تمر اليوم ذكرى رحيل الإمبراطور الرومانى أغسطس قيصر، إذ توفى فى 19 أغسطس عام 14 م، وهو الإمبراطور الأول للإمبراطورية الرومانية من 27 ق.م حتى وفاته فى 14م، وتعد مكانته كمؤسس عهد الزعامة إرثًا دائمًا لأحد أكثر القادة فاعلية وإثارة للجدل فى تاريخ البشرية.
بدأ عهد أغسطس حقبة من السلام النسبى والمعروفة باسم باكس رومانا، حيث فيها كان العالم الرومانى خاليًا إلى حد كبير من الصراع على نطاق واسع لأكثر من قرنين من الزمان، وذلك على الرغم من الحروب المستمرة للتوسع الإمبراطورى على حدود الإمبراطورية والحرب الأهلية التى دامت عامًا والمعروفة باسم "عام الأباطرة الأربعة" على الخلافة الإمبراطورية.
وبحسب موقع "الأنبا تكلا" أحد أكبر الموسوعات المسيحية، فإن أغسطس قيصر، هو أول من أنشأ النظام الإمبراطورى فى روما، وكان أول إمبراطور للدولة الرومانية، وقد اشتهر بعد ذلك باسم أغسطس، ثم أصبح اسمه أغسطس قيصر، وكان أغسطس فى الثامنة عشرة من عمره حين ورث سلطان قيصر، وكان نحيف الجسم، سقيم البنية، غير منسق التقاطيع، يشكو من أمراض عديدة، ويتعثر فى مشيته بسبب داء فى ساقيه.
ولعل أغسطس أحد أباطرة روما الذين ارتبطوا بتاريخ مصر القديم، فقبل أن يستقل بحكم روما، ويصبح أول امبراطور للدولة الرومانية، في البداية قرر أغسطس قيصر في ذلك الوقت أن يقوم بعمل تحالف مع انتوني ينص على تقسيم السلطة بينهما في روما، وقام انتوني بأخذ الجزء الشرقي من البلاد وأخذ أغسطس الغربي، و لكن لم يدم هذا الأمر طويلاً ففي عام 41 قبل الميلاد قام انتوني بالتحالف مع كليوباترا ملكة مصر، ووقع في حبها وظل على علاقة بها حتى بعد أن تزوج من شقيقة اوكتافيوس.
استمرت علاقة أنتوني مع كليوباترا لوقت طويل حتى قرر انتوني عام 32 قبل الميلاد بالانفصال عن شقيقة اوكتافيوس، و في ذلك الوقت قام اغسطس بإعلان الحرب ضد كليوباترا وانتوني، واستطاع اوكتافيوس هزيمة اسطول انتوني خلال معركة بحرية، وحاولت كليوباترا مساعدة انتوني لكن تلقى كل منهما هزيمة ساحقة، وانتهى الأمر بانتحار كل من كليوباترا وأنتوني، ومن ذلك الوقت صار اوكتافيوس الحاكم الوحيد لروما.
وبالرغم من أنه كان يسمى نفسه "زعيمًا" فحسب، فقد أصبح ملكًا بالفعل وإن لم يسبغ على نفسه هذه الصفة، بل أصبح ملك الملوك، بوصفه إمبراطور الدولة الرومانية، ثم لم يلبث مجلس الشيوخ أن أعتبره إلهًا وأضاف اسمه إلى أسماء الآلهة الرسميين لروما، وأصبح يوم ميلاده يومًا مقدسًا تقام فيه الطقوس لعبادته والتوجه إليه بالصلوات والترانيم. وقد بلغ من إيمان بعض الرومان به أنهم وهبوا حياتهم له فقطعوا على أنفسهم عهدًا بأن يقتلوا أنفسهم حين يموت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة