تزخر كلية الهندسة جامعة الزقازيق، بتاريخ نثر حباته بالفخر من العلم والاجتهاد، ومكانة رفيعة المستوى بين الجامعات المصرية فى مشاريع التخرج لطلابها، وفى جميع أقسامها تجد المسابقات الدولية تختم شعارها بالمراكز الأولى لطلاب الكلية، وهو ما تجلت إحدى قرائن نجاحته خلال الأسابيع القليلة الماضية حين دشن 35 طالبا وطالبة من طلاب الكلية مشروع تخرجهم بتصميم مشروع تحت عنوان "نظام إدارة الطاقة لمنزل ذكى فى مبادرة حياة كريمة فى إحدى القرى بمحافظة الشرقية" والذى جاء بمثابة بارقة الأمل فى عقول تغذت على العلم وتنوى إفادة المجتمع بكل ما تملك؛ حيث يستهدفون إنشاء نموذج عمل مصغر لبيت ذكى مع التحكم الكامل فى كل أجهزة المنزل وتوفير أقصى درجات الأمان فى حالة تسرب الغاز أو المياه وتصميم نقطة شحن لسيارة كهربائية مع التحكم الكامل فيها من خلال البيت مع نظام طاقة شمسية تم تصميمه وذلك لتقليل الانبعاثات.
الدكتور أحمد فاروق عميد كلية الهندسة جامعة الزقازيق
يقول الدكتور أحمد فاروق عبدالجواد، أستاذ هندسة القوى الميكانيكية وعميد كلية الهندسة جامعة الزقازيق، أن هندسة الزقازيق ذات مكانة رفيعة المستوى بين الجامعات المصرية فى مشاريع التخرج، وتعد خامس كلية على مستوى الجامعات المصرية من حيث عدد الطلاب فى مرحلة البكالوريوس، لافتًا إلى أن الكلية بها عدد كبير من مشاريع التخرج فى كافة التخصصات من الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمعمارية، وهذا العام هناك عدد من مشاريع التخرج المتميزة وشاركت بعضها فى معرض خاص بمؤتمر الكلية الفنية العسكرية، الذى شهد عرض مشروع تحت مسمى "البيت الذكي" بشأن التحكم فى أفضل استغلال للطاقة الكهربائية واستعمال مصادر للطاقة المتجددة، على أن يتم تطبيقه على أرض الواقع.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد لطفى، عضو هيئة التدريس فى كلية هندسة الزقازيق والمشرف على مشروع التخرج للطلاب، أن المشروع يأتى تماشيًا مع رؤية الدولة 2030، مضيفًا: أطلقنا على المشروع اسم "محاكاة البيت الذكي" وصممنا موديل لبيت غرفة معيشة ومطبخ وغرفة نوم وبارك للعربية، ومن خلاله نستطيع التحكم فى كل الأجهزة بالبيت من خلال برمجمة كاملة لترشيد الطاقة، وإذا حدث تسريب فى الغاز يتم التحكم فى فصل الغار، بالإضافة إلى محاكاة لنقطة شحن سيارة كهربائية فى الباركن، قبل أن يشير إلى أن النموذج بالكامل يعتمد على التغذية عن طريق الطاقة الشمسية، وأن المشروع شارك فى معرض الكلية الفنية العسكرية، ويشارك فيه 68 مشروع بحثى من كل الجامعات المصرية وتم اختيار 12 بحث، بينهم مشروع البيت الذكى.
الدكتور محمد لطفي عضو هيئة التدريس في الكلية
وتابع المشرف على المشروع، أنه إيمانًا منهم بأن تقدم المجتمع لا يتحقق إلا بتطوير عقلية أفراده فقد اختاروا أن يكون هذا المشروع فعال على نطاق أهم العوامل التى تهدف الدولة تطويرها؛ فالاتجاه الأول للمشروع اتخذ فيه التطور التكنولوجى الذى تهدف الدولة إلى تطبيقه ويستهدف فريق المشروع تحقيق ذلك عن طريق التطبيق العملى على أحد المنازل السكنية التابعة لمشروع حياة كريمة وتحويله إلى منزل ذكى وسوف يتم استخدامه فى التحكم فى إنارة، وذلك عن طريق التحكم فيه باستخدام نظام الـ KNX وأنظمة الأمان، وبينها على سبيل المثال نظام منع تسرب الغاز، أما الاتجاه الثانى للمشروع فهو الاتجاه لترشيد استهلاك الطاقة وهو ما سيتم تحقيقه عن طريق التحكم الذكى فى الأنظمة السابقة مما يؤدى إلى الحفاظ على الطاقة بأقصى صورة ممكنة وذلك فى التحكم الذكى فى إضاءات وأجهزة المنزل مما يحقق الاستفادة المثلى من الطاقة الكهربية المستخدمة عن طريق استخدام نظام الـ KNX، وذلك تحقيقًا لتنفيذ مبادرة البيت الأخضر الذكى مع مراعاة رؤية مصر 2030.
وقال الطالب محمد أيمن عبدالله، أحد أعضاء المشروع، أن أهم النقاط فى كيفية التحكم فى المنزل هى التحكم فى الإضاءات؛ حيث يمكن ربط جميع أنواع الإنارة فى المنزل بالنظام والتحكم فيها بعد تركيبها دون نقل أو تغيير البنية الأساسية، ويتم التحكم عن طريق مفاتيح جهدها لا يتجاوز 30 فولت، وهذا شيء جيد وآمن حتى على الاطفال حيث أن جميع المفاتيح يتم تحويلها إلى هذا الجهد ليس الاضاءة فقط، وإنما كذلك يتم التوفير عن طريق غلق الإضاءة فى حاله عدم وجود أحد فى المكان أوتوماتيكيًا، وكذلك التحكم فى الستائر الذى يتم بجانب الإضاءة وربطهم معًا، فعلى سبيل المثال فى الصباح يتم غلق الإضاءة وفتح الستائر أوتوماتيكيا، وبصورة عامة يتم استخدام السيناريوهات التى يمكن من خلالها ضبط المنزل على نظام معين، ويمكن التحكم فى جميع الأجهزة بطريقة يحددها المالك بضغطة مفتاح واحدة، وأيضا التحكم فى أنظمة الأمان، حيث يوفر نظام الـ KNX إمكانية استشعار حدوث تسريب الغاز أو وجود دخان حرائق فى المنزل وتشغيل سارينة تنبيه على وجود تسريب أو دخان، ويتم التنبيه قبل وقوع كارثة والعمل على منعها أيضًا، فضلًا عن سهولة تركيب وإحلال النظام فى النظام التقليدى لكهرباء المنازل، والتى من الصعب فيها تغيير أماكن المفاتيح دون الإضرار بديكور المكان، لكن فى نظام الـ KNX يمكن تركيبه حتى بعد الانتهاء من التركيبات الكهربية، بل ويمكن التغيير فيه حسب الرغبة دون تحريك أى من الأدوات، فضلًا عن تغيير الجهاز الذى يتحكم فيه المفتاح، حيث يتم التحكم فى الستائر بجانب الإضاءة وربطهما معًا.
الطلاب منفذو المشروع
وتابع عدد من الطلاب المشاركون فى المشروع، أن الدولة تسعى إلى تنفيذ مبادرة البيت الأخضر الذكى مع مراعاة رؤية مصر.
2030 ومبادرة حياة كريمة حيث سيتم تطبيق عملى للمشروع على أحد المنازل فى إحدى القرى فى محافظة الشرقية بالتنسيق مع مكتب الاستشارات بكلية الهندسة، وتماشيًا مع مؤتمر كوب 27، والذى يهدف إلى تحقيق طاقة نظيفة ومتجددة من خلال خلايا الطاقة الشمسية والاعتماد عليها. وتُعد الفكرة الأساسية للمشروع استخدام بروتوكول KNX فى التطبيقات المنزلية مثل الإضاءة والستائر والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء، بالإضافة إلى إمكانية بط أجهزة الطرف الثالث بنظام التشغيل الآلى، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
وشارك فى المشروع كل من الطلاب: محمد رضا رضوان - محمود عطية محمد - أحمد رضا حسين - أحمد سعيد أبو الفتوح - أحمد سعيد عبد العزيز - دعاء رضا أحمد- زينب مدنى رجب - صبرى السيد نبيه - محمد هانى محمد - عمر صالح لطفى - أحمد إبراهيم محمد - أحمد وجدى محمد - محمد محمود السيد - إسلام أيمن السيد - بنسون مكواج - إبراهيم ياسر إبراهيم - أية جمال - تقوى السيد - محمد ياسر - محمود حسين – منة الله محمود - مى محمد - هبة فتحى - يوسف رمضان - عبد الرحمن محمد – عمرو محسوب - فؤاد أيمن - محمد أيمن عبد الله - محمد حمادة على - محمد عصام – محمد على – محمد هيثم – أحمد سعيد فتحى - أحمد عصام.