يعتبر محمود مختار أهم الرواد فى تاريخ النحت المصرى الحديث منذ نشأته، وقد كان لرؤيته الفنية دور واضح فى إضاءة الطريق لمن تبعوه فى عالم الفن، فقد وضع منهجا خاصا فى النحت يقوم على ما يسمى تلخيص الفكرة الأساسية للتشكيل فلم يعد النحت مجرد نقل مصمت فى الحجر أو أيا كانت الخامة بل أصبح ملخصا لفكرة وتوجه عام ورؤية للشخصية أو المنظر.
وقد كان لسفره إلى فرنسا دور كبير فى تعريف العالم بمنتج النحت المصرى فضلا عن صقل تلك التجربة إمكاناته الفنية التى وضحت فى أعماله المهمة التى يبرز من بينها تمثاله الشهير نهضة مصر وتماثيل الميادين.
تمثال نهضة مصر
ويمثل اسم محمود مختار رمزاً وعلامة فى حركة الفن التشكيلى المصرى حيث يعتبر رائداً عبقرياً لفن النحت وهو المعبر بفنه عن ثورة 1919 التى لا تزال رموزها مجسدة حتى الآن فى تمثال نهضة مصر وقد استطاع أن يلقى ظلاً كثيفا على الأجيال التالية من النحاتين المصريين.
نشأ محمود مختار فى المحلة الكبرى حيث ولد هناك فى الخامس من مايو عام 1891 بقرية طنبارة، وكان والده "إبراهيم العيساوى" عمدة القرية لكن مختار عاش مع جدته لأمه فى بيت خاله فى قرية نشا فى المنصورة وعرف عنه عندما كان صغيرا أنه كان يقضى معظم وقته بجوار الترعة يشكل في الطين مناظر كان يراها حوله في القرية.
تمثال سعد زغلول
انتقل محمود مختار مع أسرته إلى القاهرة عام 1902 وعاش فى أحيائها القديمة، وعندما افتتحت مدرسة الفنون الجميلة التحق بها وهو في السابعة عشرة من عمره.
بدت موهبة مختار واضحة للأساتذة الأجانب فى مدرسة الفنون الجميلة، مما حدا بهم إلى تخصيص "مرسم خاص" له، ضمن مبنى المدرسة، لإعداد منحوتاته بها، من تماثيل، وأشكال تستعيد مشاهد الريف، وملامح رفاق الحي كما أن موهبته أيضاً دفعت راعي المدرسة، الأمير يوسف كمال، إلى أن يبعث الصبي، إلى باريس، كي يتم دراسته هناك وقد تلقى مختار أول الدروس في الفن في المدرسة الملحقة بقصر الأمير يوسف كمال بك.
الفقراء الثلاثة
سافر إلى باريس عام 1911، وتتلمذ على يدى الأستاذ "كوتان" ثم على يد النحات الفرنسى "أنطونان مرسييه" ومن هنا كانت نقطة التحول فى حياته، حيث أدخلته تلك التجربة عالم النحت الأوروبى وعرفته على التقنيات الحديثة.
ساهم محمود مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، كما شارك فى إيفاد البعثات الفنية للخارج، كما اشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام 1930، وكان ذلك المعرض سبباً في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن وسجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين.
تنازلت أسرته بعد وفاته عن أعماله الفنية للدولة بشرط إقامة متحف لها وقد أقامت الدولة متحفاً خاصاً لأعماله بحديقة الحرية بالجزيرة افتتح سنة 1962.
من أبرز أعمال محمود مختار: تمثال نهضة مصرو تمثالى سعد زغلول ومجموعة "الفلاحة - الحزن - المتسول - الأمومة - نحو الحبيب- مناجاة - العدالة- الارادة - الخماسين".
رأس فتاة مصرية