غداة عقد قمة "بريكس" فى العاصمة جوهانسبرج، والتى شارك فيها الأعضاء الخمس من الدول ذوى الاقتصادات الناشئة (البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا)، قللت الولايات المتحدة من شأن نجاح هذا التكتل فى أن يهز عرش الدولار، لاسيما مع الزخم الذى أحاط بالقمة، فيما يتعلق بإمكانية أن يصدر الأعضاء عملة جديدة للتجارة البينية تهدد الدولار الأمريكي فضلا عن توالي طلبات الانضمام إلى المجموعة التي فتحت أبوابها أمام التوسع.
وعلق مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قائلا إن "الولايات المتحدة لا تنظر إلى مجموعة "بريكس" كمنافس جيوسياسي محتمل".
وصرح سوليفان بعد سؤاله عما إذا كانت واشنطن تشعر بالقلق من أن مجموعة "بريكس" قد تهدد الولايات المتحدة اقتصاديا وجيوسياسيا، قائلا: "لا تعتقد الولايات المتحدة أن مجموعة بريكس أصبحت منافسا جيوسياسيا.. ولا نرى أن المجموعة يمكن أن تتطور إلى نوع ما من المنافس الجيوسياسي أو شيء من هذا القبيل".
وأضاف سوليفان: "مجموعة بريكس في شكلها الحالي هي مجموعة متنوعة من الدول التي تختلف حول القضايا الحاسمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
جاء تعليق الولايات المتحدة عبر تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فيه أن "التخلص من الدولار كعملة عالمية مسألة لا رجعة عنها".
وجاء حديث بوتين إلى قادة "بريكس" عبر دائرة تلفزيونية مغلقة خلال افتتاح القمة بجنوب إفريقيا، إذ لم يحضر إلى مقر القمة في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا بعد صدور مذكرة دولية باعتقاله.
واضاف يوتبن" نحن نعمل على إيجاد آليات تسوية مالية أفضل، بعيدا عن الآليات الغربية، لأن دول "بريكس" أصبحت تتخفف من ارتباطها بالدولار.
وأكد على أن هذه القمة لمناقشة مختلف القضايا الخاصة بالانتقال إلى عملاتنا المحلية وتطبيق ذلك في تعاملاتنا المالية بين بلداننا الخمسة (دول بريكس).
وتابع أن "بنك التنمية الجديد (التابع للمجموعة) أصبح بديلا موثوقا عن المؤسسات المالية الغربية، وله دور مهم في تعزيز الترابط الاقتصادي بين دول المجموعة".
ولفت إلى أن التعاون بين مجموعة بريكس قائم على الاحترام المتبادل، والاستثمار في دول المجموعة زاد بمعدل 6 أضعاف.
فى الوقت نفسه رأى أن هناك تحديات أمام مجموعة بريكس من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.
هذا وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في وقت سابق، أن مجموعة "بريكس" لا تطمح لأن تصبح "قوة جماعية مهيمنة جديدة"، واستبدال آليات العمل الدولي. كما أنها مستعدة للاستجابة لضرورة أن تصبح "إحدى ركائز النظام العالمي الجديد متعدد المراكز والأكثر عدلا".
كما أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال حديثه في قمة "بريكس" عن تأييده لفكرة إنشاء عملة موحدة لمجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).