ابتكر باحثون كوريون روبوت يمكنه تدمير نفسه ذاتيا دون أن يترك أي أثر سوى بقايا زيتية، وذلك من خلال العمل باستخدام تقنيات الروبوتات المرنة، وهي أجهزة مكونة من مواد مرنة يمكنها التحرك والشفاء والنمو مثل الكائنات الحية، حيث أمضى الباحثون عامين في تطوير مواد قوية بما يكفي لدعم روبوت يعمل بكامل طاقته ولكنه قادر على التفكك.
روبوتات مرنة
وفقا لما ذكره موقع "techxplore"، يمكن لهذه القدرة أن تضمن عدم تعرض البيانات الحساسة الموجودة على متن الروبوتات المستخدمة في مهام المراقبة والاستكشاف والنقل للعدو أو لمصادر أخرى غير مصرح بها، ويمكن أيضًا استخدام مثل هذه الروبوتات في مهام البحث في المواقع الخطرة أو المناطق الخطرة بيئيًا.
وقال الباحث مين ها أوه، وهو طالب دراسات عليا في جامعة سيول الوطنية والذي عمل في المشروع: "لقد قمنا بمحاكاة الموت في دورة حياة يمكن للروبوت أن يقضي فيها على نفسه".
لم تكن الروبوتات المرنة السابقة التي تحتوي على مادة السيليكون المرنة بالحرارة والمناسبة للتدمير الذاتي، كانت المادة مقاومة للحرارة والأحماض والمواد الكيميائية، وعلى الرغم من أنها جيدة بسبب متانتها، إلا أنها غير مقبولة للهدم الذاتي.
وبدلاً من ذلك، قام الباحثون الكوريون بتطبيق مادة على راتينج السيليكون الذي يطلق أيونات الفلورايد عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية، فعندما يقوم المشغلون بتشغيل مصابيح LED مدمجة للأشعة فوق البنفسجية لبدء تسخين المادة، يبدأ الروبوت في التفكك، ويتحلل في أقل من ساعتين، تاركًا خلفه سائلًا زيتيًا فقط.
وقال أوه: "لقد صنعنا روبوتًا قابلاً للتشوه والتحلل بالكامل وأظهرناه في سيناريو استكشافي افتراضي"، مضيفا "في ظل سيناريوهات معينة حيث يكون التفكك مرغوبًا، بما في ذلك إكمال المهمة، أو الاكتشاف من جانب الأعداء، أو التخلص الذي يتطلب تقليل الحجم، يمكن أن يتعرض الروبوت للأشعة فوق البنفسجية ويتحلل إلى شكل غير قابل للاسترداد."
وأدى مفهوم آليات التدمير الذاتي إلى ظهور منتجات مثيرة للاهتمام على مر السنين، حيث ابتكر باحثون في جامعة هيوستن في تكساس دوائر تعمل على التدمير الذاتي عند تعرضها لجزيئات الماء، ولن ينطبق هذا على سيناريوهات الحرب فحسب، بل على الطب أيضًا.