أتت ألسنة الحرائق التى تشتعل بغابات الدول المغاربية (تونس والمغرب والجزائر) على الأخضر واليابس"، ولم تسلم غابات الصنوبر البحرى الذى يطلق عليه " البيناستر" من لهيبها، فراحت النيران تلتهم مئات الهكتارات من غابات الصنوبر البحرى وهو صنف من الصنوبر الصلب، السريع النمو الذي تعتبر منطقته الأصلية حوض البحر الأبيض المتوسط، في شمال تونس والجزائر والمغرب.
خسائر تونس من الصنوبر
فقد مؤخرا قطاع الغابات في منطقة ملولة في طبرقة من ولاية جندوبة (شمال غرب تونس) نحو 450 هكتاراً من مساحات الصنوبر البحري التي تغطي مساحة جملية تقدر بنحو 5000 هكتارا على الحدود الجزائرية التونسية، بسبب سلسلة الحرائق التي اندلعت منذ بداية الأسبوع الماضي، وفق ما صرّح به رئيس مصلحة الغابات بطبرقة، نور الدين العزيزي. وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء.
وأضاف العزيزي، أن المنظومات البيئية في المنطقة تضررت بشكل كبير، وأن عامل الريح فاقم الوضع وساهم في انتشار النيران وجعل عمليات التدخل أكثر صعوبة، مما زاد الخسائر فى غابات ملولة"، علما بأن المساحة الإجمالية للغابات في تونس تقدر بـ 4.6 ملايين هكتار أي ما يعادل 34% من مساحة تونس. وتتمركز أساساً في جهات الشمال الغربي والوسط الغربي كما يسكنها قرابة مليون ساكن، وتقدّر قيمتها الاقتصادية بنحو 932 مليون دينار، وفق معطيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وتعد غابات الصنوبر مصدرا مهما للأخشاب وأيضا للعملة الصعبة حيث يتم تصديره مقابل الدولار .
وعلى صعيد متصل، أشار رئيس مصلحة الغابات بطبرقة أن الحرارة مهما ارتفعت درجاتها لا يمكن أن تسبّب اشتعال النيران في الغابة، مرجحاً أن تكون الشرارة الأولى قد تسبّبت فيها أيادٍ بشرية عن غير قصد أو بتعمد.
ودعا العزيزي إلى الضرب بيد من حديد على الأيادي التي تجرم أو تتعمد إضرام النيران في الغابة، موصياً بالحفاظ على المنظومات البيئية وعلى التوازن البيئي في منطقة طبرقة وعين دراهم التي تعتبر بمثابة "أمازون تونس" وفي كل جهات البلاد.
حرائق الجزائر
وفى الجزائر ساعد موقع الدولة على حوض البحر المتوسط على جعل مناخها شديد الجفاف والحرارة صيفاً، خصوصاً في شهري (يوليو) و (أغسطس)، وهذا يساهم في اندلاع حرائق الغابات وانتشارها بسرعة، خصوصاً مع هبوب الرياح الجافة، فتخلف خسائر مادية كبيرة وأحياناً خسائر بشرية، وقد تعرضت مساحات كبيرةمن الغابات للاشتعال من بينها غابات الصنوبر، وواجهت الدولة هذه الحرائق بطائرات الإخماد إلى جانب قوات الحماية المدنية.
ومن جهة ثانية، أعلنت المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية، تواصل جهود إخماد النيران على مستوى عدد من الغابات، مشيرة إلى نجاحها في السيطرة على حريقين بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، مع عدم تسجيل أي خسائر بشرية.
وتتواصل جهود السيطرة على حرائق بغابات الإسماعيلية وبني خدي والزبيرية بولاية المدية.
وبولايتي خنشلة وبوعريرج "بالشرق الجزائري"، أعلنت الحماية المدنية على صفحتها الرسمية على فيسبوك، استمرار عمليات الإخماد في غابات ماراون وشيكو، إلى حدود الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي.
واندلعت عشرات الحرائق منذ بداية الصيف الجاري، بمناطق مختلفة بالبلاد، كان أعنفها التي ضربت شمال شرقي البلاد وتسببت في مقتل 34 شخصا، بينهم عشرة جنود، أواخر الشهر الماضي.
وصرح المدير الولائي للحماية المدنية لولاية بجاية، نور الدين فدي، للإذاعة الجزائرية، قائلا إنه تم تسخير كل الوسائل المادية والبشرية لإخماد هذه الحرائق. بما فيها التابعة للجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية والإطارات الولائية.
خسائر "الصنوبر" فى لبنان
وعلى صعيد متصل، تمكنت فرق الدفاع المدني والهيئات المحلية في لبنان مؤخرا، من السيطرة على حريق هائل كان قد اندلع في إحدى أكبر غابات الشمال.
وأدى الحريق إلى خسائر كبيرة تنضم إلى المشاكل البيئية المتفاقمة في لبنان، من حرائق الغابات وتراكم النفايات في مواقع عديدة.
وفى هذا السياق أيضا، شب حريق كبير ، فى وقت سابق،داخل غابات قريبة من المنازل، في بلدة بطرماز في منطقة الضنية شمالي لبنان، وامتدت النيران نتيجة سرعة الرياح، فيما ناشد الأهالي فرق الإطفاء للتدخل بعد اقتراب النيران من منازلهم.
وتسبب الحريق بحالات اختناق بين سكان المناطق المجاورة، تم إسعافها في المستشفيات القريبة من المنطقة.