حالة من الغضب هيمنت على مندوبي الدول العربية، خلال الاجتماع الطارئ الذي انعقد الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إثر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على جنين الفلسطينية، والتي أسفرت عن سقوط قتلي وجرحى، والتي تمثل استمرارًا للانتهاكات التى ترتكبها سلطات الاحتلال والتي باتت ممتدة جغرافيا في جميع المدن والقرى وفي القلب منها مدينة القدس.
الاجتماع الطارئ جاء بناء على طلب من فلسطين، بينما أيدته كلا من مصر والأردن، لمناقشة المستجدات التي تشهدها فلسطين، ودعوة المجتمع الدولي إلى العمل على تقديم الحماية للشعب الفلسطيني، في مواجهة الانتهاكات المتكررة، والتي تقوض عملية السلام.
من جانبه، قال مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، السفير محمد مصطفى عرفي إن سلطات الاحتلال ارتكبت جريمة جديدة، في انتهاك صريح للقوانين والأعراف الدولية، موضحا أن استخدام آلة الحرب في جنين يقوض أي فرصة لتحقيق السلام، في إطار حل الدولتين.
واعتبر أن ما يحدث في جنين لا يمكن فصله عن الانتهاكات التي ترتكب في المسجد الأقصى، وهو ما يمثل تحديا صريحا واستفزازا لمشاعر ملياري مسلم، مشيدا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، مشددا على أن حل الدولتين عبر تاسيس دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو الضمان الوحيد والسبيل لتحقيق السلام، معربا عن شكره للدول أعضاء الجامعة العربية على قبولهم دعوة الانعقاد في أقل من ٢٤ ساعة من بدءً الاعتداءات الإسرائيلية.
في حين أكد مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية مهند العلكوك، أن جنين تذبح ولكنها تقاوم، كما تفعل القدس ونابلس وغيرهما من المدن والقرى والفلسطينية التي تعاني الانتهاكات الاسرائيلية وسياسات الفصل العنصري، الذي تسعي سلطات الاحتلال إلى تثبيتها.
وأضاف، خلال كلمته أن الإدانات والبيانات وحدها لا يمكنها وقف الانتهاكات ومنظومة الاستيطان، حيث تحولت إسرائيل إلى نظام فصل عنصري مجرم ومنظومة استعمارية، تعمل على الاستمرار في انتهاكاتها.
وأوضح أنه في ظل غياب الضغط الدولي، تبقي الممارسات الاسرائيلية كما هي دون تغيير، مؤكدا على تمسك الدول العربية، كما جاء في قمة جدة، بتقديم مرافعات أمام محكمة العدل الدولية لطلب فتوى قانونية حول تشخيص ماهية الاحتلال.
واعتبر ان هذه الخطوة فرصة تاريخية حقيقية يجب استثمارها واغتنامها لمجابهة سياسات الاحتلال، كما دعا للضغط على المحكمة الجنائية الدولية للخروج عن صمتها واتخاذ الاجراءات ضد السياسات والانتهاكات الإسرائيلية، موضحا أن المدعي العام للمحكمة مازال لم يتحرك في مواجهة تلك الانتهاكات.
وطالب الأمين العام للامم المتحدة بوضع الآليات المتعلقة بتقديم الحماية للفلسطينيين، في ظل الانتهاكات التي طالت الأطفال من قتل واعتقال واستهداف مدارسهم وملاعبهم، معتبرا أن القضية الفلسطينية هي الواجب المقدس الموضوعة على مائدة العرب منذ تأسيس الجامعة العربية.
وفي السياق نفسه، قال مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة، إن العدوان الاسرائيلي الغاشم يطال جنين رغم أهميتها ورمزيتها في انتهاك جديد للقانون الدولي مما يقوض أي أمل لتحقيق السلام الشامل.
وأعرب عن تأييده لما ذهبت إليه مصر حول الربط بين ما تشهده جنين، وسياسات الحكومة الإسرائيلية القائمة على التوسع وانتهاكاتها بحق الأقصى، معربا عن تأييده للخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية لمواجهة الاعتداءات المتتالية.
وشدد على ضرورة استخدام كل الأدوات السياسية من قبل الدول العربية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والعمل على تحقيق حل الدولتين عبر تاسيس دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد أن قضية فلسطين ستبقى القضية الرئيسية بالنسبة للأردن، مؤكدا على مواصلة الاتصالات الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة لهم ، كما ستبقى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية أولوية، وقاعدة تنطلق منها لمجابهة محاولات الاحتلال لتغيير الهوية العربية للمدينة المقدسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة