تحل علينا اليوم الخميس، الذكرى الـ 100 لميلاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذي ولد في 3 أغسطس 1923 في منزل مبني من الطين، والطوب اللبن وسقفه من العروق الخشبية وجريد النخيل على الضفة الغربية لنهر النيل بقرية سلام التابعة لمركز أسيوط.
وما زال هذا المنزل هو مصدر البركة للعديد من أقباط القرية الذين يعتبرون المنزل له طبيعته الخاصة كونه كان مكانا لمولد واحد من أشهر الباباوات .
قصة ميلاد البابا شنوده بقرية سلام بمحافظة أسيوط
ولد البابا شنوده الثالث لأسره من مركز سلام ، حيث كان والده من ذات القرية أما والدته فكانت من مركز أبنوب محافظة أسيوط وتحديدا من قرية الحمام ، وكانت تسمي بلسم جاد، وأصيبت والدته بعد ولادته بحمي النفاس فتركته رضيعا فأرضعته إحدي مسلمات القرية ، وكانت تسمي "الحاجه صابره " مع طفلها الذي كان في نفس عمر البابا شنوده حينها، وشاركت نساء القرية إرضاع هذا الصغير ورعايته حتى اشتد عوده، وتم تسميته حينها " نظير جيد روفائيل ".
وانشغل أشقاؤه به بعد وفاة والدته، ما أنساهم تسجيل اسمه في دفاتر المواليد ولم يستخرج له شهادة ميلاد .
حياته في أسيوط وزيارته لها مرتين
عاش الطفل نظير جيد روفائيل، في محافظة أسيوط 6 سنوات، انتقل بعدها برفقة إخوته إلي مدينة أسيوط وبعدها سافر مع شقيقة الأكبر روفائيل ليعيش معه في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، تاركا منزله البسيط بأسيوط، وعندما جاء سن دخول المدارس اضطر شقيقه إلى الحاقه بمدرسة أهلية بسبب عدم وجود شهادة ميلاد له، ولم يزر أسيوط بعد ذلك سوى مرتين، الاولى في عام 1952 لمرض والده حيث اصطحبه للعلاج في القاهرة وتوفي، أما الزيارة الثانية فقد كانت بعد أن تقلد كرسي البابوية في عام1972 وزار كنيسة الملاك بمدينة أسيوط وبات ليلته في الدير المحرق".
أقاربه بقرية سلام البابا شنوده فخر قريتنا
وقال وجيه صدقي، أحد أبناء قرية سلام، إن أقارب البابا شنودة، تركوا القرية التي ولد بها منذ سنوات ، ومنهم من يعيش في مدينة أسيوط ومنهم من يقيم بالقاهرة .
وأضاف أنه على الرغم من مغادرة البابا شنودة لقرية "سلام " منذ صغره والتي شهدت مولده إلا أن البلد كلها تفتخر به لأنه رجل سلام، وتوفيت والدته بعد ولادته بـ 3 أيام فقط، بعدها رضع من عدد كبير من سيدات قرية سلام، لكن والتي كانت ترضعه بصفة منتظمة الحاجة «صابرة» أو أم رمضان كما كان يطلقون عليها في القرية ، وهذه السيدة تحدث عنها البابا في إحدى المرات عندما قال إنه رضع من سيدة مسلمة، وكان للحاجه صابرة ولد وبنت .
وقال صفوت لطيف رياض أحد أهالي قرية سلام، إن البابا شنوده ستظل ذكراه باقيه تحكي للأجيال وكيف كان هذا الرجل وطني حتي النخاع وسيظل منزله بقرية سلام شاهده علي ولاده أهم رجال الكنيسة المصرية التي دافع عنها وعن كل القضايا الوطنية في مصر .
وأضاف صفوت، أن البابا شنودة له تقدير كبير عند المسلمين والمسيحيين علي حد سواء وطفولته هنا في قرية سلام اكبر دليل علي الوحدة الوطنية، حيث أرضعته إحدي مسلمات القرية وظل هنا لعدة سنوات حتي سافر مع شقيقه ليبدأ حياته التعليمية وحياة الرهبنه التي خلدتها الكتب والمقالات الكثيرة، حيث كانت رحلة مليئة بالعطاء لكل المصريين ، ونتمني الاهتمام بمنزله حتي يظل شاهدا علي حياة هذا الرجل ومصدر بركة لكل المسيحيين هنا في قريته.
وكان للبابا شنودة مواقف وطنية عظيمة خاصة في قضية الأراضي المحتلة وتحذيراته المستمرة لأقباط المهجرة من اللجوء إلى دول أجنبية للدفاع عن قضيتهم ، قائلا " المسيحيون مصريون والدستور المصري يكفل لهم حقوق المصريين ولا داعي لأي تدخل أجنبي.
دراسة البابا شنودة حتي الرهبنة
اجتاز مراحله التعليمية الأولى التحضيرية والابتدائي في دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، متنقلًا مع شقيقه الأكبر روفائيل بحسب تنقلات عمله، والتحق بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر بالقاهرة، وأتمَّ دراسته الثانوية بالقسم الأدبي بمدرسة (راغب مرجان) بالفجالة.
بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمهمشة بالقاهرة عام 1939م، وفي نفس العام تعَلَّم قداسته قواعد الشعرِ.
دخل البابا شنوده دير السريان قاصدًا الرهبنة عام 1953 حتى صارأسقفًا للتعليم، والتحق بجامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947.
بعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية ، ثم دخل الخدمة العسكرية ضابطاً برتبة ملازم بالجيش، ورسم راهباً باسم (أنطونيوسالسرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير.
بعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً، أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ اسقفاًللمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وأصبح أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
يذكر أن البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، ولد فى مثل هذا اليوم، 3 أغسطس لعام 1923، ورحل عن عالمنا فى 17 مارس لعام 2012
ولد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل، وهو البابا رقم 117، كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف يصبح البابا بعد البابا يوأنس التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1944 - 1945) ويوساب الثاني (1946 - 1956).
خلال حياته عرف البابا شنودة الثالث بكونه كاتبا إلى جانب وظيفته الدينية العظمى التي شغلها، فكان ينشر مقالات في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة ، ولقب بالعديد من الألقاب منها بابا العرب ومعلم الأجيال والأسد المرقسى وفم الذهب وشمعةالقرن وأثناسيوس القرن العشرين، وغيرها من الألقاب التي تؤكد على عظمة وقيمة ومكانة هذه الشخصية، حيث يعتبر واحداً من أعظم رجال القرن الماضى فى الفكر والإدارة والسياسة والكتابة والحكمة والمودة والرحمة والوطنية.
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(1)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(2)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(3)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(4)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(5)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(6)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(7)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(8)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(9)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(10)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(11)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(12)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(13)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(14)
منزل-البابا-شنودة-الثالث-(15)