ما أن ترتفع درجات الحرارة الشديدة فى فصل الصيف، يظهر أبناء القرى والنجوع فى مدن الأقصر المختلفة، وهم يرتدون ما يشبه الجلباب باللون الأبيض الناصع أسفل الجلباب البلدى الشهير، والتى يطلقون عليها "التقشيطة" أو "العراقة"، وهى إحدى أنواع الملابس التراثية التي تظهر بصورة كبيرة في فترات الحرارة الشديدة لتقيهم من الطقس والشمس الساخنة نهاراً، وتضفي أجواء من الأناقة أسفل الجلابيب مساءاً فى جلسات السمر والاحتفالات وحفلات الزفاف ويتباهى الجميع بمستوى وصناعة تلك القطعة التى لها عدة أسماء من تقشيطة وعراقة وقفطان وغيرها من الأسماء بين أبناء الصعيد.
"اليوم السابع" التقى بعدد من أهالى قرى ونجوع الأقصر لرصد سر ذلك الملبس الشهير باللون الأبيض والذي يظهر به الشباب والكبار فى فترات النهار فى منازلهم والطرقات بجوارها، ويرتدونها أسفل ملابسهم بصورة كبيرة فى فترات الحر الشديد، حيث يقول الحاج محمود مصطفى أبو الحمد إبن قرية الزناقطة شمال مدينة الأقصر، إن التقشيطة أو العراقة تعتبر إحدي الملابس التراثية العريقة التى يرتديها الجميع منذ عشرات السنين، فهى إحدى ملامح الصعيدي والتي يرتديها أسفل الجلباب البلدى فى الصيف خلال الطقس الحار، وفي الشتاء تكون أثقل لتدفئة الجسد، ولكن الاحتياج يشتد لها فى الصيف لمواجهة حرارة الطقس بارتدائها بمفردها فى المنزل وأثناء العمل فى الزراعات والجبال وغيرها من الأماكن المفتوحة ويكون الشمس فيها مباشرة والطقس حار.
ويضيف الحاج محمود مصطفى أبوالحمد معلم على المعاش، لـ"اليوم السابع"، أنه فى البداية يجلب قماش التقشيطة من بائعي الأقمشة المنتشرون حول الأقصر، وكل واحد على حسب حجم الجسد وطوله يتم شراء كمية القماش بالمتر، ويتوجه بها بعد ذلك إلى الخياط ليقوم بتفصيلها حسب المقاسات لتكون فى وضع يريح كل زبون فى فتحة الرقبة ووسع الأكمام، وبعد صناعتها يرتديها الشخص فهى مصنوعة من القطن الخفيف فتسمى "تقشيطة" فى الأساس لأنها تشبه القشطة فى خفتها، ووظيفتها فى الأساس أن تمتص العرق من الجسد وتساهم في فتح مسام الجلد للإنسان، ولذلك تعتبر رداء رسمى فى غالبية أرجاء الصعيد.
وأكد الحاج محمود مصطفى، على أن الزى الصعيدى زي جميل وتراثي ولكنه في الأساس يهدف إلى راحة الجسد ويعطى الطاقة في فصل الشتاء والصيف، حيث أن الجلباب هو الرداء الرسمي بأنواعه وأشكاله المختلفة، ففى الشتاء يتم تفصيل الجلابيب وما أسفلها من الصوف وغيرها من الأقمشة التى تساهم فى دفئ الجسد، أما فى الصيف فتصنع من القطن والأقمشة الخفيفة التى تساهم فى التهوية الجيدة للجسد، ويتربى الأطفال على حب الجلباب فى شتى مناحى حياتهم لكونه الرداء الزي يميز الصعايدة عن باقي أبناء مصر.
أما الشاب أسامة أحمد أحد أبناء قبيلة العبابدة فى محافظة الأقصر، إنه يرتدى الجميع الجلباب البلدى الرداء الرسمي لكافة المناسبات والحياة اليومية فى السواد الأعظم من القرى والنجوع، فالجلباب البلدي الذي يتم خياطته بأقمشة خفيفة يتم ارتداؤه فى الصيف، ويرتدى الصعيدى أسفله ما يسمى العراقة أو القفطان، وهو مصنوع من القطن الخام بنسبة 100%، حيث يخفف عليهم حرارة الطقس فغالبية أبناء قبيلته يعملون فى مجال مزارعهم في المواسم المختلفة والطقس فى الأقصر شديد الحرارة نهاراً ولذلك تعينهم تلك الملابس عند خلع الجلباب للعمل فى الأراضى على التخفيف من حدة الطقس فهى عبارة عن جلباب خفيف فضفاض بصورة كبيرة ويساهم فى دخول الهواء للجلد والجسد بصورة كبيرة.
ويضيف أسامة أحمد لـ"اليوم السابع"، أنه كما تقوم "العراقة أو القفطان" بدورها فى تخفيف حدة الطقس الحار في فصل الصيف والحرارة الشديدة، فهى ملبس لا بد منه فى فصل الشتاء والطقس البارد، حيث يتم ارتداؤها أعلى الكلسون لتسهم فى تدفئة الجسد أسفل الجلباب البلدى، مؤكداً على أن غالبية الصعايدة وأهل قرى ونجوع الأقصر يعتبر الجلباب البلدى وأسفله القفطان لديهم الزي الرسمي فى حياتهم بأكملها، فتوجد لديهم فى الدولاب عدة جلابيب وعراقات ليرتدوها في كافة المناسبات الدينية والاحتفالات وحفلات الزفاف وواجب العزاء، وتختلف ألوانها حسب المناسبة.
فيما يقول ممدوح العتمانى إبن الأقصر، إن الرداء الأبيض اللون أسفل الجلباب له عدة أسماء منها "التقشيطة والعراقة والتلبيسة والقفطان"، حيث إنه يتم تفصيله عند الترزى المتخصص فى صناعة الجلابيب فيقوم بأخذ مقاسات الشخص ويقوم بتوسعتها لتلائم ارتفاع درجات الحرارة، فهو رداء من التراث الصعيدي الأصيل يتم ارتداؤه أسفل الجلباب، موضحاً أن العراقة ليست رخيصة الثمن كما يشاع، ولكنها قد يصل سعرها لـ400 و600 جنيه، حيث يقوم الزبون بشراء القماش من القطن الخام حسب الطول من 3 لـ4 أمتار بسعر يصل لحوالي 300 و400 جنيه، ويتوجه به للخياط بعد أخذ المقاسات ليقوم بتفصيله بالشكل المطلوب فى فترة من أسبوع لأسبوعين ويتقاضى من 150 لـ250 جنيه فى التفصيل ويصل سعر القطعة الواحدة بالكامل من 400 لـ600 جنيه تقريباً.
ويضيف ممدوح العتمانى لـ"اليوم السابع"، إن العراقة أو التقشيطة تساهم فى تخفيف حدة الصيف فيوجد لديهم من يعملون منذ طفولتهم فى المناطق الجبلية فى المزارع وتربية المواشي والطيور وغيرها، ولذلك لابد أن يرتدي الشاب منذ نعومه أظافره ذلك الرداء أسفل الجلباب ليساهم فى امتصاص العرق أسفل الجلباب بجانب إتاحة التهوية الجيدة للجسد أثناء فترات العمل فى النهار، فهو الزى التراثى الطبيعى لأبناء الصعيد.
أسامة أحمد يشرح أهمية العراقة والقفطان أسفل الجلبات فى الصيف
أسامة أحمد يواجه الحر بالتقشيطة الفضفاضة
التقشيطة تصنع من القطن الخام وتمتص العرق من الجسد
التقشيطة سعرها من 400 لـ600 جنيه حسب جودة القماش وطول الشخص
التقشيطة من القطن وتساهم فى فتح مسام الجلد للإنسان فى الحر
التقشيطة والعراقة الزي التراثى الرسميى فى الأقصر
التقشيطة والعراقة الزي الرسمي أسفل الجلباب فى الحر الشديد
الحاج محمود العتمانى إبن قرية الزناقطة يتحدث لليوم السابع
الحاج محمود العتمانى يشرح أهمية التقشيطة والعراقة بالصيف
الحاج محمود العتمانى يشرح طريقة عمل التقشيطة
الشاب ممدوح العتمانى يتحدث لليوم السابع
الشاب ممدوح يشرح أهمية التقشيطة أسفل الجلباب
الشباب فى القرى يرتدون التقشيطة والعراقة أسفل الجلابيب
الشباب يرتدون التقشيطة والعراقة أسفل الجلباب
جميع الشباب يرتدون التقشيطة والعراقة أسفل الجلابيب
التقشيطة سر الصعايدة فى التخفيف من الطقس الحار
التقشيطة مصنوعة من قماش خفيف لتهوية الجسد فى الحر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة