أن يتم اختيار يوم ميلادك ليكون اليوم العالمى لكتب الأطفال، فإن ذلك يدل على عمق المكانة فى هذا العالم، وهو ما حدث مع هانز كريستيان أندرسن الكاتب والشاعر الدنماركى، الذى تحل اليوم ذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا فى الرابع من أغسطس عام 1875 بعد حياة حافلة فى عالم الكتابة للأطفال.
ورغم كونه كتب فى مختلف حقول الأدب كـ"الرواية، والنص المسرحى، والشعر"، إلا أن موهبته تجلت فى مجال الحكايات الخرافية التى برع فى كتابتها ليحتل مكانة بارزة على مستوى العالم، فحكاياته تأخذ من ناحية الشكل قالب الحكاية الشعبية، وبعضها ينطلق من القصص الخرافية التى سمعها عندما كان صغيراً، كما أن حكاياته، رغم بساطتها، تحمل مستويات عدة في بنائها.
نقلت أشعاره وحكاياته إلى أكثر من 150 لغة واستوحى من حكاياته أفلام ومسرحيات، وعروض باليه، ورسوم متحركة ومن أشهر قصصه بائعة الكبريت وجندى الصفيح وملكة الثلج والحورية الصغيرة وعقلة الإصبع وفرخ البط القبيح.
التقى هانز كريستيان أندرسن صدفة بملك الدنمارك جوناس كولن، الذى أبدى اهتماما بموهبته، وألحقه بمدرسة ابتدائية فى سلاجنسه ودفع مصاريف الدراسة، وكان أندرسن قد نشر أولى رواياته حتى قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، وهي شبح قبر بالناتوك، عام 1822.
تابع دراسته في سلاجنسه وفي مدرسة في إلسينور حتى 1827، وهي فترة قال عنها فيما بعد أنها كانت أحلك وأمر سنوات حياته، حيث كان اضطر للعيش في منزل ناظر المدرسة، الذي أساء معاملته بحجة "صقل شخصيته" كما كان الشخص الغريب بين زملائه الطلبة حيث كان أكبر سنا من أغلبهم وعانى أيضا من عسر القراءة وقد ذكر أن هذه الحالة أدخلته في مرحلة اكتئاب.
كتب عام 1829 أول عمل أدبي تحت عنوان "السفر سيرا على الأقدام من قناة هولمن إلى الرأس الشرقي لجزيرة آما"، وبعده كتب مسرحية "حب في برج نيكولاي" وفي عام 1831 اصدر كتاب في أدب الرحلات بعنوان "صور الظل" وصدرت روايته الأولى في العام 1835 بعنوان "الفنان المرتجل" وبعدها كتب مجموعة من القصص الخرافية من أهمها "حورية البحر الصغيرة" التي تعد نقطة انطلاقته الفنية.
في يونيو 1847 زار إنجلترا لأول مرة ودعاه الكاتب البريطانى الشهير تشارلز ديكنز للإقامة في منزله لأسبوعين، إلا أن أندرسن مكث لستة أسابيع لدى الكاتب الإنجليزى ويقال أن ديكنز استوحى منه شخصية أوريا هيب فى "ديفيد كوبرفيلد".