تمثل الأعمال الغريبة نوعا من أنواع الفن الذى يروج أحيانا بسبب غرابته وفى هذا التقرير نتوقف مع الأعمال الفنية الأكثر غرابة والتى طرحت فى زمن الفن المعاصر طوال القرن العشرين وكذلك بعض الأعمال الحديثة جدا.
تمثال الدم
كل خمس سنوات على مدار خمسة أشهر يسحب الفنان البريطاني مارك كوين 5 لترات من دمه ويسكبها في قالب شفاف ومبرد لوجهه، والنتيجة هي سلسلة دائمة الصور الذاتية التي يمكن للفنان أن يدعي فيها بشكل شرعي أنه صب نفسه أكثر من أي فنان جاء قبله بالنسبة لبعض المراقبين فإن سلسلة "الذات" الحالية ليست أكثر من حيلة مروعة ، بالنسبة لنقاد آخرين يجسد العمل مساهمة مؤثرة وجريئة في تقليد تمثيل الذات الذي ساهم فيه فنانين عظماء مثل رامبرانت وفان جوخ وسيندي شيرمان، وهو عمل يسلط الضوء بعمق على هشاشة الوجود.
تمثال الدم
وعاء دوشامب
هناك أيضا وعاء دوشامب للنفايات إذ قام الفنان في مرحلة ما بتجربة البراز نفسه ومحاولة تمريره على أنه عمل فنى وفي عام 1961 قام الفنان الإيطالي الطليعي بييرو مانزوني "الذي ترك المراقبين في حالة من الذهول عندما قدم بالونًا مليئًا بأنفاسه كعمل فنى بإبراز مفاجأة أخرى وهى وضعه فضلات الحشرات في 90 علبة من الصفيح زنة 2700 جرام ويُعتقد أن العمل هو رد على تعليق ساخر قاله والده الذي كان يمتلك مصنعًا للتعليب والذى شبه عمله بالفضلات وفي عام 2016 ، بيعت إحدى علب علب ابنه في مزاد بمبلغ 275 ألف يورو (245 ألف جنيه إسترليني).
سرير تريسى أمين
وعلى الرغم من أن السرير كان بمثابة دعامة لا غنى عنها في بعض أعظم الأعمال الفنية الغربية من Titian's Venus of Urbino إلى غرفة نوم Van Gogh في أرل، ومن Goya عاريًا وصولا إلى عمل Henry Fuseli الشيطاني The Nightmare إ غير أن تركيب الفنانة البريطانية تريسي أمين لسريرها الأشعث كان ملفتا وقد ضمه معرض جائزة تيرنر لعام 1998 حيث كان معبرا عن نوبة اكتئاب في حياة الفنانة معبرة عن حتالة محاطة بالحطام المادي ونفسية تعاني، وسرعان ما أصبح السرير المبعثر بمثابة مثال لأولئك الذين يجادلون بأن الفن المعاصر قد ضل طريقه.
تريسى أمين
حشرات وعناكب
لا مكانس كهربائية ولا منفضات الريش: هذا هو الأمر الذى تم إصداره لموظفى التنظيف فى متحف ريجكس فى أمستردام كجزء من معرض يستكشف التصورات عن الحشرات فى الفن والعلوم عبر العصور، حيث سمح المتحف الوطنى الهولندى للحشرات بالنمو ف فى شقوقه وأركانه خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقالت جوليا كانتيلبيرج، مساعدة القيم الفنى، إن توماس ساراسينو وهو فنان أرجنتينى مقيم فى برلين، شجعهم على رسم تراكمات شبكات العنكبوت أينما ظهرت وفقا للجارديان البريطانية.
وقالت إنه يتم التعامل مع الشبكات المتآلفة من الحشرات على أنها قطع فنية، كما لو كانت The Night Watch من قبل الفنان الهولندى الشهير رامبرانت أو The Milkmaid by Vermeer، وهما اثنتان من روائع المتحف الرئيسية.
وقالت: "لقد تحدانا ساراسينو أن نعترف بشبكات العنكبوت التى نتعايش معها بالفعل فى متحف ريجكس، هذا يعنى أنه كان علينا تغيير إجراءاتنا وعدم إزالة العناكب وشبكاتها من الأماكن العامة، قبل افتتاح المعرض بثلاثة أشهر، طُلب من عمال النظافة عدم إزالة العناكب وشبكاتها، كنت أتجول أسبوعيًا منذ ذلك الحين لاكتشاف المكان الذى بدأت فيه الشبكات فى الظهور".
وفى العصور الوسطى، ارتبطت السحالى والحشرات والعناكب بالموت والشيطان فى الثقافة الأوروبية، لكن المعرض يشير إلى أنه فى القرنين السادس عشر والسابع عشر كان هناك إعادة تخيل لدور الحشرات بعد أن سمح المجهر للفنانين والعلماء بتقدير الجمال الذى لم يكن دائمًا واضحًا.
عناكب
لوحات القشور والعظام
من عظام وقشور الأسماك قامت الفنانة الأوكرانية إلينا زورافزكايا بصنع لوحات فنية مدهشة من عظام السمك وقشوره، وحتى من عيونه فى بعض الأحيان، لتكون بذلك أول فنانة تستخدم عظام السمك فى صنع لوحات فنية فى العالم، كما قامت بتطوير طرق خاصة لتسهيل التعامل مع هذه العظام الرقيقة، وصنع لوحات فى غاية الإتقان والروعة منها.
وذكرت صحيفة ذى صن البريطانية أن الفنانة الأوكرانية بدأت فى استخدام هذه المواد الغريبة فى لوحاتها منذ عدة سنين، التى لا تجد صعوبة فى الحصول عليها، فزوجها صياد للسمك، وهى مع عائلتها من محبى لحوم السمك، كما أن أصدقاءها وجيرانها يجمعون لها عظام السمك من بقايا وجبات الأسماك التى يتناولونها، وتقدم قطتها خدمة كبيرة فى تنظيف العظام من بقايا اللحم.
تستخدم هذه الفنانة أدوات معينة لتنفيذ أعمالها، مثل مطرقة صغيرة وأعواد أسنان، وفرشاة لتنظيف خلفية اللوحة، وطلاء أظافر لتلميع العظام والقشور، وصمغ لتثبيتها.
لوحات القشور والعظام