رحل عن عالمنا، منذ قليل، الشاعر والمترجم الدكتور مدحت طه، عن عمر ناهز 67 عاما، حيث نعاه عدد كبير من المثقفين، حيث كتب الكاتب الصحفى سيد محمود على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك": غيب الموت اليوم وجها طيبا وكريما خدم الحياة الثقافية بإخلاص في اتيليه القاهرة شاعرا ومترجما، الف رحمة ونور صديقنا الغالى د مدحت طه.
الدكتور مدحت طه حسن أو مدحت طه، شاعر ومترجم وناقد مصرى من مواليد عام 1956، تخرج فى كلية الطب بجامعة عين شمس ومارس الكتابة والترجمة الأدبية بجانب الطب، حيث ترجم أعمالا لكبار كتاب اللغة الإنجليزية، مثل "الطفل الخامس" للفائزة بنوبل دوريس ليسنج، و"قلب الظلام" لجوزيف كونراد، بالإضافة للعديد من الأعمال الشعرية، صدر له فى الشعر ديوانان الأول فى 2007، "السكون والصدى" والثاني في 2018، "أسئلة تراود الغفلة"، ورواية وحيدة وهي التى كتب عنها الكثير من نقاد مصر والوطن العربي أولهم كان الراحلان دكتور عبد المتعم تليمة والناقد دكتور شاكر عبد الحميد، و"السير على الأطراف" وهي تلك الرواية التي تسير في سرد ذاتي.
و"السير على الأطراف" هي رواية تأخذنا إلى عالم الطب والمستشفيات في مصر والولايات المتحدة، وعلاقات الحب والزواج هنا وهناك، تهتم بشكل خاص بالسرد والوصف لشوارع القاهرة، تفرعاتها وتقاطعاتها ومبانيها وقصورها، وباراتها، ومقاهيها ومتاحفها، وناسها، وهنا أيضًا يسرد الرواية التاريخ الحديث من وجهة نظر خاصة، يذكرنا الراوي بحرب اليمن وحرب 1967 وعبور 1973 وانتفاضة 1977 وتمرد الأمن المركزي واغتيال السادات وغزو العراق للكويت، ثم ما سمي بعاصفة الصحراء وغيرها من الأحداث، لكنه لا ينسى ولا يستطيع إلا أن يعود بذاكرته وأحلامه ووعيه ولا وعيه أيضًا إلى ذلك المكان الذى أحبه ولا يزال، إلى مصر، وإلى حياة المصريين.