لا تزال أزمة قطاع الصحة فى المملكة المتحدة مستمرة بين الحكومة والاتحادات الطبية للعاملين بهيئة الصحة الوطنية، حيث أعلن الأطباء المبتدئين والاستشاريين خريطة لإضراباتهم فى شهر أغسطس وسط تمسك الحكومة بقراراتها.
وألقى رئيس الوزراء البريطانى باللوم على الأطباء المضربين فى زيادة قوائم انتظار المرضى فى هيئة الصحة الوطنية خلال مداخلة تليفونية مع أحد القنوات المحلية، وفقا لصحيفة الإندبندنت.
تم تكليف رئيس الوزراء بالوفاء بالعهد الذى قطعه خلال حملته الانتخابية بتقليل قوائم الانتظار المرتفعة، التى قفزت الشهر الماضى لتصل إلى 7.5 مليون مريض ينتظرون بدء العلاج.
ولدى سؤاله عما إذا كان يفشل في الوفاء بتعهده، قال سوناك "إننا نحرز تقدمًا" لكنه قال إن إضرابات الموظفين قوضت هذا التقدم وزادت قوائم الانتظار، وقال إن الحكومة اتخذت وجهة نظر حازمة وعادلة في قبول التوصيات من هيئات مراجعة الأجور.
وأضاف سوناك: "بينما قبل الممرضات وبعض العاملين في هيئة الصحة الوطنية عرض الحكومة .. لسوء الحظ ، لا يزال لدينا مجموعات من الأشخاص لا يفعلون ذلك.. انهم مضربون وهم السبب في ارتفاع قوائم الانتظار".
على الجانب الاخر، قال عضو الجمعية الطبية البريطانية: "ليس الأمر مجرد أطباء ، بل الجميع ، كلنا نتوقف .. القوى العاملة السعيدة هي مسؤوليتك. أنت رئيس الوزراء ، وأنت الحكومة ، وموظفوك ليسوا سعداء وهذا خطأك ".
قال سوناك للطبيب: "بشكل أساسي ، لن نتفق أنا وأنت ، لأن نقابتك تطلب زيادة في الراتب بنسبة 3 في المائة ولا أعتقد أن هذا معقول ، لا أعتقد أن هذا معقول ولا أعتقد أن هذا عادل .. لقد قبل الملايين من الآخرين التوصيات وأود أن أحث نقابتك على أن تفعل الشيء نفسه".
وتمسك كلا من ريشى سوناك، رئيس الوزراء، وستيف باركلى، وزير الصحة، حتى الآن مرارًا وتكرارًا بعرض الحكومة بدفع 6% "نهائي".
ويريد قادة الخدمات الصحية إنهاء الخلاف حول الأجور بعد أن أظهرت الأرقام أن الإضرابات الصناعية فى إنجلترا على مدى الأشهر الثمانية الماضية أدت بالفعل إلى تأجيل 819 ألف موعدًا وعمليات وإجراءات. من المرجح أن يصل الرقم إلى مليون ما لم يتم حل النزاع.
وقال رئيس اتحاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ماثيو تيلور، لصحيفة "الجارديان" الأسبوع الماضى أن تكلفة إضراب الهيئة كانت "مروعة" ويمكن أن ينتهى بها الأمر بفقدان مليارات الجنيهات الإسترلينية.
وأعلنت، لجنة الأطباء المبتدئين التابعة للجمعية الطبية البريطانية (BMA) عن إضراب لمدة أربعة أيام فى إنجلترا بين الساعة 7 صباحًا يوم الجمعة 11 أغسطس و7 صباحًا يوم الثلاثاء 15 أغسطس.
ومن المقرر أيضًا أن ينظم الاستشاريون إضرابًا جديدًا الشهر المقبل، قبل وقت قصير من عطلة البنوك فى أغسطس، فى 24 و25 أغسطس. هذا يعنى أنه سيكون هناك ستة أيام معطلة بشدة فى هيئة الخدمات الصحية فى إنجلترا فى أغسطس.
فى بيان، قال الرئيسان المشاركان للجنة الأطباء المبتدئين فى الجمعية الطبية البريطانية، الدكتور روبرت لورينسون والدكتور فيفيك تريفيدي: "ما كان يجب أن نصل أبدًا إلى النقطة التى نحتاج فيها إلى الإعلان عن جولة خامسة من الإضراب".
وأضافا: "تظل رسالتنا اليوم كما هي: تصرفوا كحكومة مسئولة، تعالوا إلى الطاولة للتفاوض معنا بحسن نية، وبعرض موثوق، لا تحتاج هذه الإضرابات إلى المضى قدمًا على الإطلاق. لقد قال لنا رئيس الوزراء أن المحادثات قد انتهت. لكن انتهاء المفاوضات أمر لا يعود له لاسيما وإنه لم يجلس إلى طاولة التفاوض."
وفى وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الحكومة عن زيادات فى أجور ملايين العاملين فى القطاع العام، بمن فيهم الأطباء، وقال سوناك إن الصفقة هى "العرض النهائي" ولن يكون هناك "مزيد من المحادثات بشأن الأجور".