تمر اليوم الذكرى 141 على وفاة الشاعر البريطاني بيرسى بيش شيلى، المعروف بقصائدة القصيرة "أوزيماندياس، أغنية للريح الغربية، إلى قبرة"، وبعض القصائد الطويلة مثل "ألاستور، أو روح العزلة، ثورة الإسلام، أدوناى، بروميثيوس طليقاً، وعمله غير المنتهى انتصار الحياة"، وقد كان ممن تعرضوا لمحاكم التفتيش، بسبب آرائه التى أعلن عنها، مما كلفه الطرد من جامعة أكسفورد العريقة، هو وصديقه بسبب موقفهما من "الإلحاد".
في عام 1802، التحق بأكاديمية سيون هاوس في برينتفورد، بميدليكس، ليلتحق بعد ذلك في 1804، بإتون كوليدج، حيث كان أداؤه ضعيفًا وتعرض للإيذاء الجماعي كل يوم تقريبًا نحو وقت الظهيرة على يد الأولاد الأكبر سنًا الذين كانوا يطلقون على هذه الحوادث على نحو صائب «السخرية من شيلي». محاطًا بهم، كانت كتب شيلي الصغير تُمزق من بين يديه وملابسه تُجذب حتى تتمزق إلى أن يبكي ويصرخ بجنون بنبرة صوته المتقطعة الحادة للغاية. يمكن أن يُعزى هذا العذاب اليومي إلى رفض شيلي لأن يشترك في خدمة الأولاد الأكبر ولقلة اكتراثه تجاه الألعاب والأنشطة الشبابية الأخرى. لكونه غريب الأطوار، لصق بشيلي لقب "شيلي المجنون".
وقام الشاعر الإنجليزى بيرسى بيش شيلى بالاشتراك مع صديقه وزميله بالجامعة توماس جيفرسون هوج، بتأليف كتيب تحت عنوان "ضرورة الإلحاد"، وكان اللفظ الأخير "الإلحاد" ممنوع الاستخدام فى المجتمع الإنجليزى المحافظ فى ذلك التوقيت، واحتوى مطبوع جامعة أكسفورد وسيتى هيرالد إعلانا عن هذا الكتيب فى 9 فبراير سنة 1181 وظهر الكتيب فعلا فى 31 فبراير، ووضع شيلى على الفور نسخا منه فى مدخل مكتبة بيع الكتب فى أكسفورد، ورآه جون ووكر الإكليريكى الموقر فطلب من البائع تدمير كل النسخ وبالفعل، وفى هذه الأثناء أرسل شيلى نسخاً إلى كثير من الأساقفة وكثير من الشخصيات المرموقة فى الجامعة، وأحضر نسخة إلى عميد الكلية الجامعية وأساتذتها فاستدعوا شيلى للمثول أمامهم فى 25 مارس، وتقرر بعدها طرده من الجامعة برفضهما الإجابة عن بعض الأسئلة الموجهة إليهما هو وصديقه.