دفعت حرائق الغابات المدمرة في العديد من البلدان إلى إعادة فتح برنامج World Fire Atlas من خلال وكالة الفضاء الأوروبية، والذي يوفر رؤى وأدوات مفصلة لمراقبة الحرائق وإدارتها على مستوى العالم، حيث تواجه كندا أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق.
في الأسابيع الأخيرة، انتشرت حرائق الغابات المدمرة في اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والجزائر وتونس وكندا، مما تسبب في خسائر بشرية، فضلاً عن أضرار بيئية واقتصادية هائلة.
بينما تعد حرائق الغابات جزءًا طبيعيًا من العديد من النظم البيئية، فقد حذر العلماء من أنها أصبحت أكثر تواترًا وانتشارًا، واستجابة لذلك، تتوفر الآن نسخة مطورة من World Fire Atlas التابع لوكالة الفضاء الأوروبية تقدم تحليلاً مفصلاً لحرائق الغابات في جميع أنحاء العالم.
أدى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة إلى زيادة عدد حرائق الغابات التي تلتهم بسرعة مناطق واسعة من الغطاء النباتي والأراضي الحرجية، ولقد عانت دول مثل اليونان وإيطاليا بالفعل من التأثير المدمر للحرائق واسعة النطاق.
في ضوء حرائق الغابات الشديدة، أعادت وكالة الفضاء الأوروبية فتح أطلس النار العالمي الذي يقدم نظرة ثاقبة لتوزيع الحرائق الفردية التي تحدث على المستوى الوطني والعالمي.
من خلال لوحة القيادة التفاعلية، يمكن للمستخدمين مقارنة تواتر الحرائق بين البلدان وكذلك تحليل تطور الحرائق التي تحدث بمرور الوقت، افتُتح الأطلس في الأصل في عام 2019، حيث قدم الدعم لوكالات الحماية المدنية الأوروبية ورجال الإطفاء.
تستخدم لوحة العدادات بيانات ليلية من مقياس إشعاع درجة حرارة سطح البحر والأرض (SLSTR) على متن القمر الصناعي Copernicus Sentinel-3A، حيث يعمل المستشعر كمقياس حرارة في السماء، ويقيس الأشعة تحت الحمراء الحرارية لقياس درجة حرارة سطح الأرض الذي يستخدم لاكتشاف الحرائق.
حتى إذا لم يتمكن الأطلس من التقاط جميع الحرائق بسبب قيود تجاوز الأقمار الصناعية والتغطية السحابية، فإنه يمثل إحصائيًا من شهر إلى آخر ومن سنة إلى أخرى، ستتم إضافة البيانات من القمر الصناعي Copernicus Sentinel-3B في ديسمبر 2023.
على مدى السنوات السبع الماضية، تُظهر بيانات من World Fire Atlas عددًا كبيرًا من الحرائق المكتشفة في البرتغال وإيطاليا واليونان وفرنسا وإسبانيا مع أكبر عدد من الحرائق التي تم الوصول إليها في البرتغال في أغسطس 2016 وأكتوبر 2017، وفقاً لموقع scitechdaily.
تُظهر البيانات، من حيث "وحدات البكسل"، أنه كان هناك 11598 بكسل نار في كندا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، وهذه زيادة بنسبة 705٪ مقارنة بمتوسط عدد وحدات بكسل النار التي تم اكتشافها خلال نفس الفترة (من من 1 يناير إلى 31 يوليو) للسنوات الست السابقة (من 2017 إلى 2022).
تكافح كندا حاليًا أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق في البلاد، حيث تم حرق أكثر من 10 ملايين هكتار من الأراضي، والتي يقال إنها ستزداد في الأسابيع المقبلة.
وقال أوليفييه أرينو من وكالة الفضاء الأوروبية: "إن إعادة إطلاق World Fire Atlas تمثل فرصة ثمينة للسلطات والباحثين والمنظمات لتعزيز فهمهم لحوادث الحرائق في جميع أنحاء العالم، من خلال استخدام هذا المورد الشامل، يمكنهم وضع استراتيجيات أكثر فاعلية لمنع الحرائق وإدارتها على نطاق عالمي.