تستعد دار سوثبى الشهيرة للمزادات لعرض صور نادرة وقديمة من البعثة المنكوبة إلى منطقة القطب الشمالى بقيادة السير جون فرانكلين، ضابط البحرية الملكية البريطانية والمستكشف، وهى البعثة التى لفتت الانتباه إليها بسبب اختفائها الغامض ومحاولات يائسة لإنقاذها، وحكاياتها عن أكل لحوم البشر.
وتعرض دار سوثبى، مجموعة من الصور لـ فرانكلين وزملائه من كبار الضباط، التُقطت فى مايو عام 1845، قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق رحلتهم البحرية، للبيع فى لندن، بتاريخ 21 سبتمبر المقبل، حيث من المتوقع أن تجلب ما يصل إلى 200 ألف جنيه إسترليني، أى ما يعادل 253 ألف دولار، وفقا لموقع "سى إن إن" عربية.
ومن جهتها، قالت إميلى بيرمان، رئيسة قسم الصور لدى دار "سوثبى للمزادات: "من النادر لنا أن نحصل على عناصر بهذه الأهمية التاريخية وهى ملكية خاصة، أى ملكية عائلة السير جون فرانكلين من خلال النسب المباشر.. ثم تتاح لنا الفرصة لعرضها أمام الجمهور".
لوحة عن النهاية المأساوية للبعثة رسمها دبليو توماس سميث
بتكليف من زوجة فرانكلين، جين، تمثل هذه المجموعة من صور كاميرا "الداجيرية" - وهى أول شكل ناجح من التصوير الفوتوغرافي - آخر صور التقطت للرجال الـ14 التى افترض أنها كانت مفقودة حتى الآن.
ولفتت بيرمان إلى أنّ "زوجة فرانكلين كان لديها تنبؤ مستقبلى بتخليد هذه اللحظة المهمة والتاريخية لهذه الرحلة الاستكشافية التى كانت على وشك البدء، وهو أمر مؤثر للغاية عند النظر إلى الماضى، بالطبع، لأنهم اختفوا بعد ذلك".
وفى 19 مايو 1845، انطلق فرانكلين فى بعثة ضمت سفينتين وطاقم مكون من 134 رجلاً، بهدف استكشاف 500 كيلومتر من ساحل القطب الشمالي، لاستكمال رسم الممر الشمالى الغربى، وقد تم تجهيزهم بما يكفى لثلاث سنوات من الإمدادات الغذائية المحفوظة.
لكن بعد مرور عامين من دون أى اتصال من قبل البعثة، طلبت السيدة فرانكلين من مكتب الأميرالية والشئون البحرية فى لندن، إرسال فريق بحث، وانتظروا عامًا آخر، نظرًا لكمية الإمدادات الموجودة، قبل بدء جهود البحث والإعلان عن مكافأة تعادل مليونى جنيه إسترلينى (2.5 مليون دولار) من أموال اليوم.
الصور الأخيرة للبعثة
ومثل هذه المكافأة الكبيرة، دفعت إلى إجراء العديد من عمليات البحث، حيث فقد المزيد من الرجال والسفن أثناء البحث عن فرانكلين ورجاله مقارنة مع البعثة الأصلية ذاتها، وبعد سنوات، فى عام 1854 تحديدًا، قيل للمستكشف الاسكتلندى جون راى، من قِبل صيادى الإينويت، أنّ السفينتين قد حوصرتا فى الجليد، وتوفى الرجال بسبب البرد، كما أنهم لجأوا إلى أكل لحوم بشرية.
عند اكتشاف السفينتين فى القرن الـ21 من خلال خدمة الحدائق الوطنية الكندية والمجتمعات الإينويتية – تم العثور على سفينة HMS Erebus عام 2014، وسفينة HMS Terror عام 2016، وبينما لا يزال مصير البعثة المأساوى غامضًا إلى حد كبير، استمر فى جذب اهتمام الجمهور، رغم مرور سنوات على الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة