مع الاعتماد السريع على أدوات إنشاء محتوى الذكاء الاصطناعي، هل من الضروري لصناع المحتوى اعتماد سياسات وضع علامات تصنيف الذكاء الاصطناعي؟.
وفقا لتقرير نشره موقع search engine land فإن 85.1% من المسوقين يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي في سير عمل إنتاج المحتوى الخاص بهم، ومع انتشار المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، فإن السؤال الذى يطرح نفسه: هل أنت كسمتخدم للذكاء الاصطناعى ملزم بالإفصاح لمحركات البحث والقراء عن أن الروبوت هو من أنشأ هذا المحتوى؟
هذا السؤال الذى يطرحه الكثيرون، جاء نتيجة لأن أحدث منصات الذكاء الاصطناعي تساعد الأشخاص على إنشاء محتوى شبه مثالي. إذًا، هل من الضروري تصنيف هذا المحتوى بوضع علامة ما تشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعى فيه؟ وهل سيكون هذا مفيدا لصناع المحتوى والقراء؟.
إن تصنيف الذكاء الاصطناعي يعني ببساطة السماح للأشخاص بمعرفة ما إذا كان قد تم إنشاء جزء من المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي. الأمر كله يتعلق بوضع علامة على المحتوى توضح أنه "تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي" حتى يعرف المستخدمون أن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا في إنتاجه. ويمكن أن تكون التسمية أي شيء مثل سطر ثانوي أو علامة ما أو علامة مائية، وما إلى ذلك.
أهمية تصنيف المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعى
تأتى أهمية هذا السؤال من أحقية القراء في معرفة إذا ما كان المحتوى الذى يقرؤونه أو يشاهدونه أو يتعاملون معه أيا كان، مصنوعا بالذكاء الاصطناعي، وللإجابة على هذا السؤال، فإن السؤال التالي المتعلق به، هو سؤال محركات البحث الشهيرة عن كيفية تعاملها مع المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعى، فما الذى تقوله Google عن تصنيف الذكاء الاصطناعي؟
العديد من صناع السياسات، مثل الاتحاد الأوروبي، تطالب بوضع علامات تصنيف الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تتخذ Google موقفًا مختلفًا، إذ ترى الآتي
الجودة تتفوق على الأصل:
تقدر Google المحتوى عالي الجودة أكثر من تقديرها لمنشئ المحتوى.
تجربة المستخدم مهمة جدًا:
تعمل Google على تعزيز تجربة المستخدم وتفاعله مع المحتوى
ببساطة شديدة ومن وجهة نظر جوجل، فإن تصنيف الذكاء الاصطناعي ليس أمرا ضروريا. ولا يساهم في أي من عوامل التصنيف المستخدمة لتحديد جودة المحتوى. الشيء المهم هو إنشاء محتوى مفيد وتحسينه للتصنيف.
كيف تتعامل Google مع المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي؟
أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا حول المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي هو ما إذا كان بإمكان Google اكتشافه. والاجابة البسيطة هي نعم. لكن هل هذا مهم؟
كما رأينا بالفعل، لا تمانع Google إذا كان المحتوى من إنتاج الذكاء الاصطناعي أو من الإنسان. كل ما يهم هو أن المحتوى يلبي المعايير ويتماشى مع إرشادات تصنيف جودة البحث.
باختصار، لا تنظر Google حقًا إلى مصدر المحتوى، بل إلى جودة المحتوى والقصد من إنشائه، ولهذا ترى أن تصنيف الذكاء الاصطناعي ليس ضروريًا، لكن اللمسة الإنسانية هى الأمر الضرورى، ولكن إذا كان تصنيف الذكاء الاصطناعي ليس ضروريًا، فهل هذا يعني أنه يجب عليك نسخ النص الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ولصقه في نظام إدارة المحتوى لديك؟. بالطبع لا!
على الرغم من تحسن أدوات كتابة محتوى الذكاء الاصطناعي، إلا أنك لا تزال بحاجة إلى إضافة لمسة إنسانية إلى كل جزء من المحتوى قبل النشر.
أحد الأسباب هو أن هناك حاجة إلى محررين بشريين للتحقق من الحقائق، والتأكد من أن كل جزء من المحتوى عالي الجودة وجدير بالثقة. خاصة إذا كنت تعمل في صناعة سريعة الخطى، فيمكن أن تتغير هذه الأمور بسرعة كبيرة، مما يستلزم مدققين بشريين للحقائق.
سبب آخر لحاجتك إلى إضافة لمسة إنسانية هو أن خوارزميات Google وإشارات التصنيف تعتمد بشكل أساسي على المحتوى الذي ينشئه الإنسان، لأنها تعطى الأولوية إلى الغة الطبيعية في تصنيفات البحث، وتحقيق ذلك في المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي يتطلب لمسة إنسانية.
ومع انتشار اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في مختلف الصناعات، بما في ذلك التسويق الرقمي، فمن المحتم أن تتم مراجعة السياسات والأطر التي توجه استخدامه، وخاصة فيما يتعلق بالأخلاقيات والمساءلة والشفافية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، ستركز الشفافية على منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى التي تنشر الكثير من الصور. وذلك لمكافحة المعلومات الخاطئة المنتشرة عبر الصور ومقاطع الفيديو المزيفة. يمكن أن تكون هذه المعلومات خادعة وأصعب من التحقق من المحتوى المكتوب.
لنعود فى النهاية ونطرح السؤال نفسه: هل هذا يعني أنك يجب عليك التفكير في وضع علامات تصنيف للذكاء الاصطناعي؟، وفقا لما ذكره التقرير آنفا، فإذا كنت تنشر محتوى مصنوع بالذكاء الاصطناعي وراعيت فيه الجودة وتضمين لمستك الإنسانية في عملية الإنتاج، فإن تصنيف الذكاء الاصطناعي ليس ضروريًا. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الحالات التي قد ترغب في النظر فيها اعتمادًا على السياق والموضوع والمحتوى الذي تشاركه.