يعيش أبناء قرية الرزيقات بحرى بمدينة أرمنت غرب الأقصر، حالة من الفرحة الغامرة وتكتسي المنازل بالسعادة بعد عودة ابنهم المتغيب منذ حوالى 28 سنة مضت والذي كان طفلا وقتها يبلغ من العمر حوالى 10 سنوات، حيث ضل طريقه فى عام 1995 بمنطقة جبلية قريبة من قريته، وعثر عليه تجار من أسوان واصطحبوه معهم وقاموا برعايته طوال السنوات الماضية، حتى توصلت إليه أسرته وتأكدوا من كونه ابنه الضائع وأعادوه لأحضان والده ووالدته من جديد بعد تلك السنوات الطويلة وهو شاب بعمر الـ37 سنة تقريباً.
وفى هذا الصدد يقول الحاج عبد العاطى أحمد موسى، إنه فى يوم 18 نوفمبر عام 1995، قام أهل البلدة بالبحث عنه فى كل أرجاء القرية، وتوجهوا إلى المنطقة الجبلية بالقرية وعاونهم الحاج سيد أبو سويلم قصاص أثر فى المنطقة الجبلية بعد 3 أيام من غيابه، وبحثوا عنه حتى وصلوا تبة واسعة فى الجبال ولم يجدوا له أثر إلا آثار له في الأرض حيث كان نائماً، وفقدوا الأمل وقتها فى عودته بعد اختفائه من البلدة تماماً.
ويضيف والد العائد لأسرته بعد 28 سنة غياب، لـ"اليوم السابع"، إنه ظل يبحث عن ابنه لمسافة طويلة جداً من عزبة الدكر بأرمنت وحتى منطقة الكمين جنوباً ولم يجده نهائياً، وخلال فترة البحث عنه قام بالتوجه للمنطقة الجبلية فى أسوان وبعض أقاربهم وأحبتهم فى مختلف أرجاء أسوان للسؤال عليه، وفوجئ بعد مرور السنوات الطويلة بإنه ظهر أكثر من مرة فى أسوان وعمره وقتها 11 سنة تقريباً وكان يصاب بنوبات صرع فى طفولته، موضحاً إنه مجموعة من شباب القرية يعملون فى أسوان فوجئوا بشاب بعمرهم يعيش بمفرده دون أهل فى أسوان، وقام شخص منهم بتصويره وأرسل صورته لأهله فى الأقصر وتوجهوا على الفور لأسوان للتأكد من حقيقة شخصيته، ولاحظوا شبها كبيرا بشقيق والدته ويدعى "حسن"، ووصلت الأسرة والجيران لمكان تواجده فى أسوان بعد السنوات الطويلة من الغياب، ولدى جلوسهم معه وسألوه "تعرف أبوك"، فأشار على والده وبرغم مرور السنوات كان يعلم والده تماماً، وقام الأب والأم والابن التائه بعمل تحليل فى الصحة للتأكد من إنه ابنهم، وانتظروا عدة أيام حتى ظهور التحاليل والتى أثبتت أنه ابنهم الضائع منذ طفولته، ودخل الجميع فى حالة من الفرحة والسعادة الكبيرة بعودة ابنهم الضال منذ أكثر من 28 سنة مضت، ويؤكد الأب لدى عودتهم لبلدته فى مدينة غرب الأقصر، فرح الجميع من الأهل والجيران بسعادة كبيرة لدى عودته بالزغاريد والدموع والفرحة الغامرة بعودة ابنهم لأحضانهم من جديد.
أما أشرف محمد إبن الرزيقات بحرى بأرمنت، فيقول إنهم منذ طفولتهم وهم يعلمون أن الحاج عبد العاطى لديه طفل يدعى "محمد" متغيب منذ كان عمره 10 سنوات تقريباً، ومع مرور الزمن تعايش الجميع مع القصة وظلوا يروون إنه تاه فى المنطقة الجبلية فى خور الطائرة بالجبال القريبة من بلدتهم، وفوجئوا من أيام قليلة بظهور نبأ يفيد بأن عدد من أبناء القرية عثروا على شاب فى نفس سن محمد الضائع تقريباً يعيش فى أسوان، وانتقلت الأسرة بأكملها لأسوان للتأكد من كونه إبنهم من عدمه، وقاموا بعمل تحاليل طبية للأب والأم والإبن وبالفعل أثبتت التحاليل إنه الأبن الضائع من سنوات طويلة.
ويضيف أشرف محمد لـ"اليوم السابع"، إن القرية بأكلمها أقامت ليلة فرحة كبيرة وسعيدة بعودة إبن بلدتهم محمد عبد العاطى بعد سنوات طويلة من الضياع بين البلدان، حيث إنه لدى توجهه للجبل تاه داخله وعثرت عليه سيارة من أسوان، وجلبوه معهم لحين الوصول لأسرته وأهليته، وأصيب الطفل بأزمات نفسيه نتيجة الوحدة فى الجبل لعدة أيام لحين العثور عليه من أهل أسوان الذين رافقوه وقدموا له الأكل والشرب لعدة سنوات لحين التوصل لأهليته، موجهاً الشكر لكل أهل الخير على دورهم والوقوف بجانب إبن بلدتهم كل تلك السنوات الماضية لحين عودته من جديد لأحضان أمه وأبيه.
العائد لأسرته محمد عبدالعاطي الهموش بعد 28 سنة غياب
فرحة عودة محمد عبدالعاطي الهموش لأسرته بأرمنت
محمد عبد العاطى العائد لأسرته بعد 28 سنة
محمد عبدالعاطي الهموش بعد عودته لمنزل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة