خبير لـ"القاهرة الإخبارية": أوروبا لم تتضرر كثيرا من الحرب الأوكرانية
باحث لـ"القاهرة الإخبارية" : نجاح مبادرات السلام بين روسيا وأوكرانيا مرهون بموافقة الغرب
نائب وزير خارجية أمريكا السابق: روسيا لا تحترم سيادة الدول
عرض برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "هل العالم جاد لحل الأزمة الأوكرانية؟"، جاء فيه أن جميع المبادرات لوقف الحرب لم تتوصل إلى حل جذري ينهي الحرب الدائرة التي ألقت بظلال كثيفة وثقيلة على دول العالم وأنهكت الاقتصاد الدولي بصورة لافتة بخلاف معاناة عدد من دول العالم من أزمة غذاء قاسية وارتفاع معدل التعرض لخطر المجاعة في دول أخرى.
وأفاد التقرير، بأن شهر يونيو الماضي أطلقت المبادرة الأفريقية لحل الأزمة الأوكرانية وشملت قضايا مثل الضمانات الأمنية وحرية حركة الحبوب عبر البحر الأسود والإفراج عن أسرى الحرب وبدء مفاوضات السلام، وفي نهاية مايو الجاري، قام الممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية بجولة أوروبية زار خلالها أوكرانيا وبولندا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وروسيا.
وناقش الممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية مبادرة السلام الصينية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، كما تقدمت البرازيل في وقت سابق بمبادرة أيضا، وظهرت تركيا بقوة وسيطا يمكنه التدخل لإنهاء الحرب في أوكرانيا ووضع حد للأزمة المستعرة هناك وسط ترقب دولي لما ستسفر عنه المبادرة التركية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، إن قواتها دمرت قاربًا عسكريًا أمريكي الصنع قرب جزيرة الثعبان في البحر الأسود، حسبما نقلت "القاهرة الإخبارية".
وأصبحت جزيرة الثعبان الصغيرة رمزًا للمقاومة الأوكرانية في الساعات الأولى لاندلاع الأزمة، حينما خاطب ضباط روس بأسطول موسكفا الروسي الرئيسي بالبحر الأسود الحرس الأوكرانيين المتمركزين هناك عبر أجهزة اللاسلكي، وأمروهم بالاستسلام أو الموت.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إنه عقد اجتماعًا «صريحًا وصادقًا ومُثمرًا» مع نظيره الصربي، ألكسندر فوتشيتش.
ونشر «زيلينسكي»، الذي يزور أثينا حاليًا، صورة له وهو يصافح «فوتشيتش» على تطبيق تيليجرام، وكتب تحتها «اجتماع صريح وصادق ومثمر مع رئيس صربيا»، حسب ما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلًا عن وكالة «رويترز».
وأضاف «حديث جيد بشأن احترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم الاعتداء على الحدود.. بشأن المستقبل المشترك لدولتينا في البيت الأوروبي الموحد، بشأن تطوير العلاقات بيننا».
وقال أبو بكر باذيب باحث وكاتب في الشؤون الاستراتيجية، إنّ الطرفين الروسي والأوكراني ليسا مهيئين لأي دخول في المفاوضات حاليا، مشيرًا إلى أن جملةً من المقاربات التي تحاول تقريب وجهات النظر على الجوانب الإنسانية ووقف إطلاق النار في جبهات ومواقع مختلفة، وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات.
وأضاف "باذيب"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية": "كل ما يسبق مرحلة الدخول في المفاوضات لم يحدث من الأطراف التي قدمت المبادرات مثل المبادرة الأفريقية وهو ما يفسر عدم نجاحها، كما أن الأطراف التي تجلس أحيانا على طاولة المفاوضات لا تتمتع بسلطة عسكرية أو سياسية تقدم فيها نوعا من التصور لإحداث هذه المقاربات".
وأشار، إلى أن الاهتمام الأكبر والأوسع والحاضر لكل طرف هو العملية العسكرية والمواجهات العسكرية وكيفية تحقيق المزيد على الأرض والجبهات المختلفة حتى يستطيع أن يكون سقف تفاوضه مستقبلا أعلى وبالتالي، يستطيع تحقيق ما يريده من مطالب وشروط بطبيعة الحال.
وأكد، أن روسيا دخلت هذه الحرب حتى لا تدخل في مفاوض وتسخر ما أرادته من حماية مجالها الحيوي والأمن القومي للدولة الروسية والذي تعتقد أنه يمتد من العمق الأوكراني، على الجانب الآخر، فإن أوكرانيا لا تسيطر على قرارها، ورئيس البلاد لا يستطيع اتخاذ قرار التفاوض أو وقف إطلاق النار، ولكن أمريكا والغرب هما من يديران ما يحدث على الأرض الواقع، وبالتالي، فإن أوكرانيا ليست قادرة على إدارة قرارها السيادي أو السياسي أو العسكري، لأنها مرتبطة كليا بالغرب.
وأكد خليل عزيمة متخصص في الشؤون الأوكرانية، أنّ أوروبا لم تتضرر كثيرا من الحرب الأوكرانية، موضحًا: "مر على أوروبا الشتاءُ بأمان، ولم يحدث أن تجمدت من البرد كما قيل في الإعلام الروسي".
وأضاف "عزيمة"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأوضاع الاقتصادية كانت عالمية في ظل جائحة كورونا التي أوقفت العجلة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الغرب ليس منتصرا فيما يتعلق بالموضوع الأوكراني والغزو الروسي لأوكرانيا.
وتابع: "المجر لها موقف متشدد إلى حد ما نتيجة للعلاقات الثنائية مع روسيا، ولا ننسى ما كان في أوروبا في آخر 20 سنة، كان كثيرون من قاداتها على علاقة جيدة مع روسيا، ففي ألمانيا، حيث ارتبطت ميركل وروسيا بعلاقات جيدة وورطت ألمانيا في الاعتماد بشكل تام على الطاقة الروسية، بالإضافة إلى أخطائها الجسيمة في سياسة استيعاب اللاجئين، وكل ذلك، بدأ يتغير في الفترة الأخيرة، ولكن مازالت هناك آثار محددة".
وواصل: "لننظر كيف تغير الوضع في أوروبا بالنسبة إلى الحرب على أوكرانيا، في البداية، لم تكن هناك مساعدات عسكرية فعّالة أوروبية في بداية الحرب باستثناء بريطانيا، وأذكر أنه في أول 15 يوما من الحرب كانت الدعوات الأوروبية تركز على هروب الرئيس الأوكراني من كييف والانتقال خارج البلاد، وبالتالي، لم تكن هناك نية من الدول الأوروبية للتدخل في الحرب، وكانت تريد أن تبقي الباب مفتوحا مع روسيا مقابل التنازل عن أجزاء من أوكرانيا لصالح لروسيا، وبعدما امتصّ الجيش الأوكراني الضربات الروسية ودحر الجيش الروسي من أبواب كييف وتغيير حالة المعركة، عندها بدأت الدول الغربية في إرسال الأسلحة والدعم بشكل متنامي".
وقال الدكتور سمير أيوب متخصص الشؤون الروسية، إنّ نجاح مبادرات السلام بين روسيا وأوكرانيا مرهونة بموافقة الغرب، موضحًا، أن أي حرب أو نزاع تنتهي إما بمعاهدة سلام بين الطرفين تكون لا غالب أو مغلوب أو معاهدة سلام لمنتصر ومهزوم.
وأضاف "أيوب"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن روسيا تريد أن تنتهي هذه العملية العسكرية وهذا النزاع بصيغة لا غالب ولا مغلوب على أساس أن تحفظ مصالحها كما أنها مستعدة لحفظ مصالح أوكرانيا، بينما يريد الغرب أن ينتهي النزاع بهزيمة روسيا.
وتابع المتخصص الشؤون الروسية: "لا يوجد أفق لنجاح أي مبادرة حتى الآن، لأن كل المبادرات التي طُرحت بصرف النظر عن مضمونها أعربت روسيا عن استعدادها لبحثها، لكن الغرب رفضها، وعندما نتكلم عن المبادرة السلمية بين روسيا وأوكرانيا فإن هذا ليس معقولا في تقديري، لأن المبادرة تكون بين روسيا والغرب، أما الغرب فهو منقسم على نفسه".
وأشار، إلى أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية تُصر على الاستمرار في هذا النزاع بسبب اعتقادهم بإمكانية هزيمة روسيا، بينما هناك دول غربية أخرى بدأت تشعر بأن هذه الأزمة يمكن أن يمتد تأثيرها إليها، وبخاصة في المجال الاقتصادي وفي مجال الطاقة وفي المجال السياسي ولا يعتبر المجال العسكري مستبعدا.
و قال جويل روبين نائب وزير خارجية أمريكا السابق، إن الموقف في الأزمة الروسية الأوكرانية يتطلب من روسيا أن تخضع للاتفاقات الاستراتيجية، كما أن الدول التي تدعم أوكرانيا مثل أمريكا ودول الناتو، فإن لديها الكثير من الهواجس والمخاوف، لأن روسيا لا تحترم سيادة الدول.
وأضاف "روبين" خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية": "يتم مساعدة أوكرانيا بالأسلحة لأنها تدافع عن أراضيها ولا تهاجم روسيا، وبالتالي، فإن الأمر يتعلق بسيادة أوكرانيا، والأمم المتحدة تتفق مع هذه الرؤية، ولذلك، فإن روسيا عليها إدراك هذا الأمر ووقف عدواني العسكري على أوكرانيا وتنخرط في الحلول الاستراتيجية".
وتابع، أن هناك الكثير من الجهود المبذولة من الصين وغيرها من الدول لوجود بعض المناقشات، وأوكرانيا ترحب بتلك المباحثات التي ستنهي العدوان الروسي على أراضيها، مشددًا على أن هذه الدبلوماسية لا بد أن تكون عادلة وتأمر روسيا بالتوقف عن غزوها لأوكرانيا.