فى غضون أسابيع قليلة، واجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ثلاث لوائح اتهام فى قضايا مختلفة ما بين جنائية وآخرى تتعلق بمخلفات لقوانين الحملة الانتخابية، وتعامله مع الوثائق السرية، وفى الأيام القادمة قد تصدر لائحة الاتهام الرابعة ضد الرئيس السابق فى ولاية جورجيا فى قضية التعامل مع نتائج انتخابات 2020.
ورغم من الأزمات القانونية المتلاحقة، فإن ترامب يحقق استفادة سياسية هائلة من ورائها، على الأقل حتى الآن فى هذه المرحلة من الحملة الانتخابية التي يخوضها أملا فى العودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على المكاسب التي حققها ترامب، وقالت فى أوائل مارس 2023، كتب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منشورا على السوشيال ميديا قال فيها إنه سيتم اعتقاله يوم الثلاثاء فى الأسبوع التالى.
وطالب فى منشوره على موقعه تروث سوشيال بالاحتجاج وقال لأنصاره "استعيدوا أمتكم" .
وكانت توقعات ترامب مستندة إلى تقارير إعلامية، وفقا لمحاميه، وتأجل الموعد أسبوعين. لكن هذا التصريح من جانبه أشعل أحداث غيرت بشكل عميق مسار سباق الترشح الجمهورى. فأرسل المانحون أموالهم وغيرت فوكس نيوز لهجتها، وسارعت مؤسسة الحزب الجمهورى للدفاع عن ترامب، وارتفعت نسب تأييده فى استطلاعات الرأي.
وهذه السلسة من أوراق الدومينو المتساقطة، والتي وصفتها الصحيفة بتأثير لائحة الاتهام، يمكن قياسها بطرق تكشف الكثير عن وضع الحزب الجمهورى. ولاستكشاف لظاهرة، أجرت نيويورك تايمز مراجعة لاستطلاع الرأى الوطنية وفى الولايات، وأجرت مقابلات مع الناخبين الجمهوريين، وفحصت سجلات تمويل الحملة الفيدرالية.
وكشف التحليل عن هيمنة ترامب على الحزب، وأن الملايين من الناخبين الجمهوريين رأوا مشكلات ترامب القانونية بمثابة هجوم بالوكالة عليهم. كما كشف التحقيق عن واقع متعرج ينظر فيه إلى الاتهامات الجنائية كرأس مال سياسى، على الأقل من أجل الفوز بترشيح الحزب الجمهورى.
ونقلت نيويورك تايمز عن تونى فابريزيو، خبير الاستطلاعات الجمهورى الذى يعمل لصالح لجنة عمل سياسى لترامب قوله إن الالتفاف حول العالم ليس بظاهرة جديدة فى السياسات الأمريكية، لكن أخذها فى الحسبان ينقلها على مستوى جديد. وفى هذه الحالة، أصبح الالتفاف حول العلم يتعلق بترامب شخصيا.
وقبل نحو عامين، كانت نيوز فوكس وإمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية الأوسع تنأى بنفسها عن ترامب وترقى فى المقابل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، حتى أن صحيفة نيويورك بوست احتفت بفوزه فى انتخابات 2022 بفترة ثانية حاكما لفلوريدا، وصال إنه يمثل مستقبل الحزب الجمهورى.
لكن بعد صدور لائحة الاتهام الأولى ضد ترامب، تغيرت أولويات الحركة المحافظة ووسائل الإعلام المعبرة عنها وعلى رأسها فوكس.
والتف مذيعو الراديو المشاهير حول ترامب، وحتى المعلقين المعجبين بديسانتس اعتبروا الاتخام بمثابة مهمة شخصية تفوق أولويات أخرى. وركزت مختلف البرامج فى الإعلام المحافظ على فكرة أن ترامب ضحية نظام عدالة اختطفه الديمقراطيين. ولم يتوقف الأمر على سيطرة قضية الاتهام على البرامج على مدار الساعة، وإنكما استهلكت قضايا ترامب أسابيع فى وسائل الإعلام الرئيسية والمحافظ، بتوقعات ما قبل الاتهام ثم صدور لائحة التهام وتحليل ما بعد صدور اللائحة.
من جانبه، سعى ترامب وفريق إلى تعمد التضخيم فى التغطية الإخبارية الخاصة بالقضايا. وتعاموا مع ظهوره فى المحكمة كفعاليات انتخابية. وقد أدى الاهتمام البالغ بالأزمات القانونية لترامب إلى تراجع الانتباه على حملات منافسيه. وقال مستشار أحد منافسى ترامب، فإن هذه المشكلات القانونية قد فرضت على حملة المرشح إعادة الجدول الزمنى للفعاليات الخاصة به.
على صعيد المال السياسى، حشد ترامب أموال تبرعات هائلة بعد ساعات قليلة من صدرة أول لائحة اتهام ضده فى قضية دفع أموال للمثلة أباحية فى موسم انتخابات 2016.
و ذكرت تقارير أن ترامب أكثر من مليوني دولار من التبرعات، بعد ظهوره أمام المحكمة بتهمة حيازته وثائق سرية بشكل غير قانوني
وذكرت صحيفة USA Today في مطلع شهر أبريل الماضي، بأن ترامب جمع أكثر من 4 ملايين دولار، خلال 24 ساعة من صدور لوائح الاتهام بحقه في نيويورك، في قضايا تتعلق بسجلات تجارية، لتفيد وسائل إعلام أمريكية في وقت لاحق بأنه جمع مبلغ 15.4 مليون دولار خلال أول أسبوعين من شهر أبريل..
وذكرت شبكة CNN نقلا عن مصادر مطلعة، أن ترامب جمع أمس الثلاثاء مبلغ 2.04 مليون دولار، وذلك خلال فعالية جرت في ولاية نيوجيرسي عقب جلسة المحكمة.
