سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15أغسطس 1956.. اتحاد العمال العرب يدعو إلى إضراب عام فى البلاد العربية تأييدا لمصر فى مواجهة التهديدات بسبب تأميم قناة السويس

الثلاثاء، 15 أغسطس 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15أغسطس 1956.. اتحاد العمال العرب يدعو إلى إضراب عام فى البلاد العربية تأييدا لمصر فى مواجهة التهديدات بسبب تأميم قناة السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحدث قرار جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، فى خطابه بميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 يوليو 1956، دويا هائلا فى العالم العربى، وعبرت الهيئات الرسمية والشعبية عن تأييدها للقرار ومساندتها لمصر، وكان العمال العرب فى قلب الحدث بقوة، ففى 15 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1956، عقد الاتحاد العام لنقابات العمال العرب اجتماعه فى القاهرة لمناقشة القضية، وفقا لما يذكر الدكتور عبدالله فوزى الجناينى فى كتابه «ثورة يوليو والمشرق العربى 1952 - 1956» مؤكدا أنه فور انتهاء الاجتماع أرسل «الاتحاد» برقية تهنئة إلى الحكومة المصرية، تضمنت القرارات التى اتخذها المؤتمرون.
 
شملت القرارات ستة إجراءات اعتزم اتحاد العمال العرب على تنفيذها، وهى، أولا: منع عمال البترول فى كل البلدان العربية تسرب نقطة من البترول العربى أو مستخرجاته خارج حدود الوطن العربى بكل الوسائل، ولو أدى ذلك إلى نسف وتدمير كل أنابيب البترول، وكل الآلات والمنشآت فى حالة وقوع أى اعتداء على مصر.
 
ثانيا: مقاطعة شحن وتفريغ وتموين سفن وطائرات الدول، التى تعتدى على مصر أو تؤيد العدوان عليها.
 
ثالثا: تدمير كل المطارات والمنشآت الحربية والأجنبية فى الوطن العربى للحيلولة دون استخدامها فى العدوان على مصر.
 
رابعا: دعوة جميع العمال العرب للتطوع فى جيش التحرير الوطنى لرد أى عدوان يقع على مصر.
 
خامسا: مطالبة الحكومات العربية بتجميد أموال وممتلكات الدول التى جمدت أموال وممتلكات مصر، وكذلك سحب جميع أموالها وأرصدتها من مصارف تلك الدول.
 
سادسا: إعلان الإضراب العام فى جميع الاتحادات النقابية فى يوم 16 أغسطس لمؤازرة مصر فى موقفها، واحتجاجها على عقد مؤتمر لندن.
 
كان «مؤتمر لندن» سيعقد يوم 16 أغسطس أى بعد عقد مؤتمر اتحاد العمال بيوم واحد، وسجل «الاتحاد» رفضا مسبقا لقراراته، الذى «فرض فكرة تدويل القناة فى جدول أعماله، وبذلك لم يدع مجالا لمناقشة أنجح الوسائل لضمان حرية الملاحة فى القناة، بل لإنشاء هيئة دولية لإدارتها، وبذلك يكون أصدر الحكم قبل بحث القضية»، حسبما يذكر المهندس عبدالحميد أبوبكر فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا»، كان «أبوبكر» هو الرجل الثانى فى قيادة الفريق الذى نفذ عملية التأميم بقيادة محمود يونس.
 
وبقدر ما اتجهت أنظار العالم إلى مؤتمر لندن، كانت تتجه أيضا إلى ما إذا كان الإضراب الذى دعا إليه الاتحاد العام لنقابات العمال العرب سينجح أم لا، وحسب ما يكتبه جمال عبدالناصر بخط يده، وتنشره ابنته الدكتورة هدى فى الجزء الثالث من أوراقه التى أعدتها وأصدرتها فى أكثر من جزء، يقول: «فى 16 أغسطس أعلنت الأمة العربية عن وحدتها، من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربى، فقد أيدت مصر فى كفاحها من أجل المحافظة على حقوقها فى قناة السويس، وأضرب العرب فى جميع البلاد العربية، وكان وقع هذه الأنباء على «إيدن» رئيس وزراء بريطانيا وقع الصعقة، فقد كانت تقارير وزارة الخارجية البريطانية تقول: إن الشعب المصرى لا يؤيد عبدالناصر، فظهر أن العرب جميعا يؤيدون عبدالناصر، قادة العرب وشعوب العرب». 
 
مضى شكل الإضراب الذى دعا إليه اتحاد العمال العرب على نحو قومى عظيم فى مساندة مصر، ويرصد «الجناينى» ما جرى فى بلاد المشرق العربى، مؤكدا أنه فى العراق وبالرغم من محاولات السلطات العراقية منع الإضراب، فإن الدعوة إليه نجحت واتخذت نقابة المحامين قرارا بالامتناع عن العمل فى ذلك اليوم، واجتمعت غرفة تجارة بغداد وأصدرت نداء إلى جميع التجار بالمشاركة فى هذا الإضراب بإغلاق حوانيتهم فى اليوم المذكور، وعم الإضراب كل مرافق بغداد، فأغلق أكثر من 95 % من المحال التجارية أبوابها، فيما عدا المقاهى العامة والمطاعم.
 
يضيف «الجناينى»، أنه فى سماء اليوم ذاته نظمت مظاهرة سلمية ببغداد هتفت بحياة عبدالناصر ووحدة العرب، فما كان من البوليس إلا أن تصدى لها وأطلق النيران عليها، وقبضوا على عدد منهم، وفى الأردن شهدت البلاد إضرابا عاما، وأغلقت الحوانيت والمصانع والبنوك والمصالح الحكومية، وانقطعت المواصلات البرية بين المدن، وفى سوريا أغلقت جميع المحال وتوقفت جميع المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية عن العمل وتوقفت جميع الموانئ والمطارات، وفى لبنان تقدم عبدالله اليافى، رئيس وزراء لبنان، المظاهرات والاحتجاجات التى قام بها اللبنانيون، وعم الإضراب جميع مظاهر الحياة فى لبنان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة