تشهد رحلات القطارات مواقف متعددة، منها ما هو طريف ومنها الصعب، وأكثر من شهد هذه المواقف هم العاملين على القطار سواء السائقين أو قائد القطار وعمال القطار، ونستعرض فى السطور التالية أبرز المواقف التى مرت عليهم.
ويقول محمد الفخرانى قائد قطار بالسكة الحديد، منذ ما يقارب 40 سنة، أن أكثر المواقف المؤثرة التى شهدها على خط القاهرة أسوان، وفاة راكب خلال الرحلة قائلا: "توفى راكب خلال الرحلة وكان في طريقه لأسوان لمركز الدكتور مجدى يعقوب، كان فى دكاترة فى القطار، وأبلغت السائق ليبلغ المراقبة للسماح بوقوف القطار ووقف فى أقرب محطة بناء على التعليمات ، ووجدنا الإسعاف فى انتظارنا بالمحطة، ونزلنا المتوفى بعد إبلاغ بياناته وتحرير محضر بالمحتويات الموجودة معه بشهادة شهود فى القطار، ونزلناه فى مغاغة وتواصلنا مع والده وزوج أخته، وأبلغناهم بالواقعة ومكانه الجثمان" .
ويوضح "الفخرانى" لـ "اليوم السابع"، أن القطار لا يقف لأى حالة مرضية ويقف فى الحالات الحرجة والأزمات الصحية، وفى حال إصابة أحد الركاب بأزمات صحية مثل أزمات سكر أو أزمات قلبية نبلغ السائق والمراقبة لمحاولة إنقاذ الراكب بعد وقوف القطار بأقرب محطة، لكن الإصابات العادية نسعفها فى القطار، حيث يوجد شنطة إسعافات أولية، كما يتم الاستعانة بالأطباء من الركاب لإسعاف أى مريض.
ومن المواقف التى لا ينساها "محمد الفخرانى" عندما كان فى قطار النوم المتجه لأسوان، وكانت تركب معه سيدة على وشك الولادة، ومعها زوجها وهذه الأسرة بقالهم سنين منتظرين طفل وعملوا عملية للحقن وربنا كرمهم بالحمل و جاءها الطلق فى القطار ونزلنها فى المحطة، وكان فى انتظارهم سيارة إسعاف لنقلها للمستشفى."
كما شهدت عدة قطارات، حالات ولادة خلال الرحلة، بمساعدة الأطباء الموجودين بالقطار، ثم تم انزال السيدة وطفلها فى أقرب محطة لنقلها بالإسعاف للمستشفى، بعد التنسيق مع المراقبة سواء مقرر الوقوف بها أو غير مقرر بعد التنسيق مع المراقبة والسكة الحديد.
ويحكى الفخرانى عن موقف لا ينساه بعدما توقف القطار بأحد قرى الصعيد بسبب مشاجرة الأسلحة النارية بسبب الثأر، قائلا: كنت على قطار رحلات رقم 886 على خط القاهرة أسوان، بداية عام 2000 ، والذى تم إلغائه، قائلا: اتحجزنا بين المنيا وأسيوط بسبب الثأر "الطار" وكان فى ضرب نار ووقفنا ساعة وجه الأمن والجيش وفض المشكلة وعادينا، وفى الوقت ده بنعمل الإجراءات التحذيرية بوضع الكبسولة على بعد 1500 متر من وقوف القطار كبسولة كل 500 متر لتحذير القطار القادم.
ويتابع: بعد ثورة يناير وقفنا فى محطة قلوصنا وهي إحدى القرى التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، لفترة طويلة من الظهر حتى الليل وتم تأمين القطار من قوات الجيش والشرطة وتم عمل كردون امنى على القطار من القوات المسلحة وتم تأمينه والتحذير من الاعتداء على القطار.
أما مجدي عيد أحد عمال البوفية بالسكة الحديد، يقول : كنا فى التالجو وراكب تعب فجأة وكان على القطار 3 أطباء و انقذوه، وفى ركاب مريضة نراعيها حتى محطة الوصول، وايضا يوجد ركاب بتطلع معهاش فلوس والناس تتبرع ليهم بحق التذكرة.
وأضاف عيد لـ "اليوم السابع": فى رمضان بنعزم الناس يفطروا معانا لأخذ الثواب على حسابنا الخاص، والعمل الانسانى أبرز ما يظهر خلال الرحلات.. الناس يسارعوا لعمل الخير، احيانا نجد 10 دكاترة عايزة تساعد مريض، ومرة وقفنا فى الطريق وكنا بنشيل الناس ننزلها من القطار لمساعدتهم .
ومن المواقف الغريبة التى شهدها مجدى عيد كانت عقب ثورة يناير عام 2012 تقريبا، قائلا: كنا جايين من المنيا لأسيوط ووجدنا الناس وقفت بأنابيب البوتاجاز على شريط السكة الحديد والكل استغرب من الموقف.
وأضاف: اكتر حاجة تغضبنا أن راكب يأكل ويرمى فى القطار على الرغم من وجود سلة، أو يضع قدمه على الكرسى، او يقطع فى الكرسى او يرسم على الكرسى قلوب وكلمات للحب، مناشدا الركاب الحفاظ على القطار.