تمر اليوم الذكرى الـ 179 على وقوع معركة إسلي، هي معركة عسكرية دارت رحاها بواد إسلي بالقرب من مدينة وجدة المغربية في 14 أغسطس 1844، بين جيش سلطان المغرب المولى عبد الرحمن بن هشام بقيادة ابنه الأمير محمد، مدعومًا بعدة قبائل أمازيغية مغربية منها بني يزناسن وبني أنجاد وغيرهم، والقوات الفرنسية الراغبة بوضع حد للدعم المتكرر للسلطان المغربي للمقاومة الجزائرية واحتضانه للأمير عبد القادر.
ووقعت هذه المعركة غير المتكافئة، في 14 غشت سنة 1844، على بعد كيلومترات من مدينة وجدة (إيسلي)؛ حيث يعود سبب اندلاعها إلى وقوف المغرب إلى جانب جيرانه ودعمه للمقاومة الجزائرية، حيث كان السلطان مولاي عبد الرحمان قد قرر منح اللجوء للأمير عبد القادر الجزائري، وتزويده بقوات عسكرية؛ ما مثل عائقا كبيرا في وجه الجيش الفرنسي لتنفيذ عملياته في الجزائر.
ومن وجهة نظر عسكرية، أكدت معركة إيسلي إصرار الجيش المغربي على الوقوف في وجه المد الاستعماري الفرنسي. وقد وقعت هذه المعركة بين جيش السلطان مولاي عبد الرحمان مساندا بقبائل بني يزناسن وأهل أنجاد وغيرهم من أفراد الشعب المغربي من جهة، والجيش الفرنسي القادم من الجزائر تحت قيادة الماريشال طوماس روبير بيجو من جهة أخرى.
وقد أثار رفض المغرب للمطالب الفرنسية القاضية بتسليم الأمير عبد القادر، الذي وجد الملجأ الآمن بالمغرب والدعم من قبل سلطانه، حفيظة فرنسا التي اتهمت المغرب بخرق معاهدة الصداقة الفرنسية المغربية؛ ما أدى إلى وقوع معركة إيسلي.
اتنتهت المعركة بانتصار الفرنسيين الذين فرضوا شروطا قاسية على المغرب، تمثلت بالتصديق على معاهدة طنجة المنبثقة من اتفاقية للا مغنية الموقعة في عام 1845 والتي نصت أبرز شروطها على اقتطاع فرنسا لبعض الأراضي المغربية والحاقها بالجزائر، فرض غرامة مالية على المغرب ومنع المغاربة من تقديم أي دعم للجزائر؛ كما كانت هذه المعركة أولى بوادر التوغل الأوروبي وإعلان الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912.