تستمر الدولة المصرية فى البناء والتشييد وإطلاق مشروعات عملاقة وبنى تحتيه هائلة وتنمية مستدامه هدفها الانطلاق نحو "الجمهورية الجديدة"، وتقديم خدمات على أعلى مستوى للمواطنين فى كل ربوع الوطن، ومع استغلال الدولة لصحراء مصر التى لم يقدم احد على استغلالها على مدار عقود، اقامة الدولة المصرية الحديثة 14 مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع على مستوى الجمهورية، تم اختيار وتحديد اماكنهم بعناية وتخطيط عمرانى رائع لتعمير الصحراء وتخفيف الزحام فى المدن المكتظة بالسكان، ومن بين هذه المدن الذكية مدينة المنصورة الجديدة، والتى تعد الرئة الخضراء لمحافظات الدلتا .
ومع انشاء كل مدينة أو مشروع عمرانى ضخم تجد اهتمام الدولة المصرية بأدق التفاصيل ليظهر المشروع بالمحتوى الكامل الذى يطبق كل أنواع الاكتفاء الذاتى وتقديم الخدمات المتكاملة الخاصة بالمدينة أو المشروع الذى يتم إنشاؤه، بحيث تتوافر كل الخدمات التى يبحث عنها المواطن لينعم بـ"حياة كريمة"
وانتهت الدولة من انشاء وتسليم المرحلة الاولى من مدينة المنصورة الجديدة، والسعى نحو الانتهاء من المرحلة الثانية والتى وصلت نسبة التنفيذ بها 65% من انشاءات المرحلة الثانية، واخذت الدولة المصرية على عاتقها أن تكون المدن الذكية الجديدة كاملة المرافق والخدمات، ومن أهم المرافق والخدمات التى تعتمد عليها طبيعة الحياة هى وجود المياه.
ومع التفكير والتطوير لأفكار حديثة خارج الصندوق والابتعاد عن الأفكار القديمة والتى من شأنها التأثير على بعض المناطق عند امتداد المياه من مناطق إلى مناطق أخرى، قامت الدولة المصرية بإنشاء محطة خاصه بمدينة المنصورة الجديدة، ولكن هذه المحطه لا تقوم بسحب مياه من مكان لآخر حتى لا تقوم بالتأثير على باقى سكان المدن القديمة، لكن لجأت الدولة للعمل بالأفكار والتقنيات الحديثة، وعمل مشروعات تنمية مستدامة على أحدث النظم، وتم انشاء أكبر محطة مياه لتحلية مياه البحر فى مدينة المنصورة الجديدة والتى تعد الأولى من نوعها فى الدلتا، لتغطية مدينة المنصورة الجديدة من احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب، حيث تستهدف المحطة خدمة 750 ألف مواطن والتى تستهدفهم المدينة الذكية العملاقة "المنصورة الجديدة"
تفاصيل أول محطة تحلية مياه البحر فى الدلتا
استغلت الدولة المصرية الحديثة، المكان الذى تم اختياره بعناية ودقة فائقة، حيث تجيد الحكومة المصرية التخطيط الجغرافى لإقامة المدن والمشروعات الحديثة، وتتمكن من خلاله من استغلال الصحراء المهملة منذ عقود من الزمان، وتكون سبب فى توزيع السكان على المدن الجديدة وعمل توازن جغرافى جيد يساعد على توزيع الرقعة السكانية بين المحافظات والمدن على مستوى الجمهورية .
وتم اختيار مكان اقامة محطة تحلية مياه البحر العملاقة فى الصحراء المجاورة لمدينة "المنصورة الجديدة" مباشرة، بحيث تبعد عن "محطه تحلية مياه البحر" العملاقة، عن المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة 10 كيلو متر تقريبا، وتقع أقصى غرب مدينة "المنصورة الجديدة"، وتم انشاء المحطة على مساحة 24 فدان كاملة، وتتمتع "محطة تحلية مياه البحر" فى المنصورة الجديدة، بقدرة إجمالية 160 الف متر مكعب فى اليوم، وتم انشاءها على عده مراحل متتالية، عبارة عن مرحلتين، المرحلة الأولى التى تم تنفيذها بالفعل تشمل الإن تيك وخطوط السحب بقدرة أو تصرف 80 الف متر مكعب فى اليوم، ويظهر مبنى الإنتيك داخل المحطة، متصل به عدد 2 خطوط سحب، تم وضعهما داخل مياه البحر بعمق 1 كيلومتر بقدرة 80 ألف متر مكعب فى اليوم.
خطوات العمل داخل المحطة لبدء فى تحلية المياه
وفى المرحلة التالية يتم ترحيل المياه على مبنى المعالجة الابتدائية وذلك لفصل الزيوت والشحوم ومنها لمبنى المالتى ميديا فلتر وهو عبارة عن مجموعة من الفلاتر ثم تتجه إلى مبنى التحول العكسى والذى يتم فيه نزع الملوحة الموجودة فى مياه البحر، ثم تبدء مهام عمل مبنى الكلاسايد لضبط "قلوية المياه" ثم يتم ترحيل المياه المحلاة إلى الخزان العملاق بسعة 10 آلاف متر مكعب.
تلى تلك الخطوات عملية نقل المياه إلى مدينة المنصورة الجديدة، والتى تصل عن طريق عبر طلمبات وانابيب ضخمة تم وضعها بكفاءة عالية فى عمق الأرض، ليتم ضخ المياه من خلالها ووصولها للمدينة، وذلك عن طريق المرحلة الأولى التى تم تنفيذها بالفعل وهى 80 الف متر مكعب، والمتبقى منها 40 الف متر مكعب.
سحب المياه من البحر ودخولها محطة تحليه المياه
تأتى المرحلة الأولى من عمل محطة تحلية مياه البحر بالمنصورة الجديدة، عن طريق عملية سحب المياه من البحر فى أنابيب ضخمة والتى تسمى خطوط السحب الإنتيك، حيث تم وضع الأنابيب الضخمة داخل البحر فى عمق من 1 كيلومتر إلى 1.200 كيلومتر داخل المياه، وتم وضع انبوبتين سحب حتى الآن بقدرة 80 الف حتى الآن، ثم تستقبل المحطة المياه عن طريق وحدة إزالة الزيوت والشحوم المختلطة مع مياه البحر المالحة.
تأتى بعد ذلك مرحلة الفلترة للمياه، وذلك بعد تنقيتها من الزيوت والشحوم واى نوع من الرواسب المختلطة بمياه البحر فى المرحلة الأولى، وتكون هذه الخطوات والمراحل قبل وصول المياه إلى مرحلة متكررة من الفلترة لتعيد فلترة المياه والتأكد من خلوها تماما من أى شوائب ثم تتجه المياه إلى مرحلة ال R_O والتى تعد أهم المراحل والعقل المدبر للمحطة
مرحلة R_O فصل الملوحة عن مياه البحر وتحويلها لمياه صالحة للشرب
قال عمرو عبدالسلام مسئول التشغيل والصيانة داخل محطة تحلية مياه البحر بمدينة المنصورة الجديدة، أن أهم مناطق وأجزاء المحطة من الداخل هو جزء الفصل والمعروف باسم جزء ال R_ O وهذا الجزء المسئول عن عملية فصل الملوحة عن مياه البحر، ويتكون هذا الجزء من 3 اسكدات مكونين من 450 فيزل، وتتكون الاسكده الواحدة من 150فيزل، لتتحمل الضغوطات العالية ليتم بها نزع الملوحة
تنتهى مرحلة ال R_O لتأتى بعدها مرحلة معادلة القلوية فى المياه، عن طريق وحده الكانسيد، وذلك فى حالة احتياج اضافه كميه من الكيماويات إلى المياه ويتوقف ذلك على حالة المياه من المرحلة الأولى R_O
وتصل المياه بعدها لمرحلة "التانك" وذلك بعد نزع الملوحة ومعادلة قلوية المياه، ثم تتحرك المياه بعدها لتانك اخر وقتها تبدء عملية ضخ المياه إلى المدينة، لذلك يعتبر مبنى الـ R_O بمثابة العقل المدبر لمحطة تحلية مياه البحر وتنفيذ تحويلها لمياه صالحة للشرب.
مبنى التحكم وتشغيل المحطة
يتواجد داخل محطة تحلية مياه البحر بالمنصورة الجديدة، مبنى التحكم، والذى يتحكم فى المحطة بالكامل وتشغيلها، حيث يتكون مبنى التحكم من 4 غرف للتحكم فى الطلمبات والماكينات الموجودة لعمل المحطة من الداخل.
تتكون الغرفة الواحدة من مجموعة لوحات الكترونية ضخمة، تعمل على التحكم فى الطلمبات، تم تخصيص غرفه كبيرة من بين الغرف ال 4 لتتحكم فى أهم جزء داخل المحطة، وتتحكم الغرفة الكبيرة فى غرفة الإسكادا وهى المسئولة عن التحكم فى أهم مناطق المحطة بل وتعد المسيطرة على كل أجزاء المحطة، حيث صممت المحطة بالتعامل الإلكترونى الكامل، ويعد التدخل البشرى ضئيل جدا بها ويكون فى حالات نادرة جدا إذا لزم الأمر.
محطة مصرية خالصه بداية من مراحل الإنشاء حتى التشغيل والصيانة وتخصيص مبنى للعاملين داخل المحطة
وتعد محطة مياه المنصورة الجديدة، من أولى المحطات المصرية الخالصة التى لا تعتمد على شريك أحنبى أو خارجى، حيث تم تشيد محطة تحلية المياه الموجودة فى مدينة المنصورة الجديدة، بأيادٍ مصرية كاملة بداية من انشاء المحطة، وصولا إلى مراحلها النهائية.
حيث صممت المحطة وتم إنشاؤها وبناؤها بأيادٍ مصرية خالصة، وصولا إلى مراحل التشغيل والإشراف والصيانة، حيث يقيم العمال المتواجدين فى مبنى مخصص لهم داخل المحطة، يسمى مبنى العاملين بالمحطة، وذلك رغم عمل المحطة الإلكترونى إلا أنها القائمين على المشروع قاموا بتصميم مبنى خاص لإقامة العاملين والتواجد دائما داخل المحطة للإشراف عليها ومتابعه العمل وضخ المياه بعد عمليات التحلية إلى المدينة على مدار الساعة.
ما جعل حاله من الفخر والسعادة وسط جميع العاملين بالمحطة، حيث عبر عمرو عبدالسلام، أحد المهندسين المشرفين على التشغيل والصيانة داخل المحطة عن فخرة وزملائه كاول فريق عمل مصرى متكامل يشرف ويعمل ويقوم بالصيانة والتعامل مع أحدث النظم التكنولوجية التى تتمتع بها المحطة.
صعوبات ومعوقات تم تخطيها أثناء انشاء محطة تحلية المياه فى المنصورة الجديدة
واجهت المحطة معوقات كبيرة منذ بداية اختيار المكان وجس التربية، حيث وضحت الإختبارات فى البداية عدم ثبات التربة فى المنطقة التى تم اختيار انشاء وإقامة المحطة بها، مايتطلب تغير المكان لآخر أو عمل مجهود مضاعف، لذلك تم عمل خوازيق خرسانية فى عمق الارض لتثبيت التربة لتثبيتها كونها قريبه من البحر.
كل ذلك جعل من عملية البناء والإنشاء يستغرق مده عام ونصف كاملا للإنتهاء من بناء المحطة وتشيديها ثم تركيب الأجهزة والمعدات، حتى وصلت المحطة لمراحلها الاخيرة وبدأت فى التشغيل وضخ المياه داخل مدينة المنصورة الجديدة، منذ 10 اشهر، لتحقق محطة تحلية مياه البحر فى المنصورة الجديدة نجاحا فائقا وتحدى للدولة المصرية سواء من حيث التخطيط الجغرافى وتحديد مكان اقامة المدن والمشروعات الخدمية لها، وصولا لتشغيل المشروعات وصيانتها بأيادى مصرية خالصة.