دخل المحققون فى المملكة المتحدة فى سباق مع الزمن لاستعادة قطع أثرية مفقودة من المتحف البريطاني تتضمن مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، ما يجعل عمرها الآن أكثر من 3000 عام، فى عمل تشتبه السلطات أنه داخلى.
ذكرت صحيفة التليجراف أن العناصر، التى يتراوح تاريخها من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر الميلادى، سرقت خلال فترة زمنية تعود إلى عام 2019 على الأقل حينما تم إغلاق المتحف أمام الجمهور لمدة 163 يوما خلال وباء كورونا.
وقال مسئولين بالمتحف إنه تم طرد أحد الموظفين بعد أن اكتشف المتحف أن العناصر التى لا يمكن الاستغناء عنها، والتى تضمنت أيضًا أشياء مصنوعة من الزجاج، مأخوذة من الخزائن.
قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن معظم هذه العناصر صغيرة وتم تخزينها فى غرفة مخصصة للأغراض الأكاديمية والبحثية.
وتحدث هارتويج فيشر، مدير المتحف البريطانى قائلا: "هذا حادث غير عادى.. أعلم أننى أتحدث نيابة عن جميع الزملاء عندما أقول إننا نتعامل مع حماية جميع العناصر الموجودة فى رعايتنا على محمل الجد. يعتذر المتحف عما حدث، لكننا الآن قد وضعنا حدًا لذلك - ونحن مصممون على تصحيح الأمور ".
فى ظل هذا الوضع كشف فيشر أن المتحف شدد إجراءاته الأمنية. إنهم يعملون الآن على تقديم حساب تفصيلى للعناصر المفقودة أو التالفة.
ووفقا للتقرير، ظهرت التناقضات لأول مرة فى وقت سابق من العام بعد أن اكتشف الموظفون المخالفات، أبلغوا أمناء المتحف، الذين اتصلوا لاحقًا بالشرطة وتم إجراء مراجعة مستقلة أدت إلى تحديد الموظف الذى يعتقد أنه مسؤول.
وقال جورج اوزبورن رئيس المتحف: "أولويتنا الآن ثلاثية: أولاً، استعادة المسروقات.. ثانيًا، معرفة ما كان يمكن فعله لوقف هذا الأمر.. وثالثًا، القيام بكل ما يتطلبه الأمر، بالاستثمار فى سجلات الأمان والتحصيل، للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى"
وأكد المسئولون فى المتحف أن العناصر لم تكن معروضة للجمهور وتم الاحتفاظ بها للأغراض الاكاديمية والبحثية، وتم فتح تحقيق للشرطة منذ ذلك الحين، لكن كريستوفر مارينيلو، المحامى ومؤسس شركة Art Recovery International، الذى عمل لمدة 30 عامًا فى تعقب الآثار المسروقة حذر من أن هذه القطع ربما تكون مفقودة بالفعل.
وقال لصحيفة الديلى تلجراف: "هذا هو العار الكبير لهؤلاء المجرمين، فهم لا يفكرون فى هذه القطع التى لا تقدر بثمن. يفكرون فقط فى المال السريع"، وتابع: "سوف يميلون إلى إذابة الذهب فى أسرع وقت ممكن، وإعادة قطع الأحجار الكريمة"
وضرب مارنيليو مثال بتمثال هنرى مور الذى تم صهره لمعرفة قيمة المعدن الخام، قائلا: "لا يوجد فكر فى الفن فالمجرمون ياخذون هذا المعنى حقيقة.. هذه هى المأساة الكبرى لهذه الحوادث ".
ووفقا للتقرير، لم يتم القبض على الرجل الذى يقف وراء السرقة لكن المتحف قال إنه سيتابع الإجراءات القانونية ضده، وقال المتحف إنه لن يعلق أكثر أثناء تحقيق الشرطة.
فى الوقت نفسه، قال متحدث باسم شرطة العاصمة: "لقد عملنا جنبًا إلى جنب مع المتحف البريطانى هناك حاليا تحقيق مستمر - لا يوجد اعتقال والتحقيقات مستمرة. لن نقدم أى معلومات أخرى فى الوقت الحالى ".
أشارت الجارديان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها فقدان عدد من القطع الاثرية من المتحف البريطانى ويأمل المسئولون بالمتحف فى الانتهاء من مراجعة وتحديث أساليب الأمن بحلول نهاية العام.
تشمل العناصر التى فقدت من المتحف فى السنوات السابقة عدد من العملات المعدنية والميداليات التى تم اكتشافها فى السبعينيات، والعملات المعدنية الرومانية المسروقة فى اقتحام حدث عام 1993.
وفى عام 2002، استعرض المتحف الأمن بعد أن سرق أحد أفراد الجمهور تمثالًا يونانيًا عمره 2500 عام ويبلغ ارتفاعه 12 سم وبعد ذلك بعامين، اختفت المجوهرات الصينية.
فى عام 2011، تم الكشف عن فقدان خاتم ألماس بقيمة 750 ألف جنيه إسترلينى من مجموعة الأصول التراثية تم العثور عليه بعدها بست سنوات.