بجلبابه الصعيدى المعروف وعمامته، يقف عم خلف أحمد البالغ من العمر 65 عاما بأحد شوارع مدينة أسيوط، وتحديدا أمام مديرية التربية والتعليم ليعرض منتجاته الخشبية التى صنعها بنفسه من هذه الحرفة اليدوية التى تحافظ على تراث محافظة أسيوط، فى صناعة مجسمات وأشكال منتجات خان الخليلى، ويعتبر هذه المهنة من أفضل المهن التى قاربت على الإندثار.
ويقول "عم خلف" أحم، أنه تعلم هذه المهنة وكان عمره 6 سنوات حيث كان فى بدايه تعليمه بالمرحلة الإبتدائية، حتي أنه لم يكمل تعليمه وإلتحق بجمعية خان الخليلى بمحافظة أسيوط، لإتقان هذه الحرفة اليدوية التى يعشقها منذ الصغر فتعلم علي يد عشرات المهرة والصنايعية ، والفنانين الذين كانوا موجودين في هذه الجمعية فتعلم النحت على الخشب بكل أنواعه، وبدأ يبرع فى صناعة الأشكال، والمجسمات والتماثيل الفرعونية وأصبح واحدا من أمهر الصناع والفنانيين .
وأضاف خلف، أن هذه المنتجات التى كانت تصنع في الجمعية يتم بيعها في أسواق خان الخليلى، ويتم ارسال عدد كبير منها للقرى السياحية وأسواق المحافظات السياحية مثل الغردقة، وشرم الشيخ وغيرها من الأماكن التي كانت تشهد إقبالا من الأجانب، ولكن مع تقدم السن وعدم اقبال شباب على تعلم هذه الحرفة تراجع نشاط الجمعية شيئا فشيئا وقل أعداد الفنانين والعاملين بالمهنة بعدها وبعد بلوغ سن المعاش فكرت في عمل غرفة صغيرة فى منزلى لتصنيع هذه الأشكال والتعامل مع بعض المحال والأسواق.
وأكمل خلف: كان مصدر الدخل الوحيد لأسرتى، وما زالت هذه المهنة ففى غرفة صغيرة بمنزلي بقرية بنى مر إحدى قرى مركز الفتح، بأسيوط، استعنت ببعض الأدوات البسيطة مثل مطرقة، وجاكوش، وأزميل، وغيرها من الأدوات البسيطة، اقوم بتصنيع منتجاتي من أشكال ومجسمات وأقوم بعرضها في فرش على الرصيف امام مديرية التربية والتعليم وفى بعض الأحيان، اقوم بوضع منتجاتى فى شنطة واتنقل بين الموسسات ، والمكاتب الحكومية لعرض منتجاتي عليهم فأقوم بتصنيع الرسومات والمجسمات التى تشكل مختلف الحيوانات كـ"الأفيال والخيول، والنمور، والجمال"، فضلاً عن علب المجوهرات، والعصا وغيرها والحمد لله ما زال هناك جمهور لهذه المنتجات وبعد ذلك فكرت في صناعة مستلزمات المنازل الخشبية فقمت بصناعة المعالق ، والمفراك، والشاكوش، وبعض الأواني الخشبية والشوك وغيرها بأيعار بسيطة جدا بعضها لا يتعدى الـ 10 جنيه وهو أيضا لاقي قبولا عند عدد كبير من السيدات التي تجد اتقان في الصناعة وخامة جيده بأسعار أقل من أسعار السوق بكثر فأصبحت معروفا لدي عدد كبير من السيدات العاملات.
وأضاف عم خلف: المهنة من المهن التراثية وأتمنى ألا تنقرض وان يتم الحفاظ عليها ورعاية الفنانين، والمهرة فيها فمن خلال المهنة كنت بصرف على 5 بنات و4 أولاد وزوجتى هم عائلتى وربنا أكرمنى وزوجت آخر بنت من بناتى، واتمنى أن أكمل المسيرة وأقوم بتعليم الشباب الراغب فى تعلم المهنة.
وطالب عم خلف الجهات المعنية بمحافظة أسيوط بالتدخل والحفاظ على هذا التراث الذى يمثل أهم خرفة يدوية في مصر فهذه المهنة، تمثل التراث المصرى وتمني لو حصل علي موتور صغير وبعض الأخشاب كدعم وهو مستعد لتعليم الشباب وتصنيع المنتجات، بالإضافة لمساهمة الجهات المعنية فى عمليات تسويق المنتجات بالمعارض والمحال والأسواق المختلفة داخل وخارج مصر حفاظا على هذا التراث.
عم خلف (8)
عم خلف (9)
عم خلف (1)
عم خلف (2)
عم خلف (3)
عم خلف (4)
عم خلف (5)
عم خلف (6)
عم خلف (7)