أنا فتاة في الواحدة والثلاثين من العمر، مشكلتي أنني عاجزة عن مساعدة أمي، فهي تحب أن تعمل كل شيء في البيت بنفسها وحتي شراء الطلبات تقوم بنفسها ولم تعلمنا أي شيء من المهام المنزليه نحاول أنا واختي أن نساعدها كثيرا بعد أوقات العمل أو في أيام العطلة ولكن دون جدوي حيث أن مساعدتنا لها لا تخفف عنها شيء فهي دائما مثقلة بالمهام وزاد عليها أيضا مساعدة زوجة خالي المريضة أي أنها الآن تقوم بمراعاه بيتين وأبي لا يساعدها في أي شيء حتى شراء الطلبات لا يقوم بها فهو يجلس في البيت ولا يعمل شيء ويتركها لتحمل المسؤولية كاملة وهذا يضغط عليها أكثر. أحاول أن أقدم لها المساعدة ولكنها ترفض أو تطلب مني أشياء بسيطة ولا تكلفني بأعمال ثقيلة رغم أني في كثير من الأوقات اكون متفرغة، فكيف أهون علي أمي وأساعدها؟ فمن المفترض من في سنها ترتاح فهي قد تخطت الستون عاما وأخاف عليها كثيرا ومازالت تقوم برعايتنا، وهل أنا عاقة لأمي لأني لا أخفف عنها واساعدها فكثيرا ما يحزنني أن تقوم بأي عمل وأنا جالسة لا اعمل شيئا وعندما اقدم المساعدة ترفض ؟؟".
****
القارئة العزيزة، نشكر فيكِ حرصك الشديد على والدتك، سواء حرصك على راحتها وشعورك بثقل المسؤوليات التي تتحملها، أو حرصك على برها وتخوفك من أن تكوني بعدم مساعدتها عاقة لها، وهو ما نرى أنه غير صحيح على الإطلاق، فأنتِ لا ترفضين مساعدتها بل هي من لا تسمح لكِ بذلك. لم نعرف الكثير من رسالتك عن والدتك، فلا يمكننا أن نحدد بدقة الأسباب التي تدفعها لذلك، فهناك بعض الناس لا يشعرون بقيمة وجودهم إلا من خلال ما يقومون به من عمل ومن مجهود، ولا يشعرون بالراحة إذا لم يبذلوا كل ما في وسعهم من جهود. يحبون السيطرة على مجريات كل الأمور ويتأكدوا أن كل شيء يتم تمامًا كما أرادوه ولا يثقوا في أن أحدًا قادرًا على إنجاز المهام بالطريقة التي يفعلونها بها، لذلك فهي قد تشعر بالإجهاد البدني من المهام والأعباء الملقاة على كاهلها ولكن هذا يجعلها تشعر بالراحة النفسية لأنها إن لم تفعل كل شيء بنفسها ستشعر بالتوتر وبأنه لم يتم كما ينبغي.
قد يكون من الصعب أن تغيري من طبع والدتك الآن في هذه السن، ولكن الحقيقة أن هذا الوضع يجب تغييره ليس فقط لأجلها ولأجل راحتها، ولكن لأجلك أنتِ وشقيقتك، فبهذه الطريقة هي لا تسمح لكما بالنضج، بأن تتعلما تحمل أعباء البيت وبالتالي ستواجها مشكلة كبيرة حين تصبح لكما حياتكما المستقلة، سواء بزواجكما أو لظروف عمل أو غيره. من الضروري أن تتحدثا معها، بوضوح وتتناقشا في هذا الأمر، ولكن دون الإشارة إلى أنها تخطت الستين، لأن هذا بالذات قد يكون دافعًا آخر لها لرفض الراحة، لأنها ترفض أن تشعر أنها تقدمت في السن وتحب أن تشعر أنها لا تزال قادرة على العطاء والقيام بمهامها على أكمل وجه. من الضروري أن تتفقوا على تقسيم مسؤوليات البيت بينكم بشكل محدد وواضح.
ابدأي مثلاً بالتواجد معها أثناء قيامها بأي مهمة، واخبريها أنك تريدي التعلم منها كيف تفعل هذا الأمر أو ذاك، ثم اطلبي منها أن تجربي بنفسك، فيما بعد يمكن أن تفاجئيها بإتمام مهمة ما قبل استيقاظها او أثناء غيابها عن المنزل، وتدريجيًا حين تشعر أنكما تقوما بالمهام على أكمل وجه، وبالطريقة التي تحب أن تنجز بها الأمور، قد تبدأ في الثقة في تقسيم المهام بينكم. من المهم كذلك أن تخلقا لها اهتمامات بديلة، فماذا يمكن أن تفعله ويثير اهتمامها في الوقت الشاغر المتوفر لديها حين تقوما ببعض مهامها؟ تحتاج والدتك كذلك إلى تأكيدك على أهميتها العاطفية والمعنوية وأن وجودها في حياتكم لا يقتصر فقط على ما تقوم به من مهام.
صفحة وشوشة 7 يوليو
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة