عاش القائد القرطاجى حنبعل فى القرنين الثالث والثانى قبل الميلاد، حيث ولد 249 قبل الميلاد وتوفى فى عام 182 قبل الميلاد، وقاد حنبعل جيوش قرطاج فى الحرب البونيقية الثانية واجتاز جبال الألب حتّى وصل إلى حوض نهر إلبه بإيطاليا متفوقًا على الإمبراطورية الرومانية.
ويُنسب إلى حنبعل اختراع العديد من التكتيكات الحربية في المعارك لا زالت معتمدة حتى اليوم وقد طبقت تكتيكاته العسكرية فى العديد من المعارك القديمة والحديثة، حتى أنها استخدمت فى العصر الحديث حيث يقول الجنرال الأمريكى نورمان شوارزكوف: "تعلمت الكثير من حنبعل، حيث طبقت تكتيكاته في التخطيط لحملتي في عاصفة الصحراء".
تبرز عبقرية التخطيط الذى قام به حنبعل فى عدة محطات، لعل أبرزها عبوره الانتحارى لجبال الألب، وأيضًا معركة كاناى، التى كلّف فيها الخيالة بمواجهة الخيالة الرومان، مع توجيه الأمر للمشاة بالتقهقر ثمّ تطويق المشاة الرومان، فأصبح الجيش الرّومانى محاصرًا بالجيش القرطاجى من كل الجهات، وبذلك انتصر الجيش القرطاجى.
كان أبوه حملقار برقا قائداً للقرطاجيين في الحرب البونيقية الأولى، وكان أخواه صدربعل وماجو من أعظم قادة القرطاجيين، وكان شقيقاً لزوجة القائد صدربعل العادل، وصف المؤرخون حنبعل بأنه أسوأ كوابيس روما وبكاسر هيبتها حتى أنهم عندما يخشون وقوع كارثة يقولون: "حنبعل على أبوابنا".
عاش حنبعل خلال فترة من التوتر في حوض البحر المتوسط، عندما حاولت روما فرض سطوتها على القوى العظمى في المنطقة مثل قرطاجنة ومملكة مقدونيا الهلستينية وسرقوسة والإمبراطورية السلوقية وكانت أكبر إنجازاته خلال الحرب البونيقية الثانية، عندما سار بجيش يضم فيلة حربية، من أيبيريا إلى شمال إيطاليا عابراً جبال البرانس وجبال الألب.
في سنواته القليلة الأولى في إيطاليا، حقق ثلاثة انتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي، وخلال 15 عام، احتل حنبعل معظم إيطاليا مع ذلك اضطر إلى أن يعود لمواجهة الغزو الروماني لشمال أفريقيا، وهناك، هزمه سكيبيو الأفريقي في معركة زامة.
بعد الحرب، أصبح هنبعل حاكماً لقرطاجنة، وعندئذ قام بسن العديد من الإصلاحات السياسية والمالية ليتمكن من دفع تعويضات الحرب المفروضة على قرطاجنة لروما. كانت هذه الإصلاحات لا تحظى برضا الطبقة الأرستقراطية القرطاجي فوشت به لروما، ففرض عليه النفى وخلال منفاه، عاش في الإمبراطورية السلوقية، حيث قام بدور المستشار العسكري لأنطيوخس الثالث في حربه ضد روما وبعد هزيمة أنطيوخس، إضطر إلى قبول شروط روما، وفر هانيبال مرة أخرى إلى مملكة أرمينيا، واستقر في بيثينيا، حيث ساعدهم على تحقيق فوز بحري بارز على أسطول من بيرجامس وبعد ذلك تعرض للخيانة وكان من المفترض ان يسلم إلى الرومان، إلا أنه آثر تناول السم الذي قيل أنه احتفظ به في خاتم لبسه لوقت طويل على أن يموت أسيرًا في يد الأعداء.
يعتبر حنبعل واحدًا من أعظم القادة العسكريين في العصور القديمة ويعتبره الكثير من قادة العصر الحديث أمثال نابليون بونابرت ودوق ولينجتون ومصطفى كمال اتاتورك، يعتبرون حنبعل "قائداً استراتيجياً موهوباً" كما تناولت العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية قصة حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة