يوما بعد يوم، يزداد الجدل المثار حول مخاطر الذكاء الاصطناعى، فرغم فوائده العديدة التي يمكن أن تساعد البشر فى القيام بأعمالهم اليومية، إلا أنه يهدد كذلك بحل محلهم ودفعهم خارج أسواق العمل والتحكم فى الكثير من مناحى حياتهم.
المذيع الافتراضى
ومع ذلك، يرى نوا تشاو، مدير الشئون الخارجية فى شركة "آي فلاي تيك" الصينية أن الذكاء الاصطناعى لا يمكن أن يستبدل العقل البشرى، لاسيما قدرته الإبداعية. واعتبر فى حديثه مع وفد من الصحفيين المصريين فى مقر الشركة فى مقاطعة جوانجدونج الصينية، أن الإبداع هو السلاح الأكثر فاعلية فى وجه الذكاء الاصطناعى، ورغم خسارة عشرات الوظائف بالفعل أمام الآلات، إلا أن الأعمال الإبداعية مثل التأليف والكتابة خاصة الروايات وقصص الأفلام لا يمكن استبدالها.
واستعرض تشاو كيف طورت الشركة الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى أول نظام إلكترونى فى العالم يسمى "المؤتمر الذكى" وهو عبارة عن جهاز يقوم بتحويل الصوت إلى نص ويترجمه فوريا بدقة 98% للغة الصينية و93% للغة الإنجليزية ، قائلا إن الأمم المتحدة اعترفت بهذه التقنية لتسهيل التواصل.
قراءة وكتابة النصوص وترجمتها فورا
كما استعرض نظام "المذيع الروبوت"، وهو عبارة عن برنامج إنتاج وتحرير فيديو افتراضي يظهر من خلاله مذيع له سمات بشرية مأخوذة عن أحد المذيعين ويتحدث بنفس طريقته من خلال إدخال المعلومات والأخبار ويقوم المذيع الافتراضى باستعراضها كما لو أنه مذيعا بشريا.
وقال إنه مثل "استوديو الذكاء الاصطناعي" الافتراضي الذي يسمح لك بإدخال النص ويقوم المذيع الافتراضى بقوله بعدة لغات متعددة بمجرد الضغط على اللغة المراد الاستماع إليها.
الروبوتات
ويقدم عملاق التكنولوجيا الصينى تطبيقات تنافس تشات جي بي تي بل وتتجاوز قدراته فى فهم اللغة الصينية وترجمتها بدقة إلى اللغة الإنجليزية.
ويعد تشات جي بي تي عن روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي طورته شركة OpenAI لأبحاث الذكاء الاصطناعي ومقرها الولايات المتحدة ، والتي اجتاحت العالم من خلال عرض قدراتها المتعددة في كتابة المقالات والتحقق من أخطاء البرامج ووضع خطط الأعمال.
وقال تشاو إن برنامج "فلاي تيك سبارك"، لديه القدرة على تقييم مقالات الطلاب وتأليف قصص افتراضية حول العديد من الموضوعات وتقديم المقترحات سواء لخطط العمل أو السفر والسياحة كما يتيح المحادثة وطرح الاستفسارات والرد عليها.
المساعدة فى مجال الطب
وأكد تشاو أن ابتكارات وخدمات الذكاء الاصطناعي تستخدم كذلك على نطاق أوسع في صناعات السيارات والطب والتعليم.
وتعمل الشركة حاليًا مع هيئة اختبارات التعليم الوطنية الصينية لبناء مختبر ذكاء اصطناعي لتطوير تقنيات أكثر تقدمًا للتعليم بشكل مشترك.
تقييم الاختبارات
ولا تقتصر مهام نظام "آي فلاي تيك" على هذه المجالات فحسب، بل تمتد إلى القضاء حيث تعمل الشركة مع محكمة الشعب العليا في الصين والنيابة الشعبية العليا (المدعون العامون). وفي عام 2016 ، أظهر اختبار في مقاطعة آنهوي أن نظام الذكاء الاصطناعي يمكنه التعرف على عمليات الاحتيال عبر الهاتف بمستوى عالٍ جدًا من الدقة.