"استغلال 600 ألف طن من نفايات مصنع سكر كوم أمبو، يتم استخدامها كوقود محترق، فى تصنيع منتج تحتاجه الدولة لتقليل الاستيراد من الورق".. هذا هو ملخص الدراسة البحثية التى أعدها طلاب جامعيون فى محافظة أسوان، كأحد مشروعات التخرج الخاصة بهم لخدمة المجتمع وتقليل الأضرار الناتجة.
وتحدث الطلاب لـ"اليوم السابع"، عن الدراسة التى تأتى بعنوان: نظام مقترح لإدارة سلسلة إمداد نفايات قصب السكر لزيادة إنتاج الورق (دراسة تطبيقية على مصنع سكر كوم أمبو ومصنع لب الورق بإدفو)، وشارك فيه الطلاب: "عبد الله دسوقى محمد، محمد عبد الوهاب عبد الله، منة الله فايز أحمد، أمال خالد أحمد، محمد عبد الناصر حسانى، ومهند حازم عبد الرحيم".
الطالب عبد الله دسوقى محمد، قال: لمسنا مشكلة مجتمعية ظهرت فى الآونة الأخيرة باعتبارنا طلاب من محافظة أسوان أيضاً، وهى متعلقة بنفايات مصنع سكر كوم أمبو، وذلك لأنه بعد إنتاجه للسكر كمنتج أساسى، ينتج بعد ذلك نفايات، منها ما يستخدم فى صناعة الأوراق بأنواعها المختلفة وتستخدم أيضاً فى صناعة الخشب الحبيبى.
وتابع الطالب عبد الله، أنه نظراً لأن مصنع كوم أمبو قاصر على إنتاج "الحبيبى" فقط، ومع ذلك فإنه يقتصر على 20 % فقط من الإنتاج وتقدر بنحو 120 ألف طن، نظراً لضعف الطاقة الاستيعابية له، بينما الـ80 % المتبقية والمقدرة بنحو 600 ألف طن، يتم استخدامها كمازوت بديل للطاقة، لافتاً إلى أنه لو تم استخدام هذه النفايات فى إنتاج الورق سيساعد على زيادة الدخل الاقتصادى وسيحافظ على البيئة.
وأضاف محمد عبد الوهاب عبد الله، أن أهمية البحث ترجع إلى استخدام نفايات مصنع سكر كوم أمبو وتوظيفها بشكل جيد بعد نقلها إلى مصنع إدفو لزيادة إنتاجية الورق، موضحاً أن مصر فى سنة 2022 استهلكت نحو 500 ألف طن من الورق، فى حين لم تنتج مصر منهم سوى 200 إلى 230 ألف طن، وهو ما يعنى أن مصر تستورد نحو 65 % من استهلاكها.
وأوضح الطالب محمد، أنه تبين من الدراسات أن مصنع سكر كوم أمبو يحرق نحو 600 ألف طن من النفايات، وهذه الكمية بعد أن تخضع للمعالجة، يمكن من خلالها إنتاج 105 ألف طن من الورق وبالتالى تنفيذ هذا المقترح البحثى سيساعد على تقليل الاستيراد من الورق بشكل كبير بعد زيادة إنتاج مصنع لب الورق فى إدفو.
وأشارت الطالبة منة الله فايز أحمد، إلى أن 80 % من نفايات مصنع سكر كوم أمبو تشكل ضرراً على البيئة نظراً لاستخدامها كوقود محترق، مما يؤثر على صحة العاملين بالمصنع والمواطنين المقيمين بمحيط نطاق المصنع، ولو تم إلقاءها فى الصرف الصناعى سيؤثر بشكل كبير على المياه، ولكن مع تطبيق البحث العلمى سيتم تقليل هذه الأضرار البيئية، من خلال نقل الفائض من هذه النفايات إلى مصنع إدفو لإنتاج الورق.
وذكرت الطالبة منة الله، أن إدارة المصنع لم تسعى بشكل جاد فى هذه الخطوة إلا مرة واحدة وتوقفوا بعد ذلك – على حد قولها - وذلك نظراً لما لمسوه من ارتفاع تكلفة النقل البرى بين المصنعين مقارنة بسعر إنتاج طن الورق والذى كان يقدر وقتها بنحو 9 آلاف جنيهاً، ولكن البحث تضمن دراسة لتخفيض أسعار النقل، سواء فى حالة مقارنتها بالأسعار الحالية لطن الورق والتى وصلت لنحو 46 ألف جنيه، أو من خلال استخدام طرق أخرى لنقل النفايات من خلال السكة الحديد، أو النقل النهرى والذى سيوفر نحو 18 مليون جنيه مقارنة بالنقل البرى.
وأوضحت الطالبة أمال خالد، أن مصر تستورد 65 % من استهلاكها للورق، فى حين تنتج 35 % فقط محلياً، والمشروع البحثى سيساعد على تحقيق التكامل بين المصنعين والاستفادة الاقتصادية لهما، مع الاستفادة من هذه النفايات وتوظيفها لصالح البيئة والتوقف عن الإضرار بالبيئة كما كان يحدث فى السابق، ومن توصيات البحث الاعتماد على الغاز الطبيعى فى الوقود بدلاً من المازوت.
ومن الناحية الاجتماعية، أكدت الطالبة أمال، أن تطبيق الدراسة سيزود مصنع لب الورق بإدفو من إنتاجه للورق، نظراً لوجود طاقة استيعابية كافية بالمصنع، ويساعد أيضاً على توفير فرص عمل للشباب مما يخفض من انتشار البطالة وبالتالى خدمة المجتمع المحيط بالمصنع فى إدفو بشكل مباشر.
وتعد الدراسة، هى إحدى مشروعات تخرج طلاب كلية النقل الدولى واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فرع جنوب الوادى بأسوان، وتهدف إلى توظيف المادة العلمية لتحقيق الاستفادة العملية داخل المجتمع المحيط بالطلاب، واستغلال "بيت العلم" فى خدمة المجتمع.
أدخنة المصنع
الأدخنة فى الهواء
الطلاب أثناء عرض البحث
الطلاب أثناء عرض الدراسة
الطلاب المشاركون
الطلاب المشاركون فى البحث
النفايات
النفايات المستخلصة
تلوث البيئة
جانب من مناقشة الدراسة
طلاب-البحث
لجنة-التحكيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة