افتتح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام لمجلس الآثار، جامع الأقمر بشارع المعز، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره، وبحضور مفضل محمد حسن ممثل سلطان البهرة في القاهرة، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور أبو بكر أحمد عبد الله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، وعاطف الدباح المشرف على المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور محمد الصعيدي مدير المكتب العلمي لمكتب الأمين العام وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار.
وأكد مصطفى وزيري أن افتتاح الجامع اليوم يأتي استكمالاً لما يشهده قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار من إنجازات كبيرة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن افتتاح عدد من المباني الأثرية المهمة والتي يأتي من بينها افتتاح جامع الحاكم بأمر الله بشارع المعز في فبراير الماضي.
وأوضح مصطفى وزيري أن العمل بالمشروع بدأ في أكتوبر 2022، بتكلفة بلغت 14 مليون جنيه مصري بتمويل من طائفة البهرة في القاهرة، مضيفًا أن وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار تولي اهتمامًا كبيرًا بمنطقة القاهرة التاريخية حيث جارٍ العمل في عدد من المشروعات بها، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية كونها أحد المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، فضلًا عن كونها واحدة من أهم المقاصد السياحية لمنتج السياحة الثقافية.
فيما أعرب الدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف عن سعادته بافتتاح الجامع اليوم والذي يعد واحدا من أهم الجوامع الأثرية في مصر، لافتا إلى أنه سيتم نقل شعائر صلاة الجمعة القادمة من هذا الجامع لأول مرة بعد الانتهاء من ترميمه وافتتاحه.
ومن جانبه قال العميد هشام سمير أن أعمال مشروع الترميم والتطوير تضمنت صيانة الواجهة الرئيسية الحجرية للجامع وإزالة الاتساخات والسناج، واستكمال بعض الكتابات الحجرية والرخامية الموجودة علي الواجهة طبقًا للمصادر والمراجع العلمية للجامع، وتنظيف الأعمدة الرخامية وصيانة الكتابات الجصية الموجودة ورفع كفاءتها، ومعالجة الروابط الخشبية، بالإضافة إلى صيانة وترميم الأبواب والشبابيك الخشبية وتركيب أسلاك معدنية للشبابيك لحمايتها من دخول الطيور وتكوين السناج، فضلا عن ترميم المئذنة وتقوية جدرانها، وحقن الزخارف الزجزاجية حفاظا عليها واستكمال الشرافات الموجودة أعلي الجامع، وترميم القبة والشبابيك الخاصة بها.
وعن تاريخ الجامع قال الدكتور أبو بكر أحمد عبدالله أنه يعود للعصر الفاطمي حيث بناه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية في مصر سنة 519هـ (1125م) وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي المعروف باسم المأمون البطائحي، وقد دون ابن فاتك اسمه إلى جانب اسم الخليفة الآمر في النصوص الكتابية بالخط الكوفي الدقيق على واجهة الجامع.
وأشار إلى أن جامع الأقمر يعد واحدا من مفاخر العمارة الإسلامية الفاطمية فهو يتميز بجمال واجهته الحجرية المزخرفة بوجود المقرنص المشطوف على الجانبين.
فيما أوضح عاطف الدباح أن واجهة الجامع تعد أول واجهة حجرية لجامع في القاهرة، أما باقي الجامع مبني من الداخل بالطوب الآجر والواجهة منحرفة لتساير خط تنظيم الشارع، وصحن الجامع مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها رواق القبلة والأسقف مغطاة بقباب ضحلة.
يوجد لوحة تذكارية تسجل أعمال تجديد الجامع التي أجراها الأمير يليغا السالمي سنة 1396م بأمر السلطان برقوق. ويشير النص الكتابي أن أعمال التجديد شملت إقامة المئذنة وعمل المنبر.
وقد أجريت العديد من أعمال تجديد على الجامع بعد إنشائه حيث قام بتطويره الأمير سليمان آغا السلحدار سنة 1821 في أيام محمد علي باشا، كما قامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميمه وتجديده عام 1928، وقام المجلس الأعلى للآثار بترميمه وإزالة المباني التي كانت أمام واجهته بحيث ظهرت زخارف الواجهة كاملة.