يبدو أن تبعات وباء كورونا لن تنتهى قريبا حيث أشارت دراسات متعددة إلى أن الاغلاقات تسببت فى زيادة كبيرة فى عضات الكلاب، بعضها مشوه، وبعضها قاتل.
كشفت دراسات نشرتها صحيفة ذا هيل الامريكية زيادة زيارات غرف الطوارئ الأمريكية بسبب عضات الكلاب منذ بداية تفشى وباء كورونا، كما شهدت بريطانيا أيضا نفس الظاهرة وهو اتجاه تصاعدى بدا قبل الوباء وقد يستمر بعده.
ارجع الباحثين والخبراء فى سلوك الكلاب الامر لعدة عوامل محتملة منها موجة التبنى للحيوانات الاليفة خلال اغلاقات كورونا والتى وضعت الكلاب فى ملايين المنازل التى لم تكن تمتلكها من قبل.
سبب آخر هو عمليات الإغلاق، التى تضع البشر والكلاب فى أماكن قريبة لأشهر متتالية، والثالث عبارة عن مقاطع فيديو للحيوانات الأليفة سريعة الانتشار، مثل اللقطات المقربة للكلاب "تبتسم" بأنياب مكشوفة ،ولا تنتهى دائمًا بشكل جيد.
ووفقا للدراسة، عضات الكلاب ليست مسارًا قديمًا للبحث الأكاديمي. والجولة الأخيرة من الاهتمام العلمى بدأت بتقارير قصصية عن ضحايا عضة الكلاب الذين وصلوا إلى غرف الطوارئ بأعداد أكبر.
وجدت إحدى الدراسات، أن إصابات عضة الكلاب تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا كحصة من زيارات قسم الطوارئ للأطفال على مدار عدة أشهر فى عام 2020، إلى حوالى 80 حالة لكل 1000 مريض.
وجدت ورقة ثانية، نشرت فى أغسطس 2022 فى مجلة Journal of Surgical Research، زيادة بنسبة 25 % فى عضات الكلاب عند الأطفال من 2019 إلى 2020.
ورصدت دراسة أخرى 81 هجومًا قاتلًا للكلاب فى عام 2021، وهو أكبر عدد تم تسجيله فى أى عام أخير بواسطة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وفى بريطانيا، تابع العلماء الارتفاع المستمر فى هجمات الكلاب التى ربما لم تصل إلى ذروتها حيث لقى ما لا يقل عن أربعة بريطانيين مصرعهم فى هجمات كلاب هذا العام، وتوفى 10 أشخاص فى عام 2022. وأشارت التقرير إلى أن هذه أعداد كبيرة فى منطقة يبلغ متوسط عدد الوفيات بسبب هجوم الكلاب ثلاث مرات سنويًا.
قد تفسر التحولات المجتمعية الأخرى زيادة عدوانية الكلاب، تقول إحدى النظريات أن التسويق عبر الإنترنت قد أدى إلى زيادة عدد المربين عديمى الضمير، الذين يبيعون الكلاب التى لم يتم تكوينها اجتماعيًا بشكل صحيح كجراء.
الجانى المحتمل الآخر هو وسائل التواصل الاجتماعى حيث يحاول أصحاب الكلاب تصوير مقاطع فيدية تجعل الكلاب غير مرتاحين مثل مسابقات التحديق.
وقد تهاجم الكلاب البشر بسبب الحرارة. أظهر بحث جديد من كلية الطب بجامعة هارفارد أن الكلاب أكثر عرضة للعض فى الأيام الحارة .