صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون فى عمان كتاب "صورة البطل فى الشعر الأندلسى فى عصر الموحدين (540-667هـ)"، للكاتبة أفنان منير زلوم، والذى يبرز قدرة شعراء عصر الموحدين فى تعبيرهم عن الوقائع والأحداث فى ذلك العصر، وخاصة المفصلية منها، وتحديدًا فى عصر الموحدين فى الفترة التاريخيّة الممتدة بين عامى "540 -667هـ".
وتؤكد الباحثة زلوم أن الشعر الأندلسى انخرط بصورة فاعلة ومؤثّرة فى الأحداث التاريخية التى شهدتها الأندلس، كما يتضح فى شعر وصف الحروب وتمجيد الانتصارات والأبطال، وشعر الاستنجاد ورثاء المدن، ولمّا كان عصر الموحّدين قد شهد انتصارات مؤازّرة للمسلمين، كما في موقعة الأرك (591هــ)، وكذلك هزائم مفصليّة نكراء، مثل هزيمة العقاب (609هـ)، كان لا بدّ للشعر أن ينهض لأداء دوره فى هذه المواجهات، ويحثّ على الصبر وتمجيد البطولة والأبطال الذين حققوا الانتصارات سواءً أكانوا قادة أم أمراء أم خلفاء أم جنودًا أم شهداء أم متطوعين وإبراز فضائلهم وبطولاتهم، ويبحث عنالأبطال في أوقات الهزائم ويستنهضهم بكلّ ما أمكن من الوسائل البلاغية والفنيّة.
وتكمن أهمية الدراسة فى بيان مدى اهتمام شعراء عصر الموحدين بالبطل واعتزازهم به، فالبطل فى عصر الدولة الموحدية لا يقل أهمية عن البطل في باقي العصور السابقة، فقد ضمّت بعض الدراسات الأدبية أبحاثًا كان موضوعها البطل والبطولة في الشعر في عصور مختلفة، وقدمت هذه الدراسات والأبحاث صورة البطل للقارئ بمفاهيم وأبعاد مختلفة تبعًا لمعطيات كل عصر وحيثياته وبيّنت إلى أي مدى تأثر الشعراءُ بالبيئة والمجتمع المحيط بهم بحيث تشكلت لديهم صورة البطل من وجهة نظرهم من خلال الأحداث التي شهدها الشعراء بما فيها من أحداث سياسيّة، واجتماعيّة، وفكريّة، وعقائديّة. أما صورة البطل في الشعرالأندلسي في عصر الموحدين فهي صورة متأثرة بالبيئة والظروف التي عاشتها الأندلسُ في ذلك العهد.
ويشتمل الكتابُ على خمسة فصول هي: الأبعاد البطولية في الشعر الأندلسي فيعصر الموحدين، ويعرض الفصل ثلاثة أبعاد مهمة ساهمت في إعداد البطل وتهيئته، تتمثل في البعد المادي، والبعد المعنوي، والبعد الفكري.
ويبحث الفصل الثاني في أنماط البطل في شعر الموحدين، ومنها: البطل المحارب، والبطل المجاهد، والبطل القائد، والبطل الشهيد.
في حين يتحدث الفصل الثالث عن أبو يوسف يعقوب الموحدي البطل النموذج فيمعركة الأرك، والقصائد الشِّعرية التي تناولت الخليفةَ أبا يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن.
ويَكْشفُ الفصل الرابع عن الأسباب التي أدت إلى غياب البطل، وقد عبّر الشعراءُ عن ذلك من خلال رثاء مدن الأندلس. في حين يقف الفصل الخامس على الخصائص الفنيّة في شعر البطولة في عصر الموحدين، إذ يدرس عدة جوانب، منها: بناء القصيدة. الصورة الشعرية. الصّنعة البديعية.
غلاف الكتاب