعزيز وجودها الاقتصادي على المستوى الدولي.
علاقات وثيقة
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات يصادف عام 2023 الاحتفال بمرور 80 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، التي تتسم بأنها على درجة عالية من الأهمية، بالإضافة إلى كونها تاريخية وعميقة وتشمل كافة المجالات تقريبًا، بما يمكننا من تصنيفها على أنها علاقات ذات “طبيعة استراتيجية”، فدائمًا ما ينظر إلى روسيا على أنها شريك سياسي وأمني وتنموي لمصر.
وأضافت الدراسة أنه قد اكتسبت العلاقات المصرية الروسية زخمًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة وأن لدى البلدين رؤى مشتركة فيما يتعلق بالحوكمة العالمية بجوانبها السياسية والاقتصادية، لاسيما مبادئ الاحترام المتبادل بين الدول والمساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحق كل دولة في اختيار النموذج التنموي الذي يناسب ظروفها، وتأكيد مركزية دور الأمم المتحدة في النظام الدولي الحالي والتسوية السلمية للمنازعات.
وتُعد مصر كذلك واحدة من الدول المهمة لروسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ نظرًا إلى كونها تضم العديد من المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية الرائدة في المنطقة، فضلًا عن مكانة مصر الكبيرة في العالم الإسلامي. وتعد مصر أحد الشركاء الرئيسين لروسيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، انطلاقًا من علاقات التعاون الوثيقة بين الجانبين منذ أربعينيات القرن الماضي، وخاصة إبان تولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومشاركة روسيا في العديد من المشروعات الاستراتيجية الكبرى في مصر حينها، وصولًا إلى الزيارة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2015 وحضر خلالها مراسم توقيع اتفاقية لبناء محطة الطاقة النووية “مشروع الضبعة”.
فقد كانت ثورة 30 يونيو 2013 نقطة تحول كبيرة في علاقة مصر بروسيا، وتحديدًا منذ الزيارة التي تمت في 14 نوفمبر 2013 وقام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي –وقت أن كان وزيرًا للدفاع-، الأمر الذي بدا أنه مؤشر على تحول مهم في السياسة الخارجية المصرية، ثم تعددت الزيارات المتبادلة بين الجانبين على كافة المستويات. ومنذ هذا الوقت، توثقت العلاقات المصرية الروسية؛ إذ زار الرئيس عبد الفتاح السيسي موسكو عدة مرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة