كتبت من قبل عن ظاهرة المطرب الملحن بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، ولكن يظل السؤال لماذا كان فريد الأطرش يتمنى تلحين أغنية للعندليب؟ ولماذا بعد تلحين أغنية "نورا" تراجع وأخذها لنفسه؟ وهل العندليب غضب من فريد وظل رافضًا التعاون معه بسبب هذا الموقف؟
حقيقة هذه التساؤلات والإجابة عليها لابد أن يسبقها أولاً توضيح خلفية علاقة فريد الأطرش بالعندليب، فقد كان العندليب دائمًا يستفز فريد في لقاءاته ويتحدث عنه على أنه قد انتهى زمنه، فمثلاً في أحد الأحاديث الإعلامية سألوا عبد الحليم عن فريد قال إنه مثل والده.
برغم ذلك حاول فريد الأطرش مرارًا وتكرارًا إقناع عبد الحليم حافظ بالتلحين له إلا أن الأخير كان يعتذر بشياكة وآخر لحن عرضه فريد علي العندليب كان لحن أغنية "الربيع"، لكن العندليب رفض وقال للمقربين منه: ألحان فريد لا يستطيع مطرب غيره غنائها، برغم تحمسه في البداية وموافقته علي الفكرة، ولكن العندليب كان يتراجع وقال فريد عن ذلك: كنت أسمعهم ألحاني - يقصد أم كلثوم وعبد الحليم - وتعجبهم ونتفق ولكن عند التعاقد تتبخر الوعود ويتهربوا "ليه مش فاهم".
وما لا يعرفه الكثيرون وهو ربما يكون الإجابة علي التساؤلات العديدة التي ذكرتها في مقدمة الموضوع أن فريد الأطرش لحن للعندليب أغنية " نوره " من كلمات محمود فهمي إبراهيم وغناها العندليب في بروفات ، وجمعت جلسات عمل كثيرة بين فريد والعندليب، وقبل طرح الاغنية طمع فيها فريد ووجدها مناسبة لفيلمه "لحن حبي" من إنتاج عام 1953، وشارك في بطولته بطولة صباح، ليلي الجزائرية، عبد السلام النابلسي، إسماعيل ياسين.
وأخد فريد الأغنية لنفسه وصمم لها رقصة داخل الفيلم مع الفنانة ليل الجزائرية وقال فريد لحليم: أنا محتاج الاغنية، وربنا كان هذا الموقف هو السبب الرئيسي فيما بعد لرفض العندليب التعاون مع فريد لأنه أحب اغنية " نورا " وكاتن يرغب في غنائها بالفعل.