وسط انتقادات من جيرانها وقلق البعض فى الداخل، أعلنت اليابان أنها ستقوم بتصريف المياه المشعة المعالجة ممن مفاعل فوكوشيما التووى فى المحيط هذا الأسبوع، فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز أنه تنحية للاعتراضات الإقليمية والمحلية مع انتقالها فى نهاية الأمر لتصريف أكثر من مليون طن من المياه فى البحر.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا القرار بعد اجتماع لحكومته، وقال إن التصريف سيبدأ يوم الخميس لو سمحت بذلك ظروف الطقس ووضع المحيط.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت فى يوليو الماضى إن خطة الحكومة تلبى معايير السلامة الخاصة بالوكالة ، وأشارت إلى أن تصريف المياه المعالجة لن يسبب على الأرجح تهديدا صحيا خطيرا للبشر.
إلا أن بعض العلماء أثاروا شكوكا حول ما إذا كانت الحكومة اليابانية والشركة التي تقوم بتشغيل المفاعل، طوكيو للطاقة الكهربائية، لديهم استعداد كافٍ لاحتمال أن تظل المواد المشعة فى الخزانات.
وقد حذرت الحكومة الصينية، التي تعارض الخطة بقوة، من أنها ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية البيئة البحرية وسلامة الغذاء والصحة العامة. كما يعارض قطاع كبير من الرأي العام فى كوريا الجنوبية أيضا تصريف المياه، وكذلك جماعات الصيد وآخرين فى اليابان.
وعلى مدار سنوات، أعربت بكين عن اعتراضها الشديد على التصريف المتصور للمياه، رافضة استخدام المصطلح العلمي الزائف "تمت معالجته" للتقليل من مخاطر "المياه الملوثة بالأسلحة النووية".
ودعت الصين وروسيا، اليابان الشهر الماضي إلى التفكير في تبخير المياه وإطلاقها في الغلاف الجوي، وهو ما يقولون إنه سيكون له تأثير أقل على البيئة.
وقام كيشيدا بزيارة المفاعل النووي المحطم يوم الأحد، والتقى بقادة صناعة الصيد فى اليابان فى طوكيو يوم الاثنين، وتعهد بضمان أن يستطيع الصيادون موصلة كسب العيش بعد تصريف المياه.
وقال ماسانوبو ساكاموتو، رئيس الاتحاد الوطنى للجمعيات التعاونية لمصايد الأسماك، إنه على الرغم من أن العديد من أعضاء الاتحاد قبلوا ضمانات الحكومة بشأن سلامة تصريف المياه، إلا أنها ظلت معارضة بسبب الآثار المحتملة على سبل عيش الصيادين.
ومنذ أن أسفر زلزال وما أعقبه من موجات تسونامى من انهيار ثلاثى فى مفاعل فوكوشيما فى عام 2011، كانت مسألة التعامل مع الأطنان الناجتجة من المياه المستخدمة فى تبريد قضبان الوقود النووي أحد أكبر التحديات التي تواجه كل من الحكومة وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية.
وتقول نيويورك تايمز إن المشكلة بالنسبة لليابان سياسية بقدر ما هي هندسية أو بيئية. وعلى الرغم من تأكيد الوكالة الدولية على أنه من الآمن تصريف المياه، شكك المعارضون فى الداخل وفى الدول المجاورة فى داوفع الحكومة الوكالة. فعندما وافقت حكومة اليابان على خطة معالجة المياه فى 2021، وصفت تصريف المياه المحكم فى المحيط باعتباره أفضل الخيارات المتاحة.
فى الصين، أشارت صحيفة الشعب اليومية المملوكة للحزب الشيوعى الحاكم، قد أشارت إلى تصريف المياه باعتباره الصرف النووي من اليابان. وفى كوريا الجنوبية، التي لا تزال تحظر واردات المأكولات البحرية القادمة من مياه بالقرب من فوكوشيما، حذر أحد نواب المعارضة بأنه لا يوجد أحد يمكنه القول أو التنبؤ بشكل مؤكد ما الذى يسببه تصريف المواد المشعة فى البحر على مدار فترة ممتدة من الوقت.
وفى اليابان، قالت جمعات صيد الأسماك الوطنية وفى فوكوشيما أنهم يخشون أنه بمجرد أن تبدأ شركة طوكيو فى تصريف المياه، فإن كلا من العملاء المحليين والدوليين ربما يرفضون أكل الأسماك التي يتم صيدها من المنطقة.
وعلى الرغم من مرور 12 عام على أسوأ كارثة نووية منذ تشرنوبل، والذى دفع عشرات الآلاف من الأشخاص للفرار من المنطقة المحيطة بمفاعل فوكوشيما المدمر، فإن عملية التطهير لا تزال فى مرحلة أولية. وقالت الحكومة إن تصريف المياه سيستغرق نحو 30 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة