جثث مجهولة في أدراج "المشرحة"، لا يعلم أحد هويتها ولا مكان أهليتها، فبين الحين والأخر تستقبل "المشرحة" جثث عدة في انهيار عقارات أو حوادث طرق، لكن المشكلة الأكبر في أن بعض هذه الجثث لا تحمل بطاقة هوية لا أحد يعلم عنها شيآ، لتواجه مصيرها داخل مدافن الصدقة دون أن يعلم عنها أحد فارقت الدينا وحيدة ودفنت أيضا كذلك.
فقد تسمع بين الحين والآخر لفظ "جثة مجهولة"، لكن يمر هذا اللفظ مرور الكرام، لكن داخل " المشرحة" فهي قصة طويلة ومتعددة المراحل تبدأ باستقبال جثة بدون هوية وتنتهي بدفنها في مقابر صدقة، قصة تمر بمراحل متعددة تحت إشراف الأطباء وبعد إخطار النيابة العامة.
ففي حال استقبال "المشرحة" لجثة مجهولة هوية يقول الدكتور أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، فإنه يتم تحديد سن المتوفى تقريبا من خلال الأسنان أو مدى كراديس العظام و هو الجزء الطويل من العظم، فيما يكتشف الأطباء وقت الوفاة من خلال مراحل تحلل الجثة، موضحا أن أى جثة مجهولة تدخل المشرحة يتم سحب عينة "DNA" منه لتحليلها والاحتفاظ بها لاستخدامها في حالة وصول أحد من أقاربه للتعرف عليه، وتحفظ الجثة داخل مشرحة، وفي حالة عدم الاستدلال على هويته أو أقاربه، يتم إخطار النيابة العامة خلال مدة 3 أشهر التي تصدر قرارًا بدفنها بمقابر الصدقة، ويتم وضع رقم الجثة على القبر.
وفى حالة تقدم أحد أقاربه، لتعرف على الجثة بعد الدفن يتم مضاهات بصمته الوراثية مع عينات التى سبق وتم الاحتفاظ بها من الجثة وإذا تطابقت بين البصمة الوراثية للجثة وبين أهله، يصبح هناك خيار إما أن الإبقاء على دفنه بمقابر الصدقة، أو نقل الرفات.
العديد من الجثث تواجه نفس المصير نتيجة عدم وجود بطاقة هوية أو وجود أي بيانات خاصة بالشخص المتوفي ما يستدعي وضع الجثة داخل ثلاجة الموتى لمدة ثلاثة أشهر كاملة انتظارا لسؤال أهالى أهلية المجني عليه أو العثور على أي بيانات خاصة بالمتوفي، لكن بعد انتهاء المدة القانونية، يتم إخطار النيابة قبل دفن الجثة المجهولة في مقابر الصدقة بجوار المشرحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة