عطل ليس الأول، في طائرة وزيرة خارجية ألمانيا، عرقل مسار رحلتها إلى أستراليا وعدد من الدول المطلة على المحيط الهادئ، ويعلقها في أبو ظبى، لحين الانتهاء من إصلاحات بها، ليعيد إلى الأذهان سلسلة من الرحلات التي تعطلت وعرقلت الدبلوماسية الألمانية خلال السنوات المقبلة، فما بين نوافذ متشققة وأجهزة راديو معطلة وكابلات تمضغها الفئران، كان سجل الحكومة الألمانية في إرسال كبار مسؤوليها في رحلات دبلوماسية بالطائرة ، في أحسن الأحوال ، غير مكتمل.
ونعود إلى تفاصيل الرحلة الأخيرة لوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، التي علقت في أبو ظبى بسبب كسر رفرف هبوط طائرتها، لتكون آخر حلقة في سلسلة طويلة من المسؤولين الألمان واجهوا صعوبات تقنية محرجة عند محاولتهم الصعود على متن طائرة حكومية.
ففي يونيو الماضى، زارت سيمتجي مولر وزيرة الدولة للدفاع ووفدها النيجر باستخدام أصغر طائرة حكومية في ألمانيا.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه قبل العودة، أدرك الطاقم أن العديد من نوافذ الطائرة التي تتسع لـ17 مقعدًا قد تحطمت، على الأرجح بسبب الحرارة، وبدلاً من ذلك، عاد الوفد إلى الوطن على متن رحلة تجارية.
وفى 2019 زار وزير الدفاع السابق هيكو ماس ووفد من 40 شخصًا مالى، لكنهم لم يتمكنوا من العودة إلى المنزل بسبب تعطل المكونات الهيدروليكية لمعدات الهبوط، و تم رفض الخيار الأسهل وهو أخذ رحلة للخطوط الجوية الفرنسية إلى ألمانيا بسبب ضيق الوقت، وبدلاً من ذلك ، طار سلاح الجو الألماني من ألمانيا إلى مالي خلال الليل ، وأعاد الوفد إلى ألمانيا في اليوم التالي.
كما تقطعت السبل بوزير التنمية الألماني السابق، جيرد مولر، في ملاوي في عام 2019 بسبب تعطل طائرته الحكومية، بينما استقل مولر رحلة طيران مستأجرة إلى زامبيا لمواعيده التالية، وسافر طاقم ألماني إلى ملاوي لإصلاح الطائرة ، حيث أدركوا أن ليس لديهم جميع قطع الغيار اللازمة، وبمجرد إصلاحهم ، سافروا إلى زامبيا لاصطحاب الوزير، ومع ذلك ، عند الهبوط ، حدثت مشكلة أخرى - مع نظام الكمبيوتر في الطائرة ، وعاد مولر ووفده إلى ألمانيا على متن طائرة مستأجرة.
وفي عام 2019 ، كان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، الذي يشغل الآن منصب رئيس ألمانيا - على متن طائرة حكومية لبدء جولة في إفريقيا، وقبل وقت قصير من الإقلاع في برلين ، سمع الركاب دويًا قويًا عندما انفجرت إحدى العجلات ، مما أجبر الطائرة على الهبوط اضطرارياً، وبعد تغيير الإطار ، واصل شتاينماير طريقه إلى إفريقيا.
وفي عام 2018 ، تُرك وزير المالية أولاف شولتز (المستشار الآن) عالقًا في إندونيسيا بعد أن قضمت الفئران بعض كابلات الطائرة، اضطر شولز ، الذي كان في طريق عودته من اجتماع صندوق النقد الدولي ، إلى ركوب رحلة تجارية إلى ألمانيا ، بينما بقي معظم وفده في بالي حتى يتم إصلاح الطائرة.
كما أن أحد أشهر الأمثلة على فشل الطائرة، حدث خلال رحلة المستشارة آنذاك أنجيلا ميركل عام 2018 إلى اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين، بعد شهر واحد فقط من إخفاق شولتز الذريع بسبب القوارض ، كان وزير المالية وميركل متوجهين إلى بوينس آيرس عندما اضطرت طائرتهم للعودة إلى ألمانيا والهبوط اضطرارياً في كولونيا، و كان السبب هو فشل أنظمة اتصالات الطائرة ، وكانت النتيجة قيام ميركل برحلات تجارية في أيبيريا ودخول القمة في وقت متأخر.
وفي عام 2015 ، اضطرت ميركل للسفر إلى الهند في طائرة شحن عسكرية بعد أن تم إيقاف طائرتها الحكومية بسبب عيوب فنية، في حين أن الطائرة الجديدة كانت بمثابة تخفيض كبير من حيث الراحة ، إلا أن ميركل نجحت هذه المرة في ذلك في الوقت المحدد.
كما اتخذت رحلة عام 2017 إلى ليتوانيا من قبل أورسولا فون دير لاين (وزيرة الدفاع آنذاك ، ورئيسة المفوضية الأوروبية الآن) منعطفًا غير متوقع عندما اكتشف المهندسون ضررًا لمحرك الطائرة قبل فترة وجيزة من عودتها المقررة إلى ألمانيا.
وبعد تأخير لمدة نصف ساعة ، طارت فون دير لاين مرة أخرى على متن طائرة بديلة ترانسال أقدم بكثير، ومما زاد الطين بلة ، أن الطائرة الأصلية كانت جديدة تمامًا ويستخدمها فون دير لاين لأول مرة.