ذكر تقرير "صوت أمريكا" أن روسيا والصين تتطلعان إلى كسب المزيد من الأرضية السياسية والاقتصادية في العالم النامي في قمة "بريكس" الخامسة عشر المنعقدة غداً في جنوب أفريقيا.
وذكر التقرير أن قادة الكتلة الاقتصادية لمجموعة "البريكس" في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا يعقدون خلال ثلاثة أيام اجتماعات في جوهانسبرج، مع حضور رئيس الصين شي جين بينج للتأكيد على أن استثمارات بلاده في "البريكس" على مدار العقد الماضي، أمست طريقاً ممهداً لتحقيق طموح البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيظهر عبر رابط فيديو بينما يحضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا القمة إلى جانب رئيس الصين.
وتوقع التقرير أن تسفر مخرجات القمة الرئيسية يوم الأربعاء - والاجتماعات الجانبية يومي الثلاثاء والخميس - عن دعوات عامة لمزيد من التعاون بين دول الجنوب العالمي وسط استياءها المتزايد من الهيمنة الغربية للمؤسسات العالمية، موضحاً أن هذا شعور يسعد روسيا والصين، كما يحضر قادة أو ممثلو عشرات الدول النامية الاجتماعات الجانبية.
ولفت التقرير إلى تتطرق قمة البريكس في نسختها الـ15 إلى التوسع المقترح للتكتل، الذي تشكل في عام 2009 من قبل دول الأسواق الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت جنوب إفريقيا للتكتل في العام التالي.
وذكر التقرير أن جنوب إفريقيا أكدت رغبة المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من بين أكثر من 20 دولة تقدمت رسميًا للانضمام إلى مجموعة "البريكس" في توسع محتمل آخر، فيما اعتبر التقرير أن أي تحرك نحو إدراج ثاني أكبر منتج للنفط في العالم (السعودية) في كتلة اقتصادية مع روسيا والصين من شأنه أن يلفت انتباه الولايات المتحدة وحلفائها بوضوح في مناخ جيوسياسي معقد للغاية.
ومن جانبها، قالت تلميز أحمد، سفير الهند السابق لدى المملكة العربية السعودية: "إذا انضمت المملكة العربية السعودية إلى مجموعة البريكس، فسوف تجلب أهمية غير عادية لهذا التجمع".
وفق التقرير، يقول المحللون إنه حتى الاتفاق على مبدأ توسيع البريكس، والذي يتكون بالفعل من جزء كبير من أكبر اقتصادات العالم النامي، هو انتصار للرؤية الروسية والصينية للكتلة، في مقابل مجموعة السبع، فكلاهما يفضل إضافة المزيد من الدول لتعزيز نوع من التحالف - حتى لو كان رمزيًا فقط - وسط الخلاف الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة وروسيا في مواجهة شبيهة بالحرب الباردة مع الغرب بسبب أزمة أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى رغبة دول أخرى للانضمام لبريكس مثل: مصر والأرجنتين والجزائر وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، فيما يرى البروفيسور أليكسيس هابياريمي من كلية الأعمال والاقتصاد بجامعة جوهانسبرج، حال انضمام عدد من الدول ذات الثقل، "فسينتهي الأمر بكتلة اقتصادية أكبر، تشعر بالقوة".
ويقول تشين شياودونج، سفير الصين في جنوب إفريقيا: "أصبح توسع مجموعة البريكس القضية الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي...التوسع هو المفتاح لتعزيز حيوية آلية البريكس... أعتقد أن قمة هذا العام ستشهد خطوة جديدة وقوية على هذه الجبهة".
وفي سياق موازي، شددت الولايات المتحدة على علاقاتها الثنائية مع جنوب إفريقيا والبرازيل والهند في محاولة لتعويض أي نفوذ روسي وصيني ضخم ينبثق عن مجموعة البريكس إذ أكدت وزارة الخارجية إن واشنطن "منخرطة بعمق مع العديد من الأعضاء البارزين في اتحاد البريكس".
على صعيد متصل، يتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب الأحداث التي تمضي في جوهانسبرج، ولكن مع التركيز الوحيد تقريبًا على ملف الأزمة الأوكرانية وجهود الكتلة المستمرة لتوجيه إدانة موحدة للغزو الروسي من قبل العالم النامي، ويقول المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو إن الاتحاد الأوروبي يدعو قادة تجمع "البريكس" إلى استغلال اللحظة لدعم القانون الدولي.
وتوقع التقرير أنه عقب وقف صفقة تسمح بمرور الحبوب من أوكرانيا الشهر الماضي، قد يستخدم الرئيس الروسي تجمع البريكس للإعلان عن المزيد من شحنات الحبوب الروسية المجانية إلى الدول النامية، وإظهار «حسن النية» للعالم النامي.
وتطرق التقرير إلى تناول قمة البريكس التحديات التي تواجه الدول بسبب هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي وتداعياته على الدول النامية وإمكانية التبادل التجاري بالعملات المحلية الأمر الذي اعتبره مراقبين أمراً بعيد المنال ويجعل العالم أكثر تعقيدًا.