تمر فى نهاية الشهر الحالى الذكرى السابعة عشرة على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ، إذ رحل صاحب نوبل في الأدب لعام 1988، عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، عن عمر يناهز 95 عامًا، وهو أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، وكتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينيات، واستمر حتى 2004، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.
يحكى الأديب العالمي نجيب محفوظ في حواره التي أجراه معه الناقد الكبير رجاء النقاش ونشر في كتابه الشهير "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، عن ذهابه للمسرح مع والده في صغره، ويقول: كانت المسارح مزدهرة في ذلك الوقت، وذهبت مع والدى مرتين الأولى: لمشاهدة مسرحية لنجيب الريحاني، والثانية: لمشاهدة رواية "البربرى حول العالم" بطولة بربرى مصر الوحيد "على الكسار"، وكان الكسار مشهورا بأن يدخل في حوارات ساخرة مع المتفرجين.
ويضيف نجيب: والحقيقة أن على الكسار كان سريع البديهة وكان ممتعا، ولكنني أحببت "نجيب الريحاني" لأن الريحاني لديه موهبة إلهية، وهو فنان كوميدى ليس له نظير، عمل "الريحاني" في البداية في الروايات القديمة وتعرض لأزمة مالية وأشهر إفلاسه، ولكنه عاد مرة أخرى بلون جديد هو النقد الاجتماعى الذى استمر فيه حتى مات.
وتابع نجيب حديثه: شاهدت الريحاني مرة واحدة على المسرح وأنا طفل، ولكن عندما كبرت أصبحت من عشاقه، وكنت أذهب لمشاهدة مسرحياته باستمرار في فترة الثلاثينيات والأربعينيات عندما بدأ يعيد أعماله القديمة مثل "كشكش بيه" وألف ليلة وليلة" وفى تلك المرحلة كانت مسرحياته من البيئة المحلية مثل "عمدة كفر البلاص" الذي باع القطن وجاء ليسهر في ملاهى القاهرة فيتعرض لعملية نصب، وهى أعمال غير مقتبسة، ولكن في المرحلة التالية من حياته، عندما بدأ يجدد نفسه، اعتمد على التمصير والاقتباس، وساعده في ذلك بديع خيرى.
واستطرد محفوظ: لقد صافحت بديع خيرى ذات مرة عندما كنت اعمل في مصلحة الفنون، وفى تلك المرحلة حضرت كل أعمال الريحاني، واتذكر مسرحية "حكم قراقوش" التي شاهدتها عشرين مرة لأنها كانت عملا هائلا، وفى رائى أن الريحاني يتفوق على فنانين كوميديين عالميين كبار مثل "فرنانديل" الفرنسي، ولم يسبق الريحاني في عصره سوى "شارلى شابلن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة