لم تستلم لتقدم عمرها ويدها التى تهتز أثناء العمل، أو حرارة المكان الذى تعمل فيه لتضرب مثلا فى العزيمة والجهد، فخصلة شعرها البيضاء شاهدة على مسيرة طويلة قضتها السيدة فى العمل اليدوى بعد انفصالها عن زوجها تاركا لها 4 أطفال إناث، وجدت نفسها مسئولة عن تربيتهم والإنفاق عليهم واستمر العمر واستمرت المسيرة وما زالت تساعدهم لتوفير قوت يومهم.
تجلس السيدة السبعينية فى حوش صغير بالقرب من منزلها بعد استيقاظها فى الصباح الباكر لتبدأ فى صناعة المقاطف الذى يستخدمه المزارعون فى الزراعات وكذلك فى الأعمال اليدوية، وبحرص تبدأ فى إعداد القاعدة السفلية له حتى تنتهى منه بمنتصف اليوم، ثم تستكمل عملها فى جنى ثمار تمر النخيل القريب منها أو مساعدة ابنتها التى تعمل فى ذلك المجال أيضا، لتعود فى نهاية اليوم محملة بالرضا.
قالت باتعة على، صانعة مقاطف بقنا، إن بداية تعلمها تلك الصنعة جاء فى وقت مبكر منذ ما يزيد عن 40 عاما وذلك بتواجدها فى بيئة زراعية ووسط أحواش النخيل الذى يستخدم سعفه فى صناعة المقطف يدويا، ورغم زواجها استمرت فى الصنعة وزادت أعمالها أكثر بعد انفصالها عن زوجها الذى ترك لها 4 أطفال فى عمر صغير.
وأوضحت باتعة، أنها تأتى فى الصباح ثم تقوم بتجميع سعف النخيل، ووضعه فى الماء حتى يصبح أكثر لين ويشتكل بسهولة ثم تجلس على الحصيرة لتبدأ فى الصناعة عن طريق التضفير والجمع وتستخدم ليف النخيل لكى يصبح المقطف فى صناعة اليد الخاصة به، ويستغرق صناعة المقطف الواحد نصف يوم نظرا لظروفها الصحية، وبعد الانتهاء تأتى مرحلة البيع للتجار أو داخل السوق.
وأشارت صانعة المقاطف، إلى أن تلك الصنعة كانت ذات رواج كبير لاسيما فى القرى لاعتماد المزارعين وربات المنازل على المقطف الذى كان يوضع داخله الخبز أيضا بعد الانتهاء منه ونقله من مكان إلى آخر، وفى ذلك التوقيت يستخدم فى جمع ثمار النخيل وفى أعمال الزراعات أيضا مثل جنى المانجو ووضعها داخل المقطف للحافظ عليها، لافتة أن الصنعة تنشط فى موسم الحصاد ورغم دخول الأدوات الحديثة وتراجع نسب البيع لكنها متواجدة ولن تندثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة