تخيل الاستيقاظ قبل الفجر كل يوم لجلب الماء لعائلتك، هو سفر إلى أقرب مصدر للمياه على بعد أميال، مع وعاء صغير فقط لحمل القليل من الماء وسط الحرارة الحارقة أو الأمطار الغزيرة، ومحاولات لتجنب الحيوانات الخطرة والغرباء على طول الطريق، هذا هو الواقع الذى تعانى منه النساء في بعض الدول الإفريقية، فندرة المياه مشكلة مستمرة في المنطقة وتغير المناخ يزيدها سوء، وتحمل النساء العبء الأكبر من هذه الأزمة، حيث يتحملن مسؤولية جلب المياه والطهي والأعمال المنزلية الأخرى، ولا يجدن الوقت لممارسة حقوق اخرى كالتعليم.
آثار تغير المناخ واضحة في القارة الافريقية، حيث تؤدى ندره المياة إلى فشل المحاصيل وتآكل وفقدان سبل العيش بسبب الظواهر الجوية الشديدة مثل الجفاف والفيضانات، فمن المتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد إلى فقدان 75 ٪ من الأراضي في المنطقة، والنساء في المنطقة معرضات بشكل خاص لآثار تغير المناخ، حيث يعتمد الكثيرون على الزراعة وصيد الأسماك لكسب عيشهم وهم مسؤولون عن جمع المياه واستخدامها.
وأظهرت النتائج للعديد من الدراسات أن النساء يواجهن ندرة المياه وتحديات تغير المناخ، وهم عرضة للأمراض التي تنقلها المياه والعنف القائم على نوع الجنس، وأن مشاركة المرأة في إدارة المياه واتخاذ القرار كانت محدودة، مما أثر على قدرتها على التأثير في السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بإدارة المياه، وكانت النساء معرضات بشكل خاص لآثار تغير المناخ بسبب عوامل مثل وضعها الاقتصادي وضعف التعليم والأعراف الثقافية والتهميش السياسي.
يخلق تقاطع النوع الاجتماعي وتغير المناخ وندرة المياه تحديًا معقدًا يتطلب نهجًا شاملاً وشاملا، وهناك ست خطوات من شأنها تحسين الوضع، لابد ان تشمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء ندرة المياه، وإشراك المرأة في إدارة المياه واتخاذ القرار.
أزمة المياه لا تقتصر على أفريقيا فقط ، ففي عام 2019 لم يكن لدى ما يقرب من 60 مليون نيجيري خدمات مياه الشرب الأساسية، وعلى الصعيد العالمي يتعين على 122 مليون شخص جمع المياه غير المأمونة من الجداول أو البرك، و يفتقر ملياري شخص إلى مياه الشرب المأمونة، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإنه يتسبب سوء المياه والصرف الصحي والنظافة في وفاة 1.4 مليون شخص سنويا ويقصر عمر 74 مليون شخص، وما يقرب من نصف جميع مياه الصرف الصحي من المنازل على مستوى العالم، والتي تحتوي على مواد سامة من المراحيض والمصارف والمصارف والمزاريب، وتتدفق عائدة إلى الطبيعة دون معالجة مناسبة، وتتعرض النساء والفتيات بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، لأنهن غالبًا ما يكونن أول من يجمع ومستخدمي موارد المياه في هذه المجتمعات.
ويمكن للحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية اتخاذ الخطوات التالية للتأكد من أن جهودها لمعالجة ندرة المياه تراعي الفوارق بين الجنسين وشاملة، تثقيف المرأة وتمكينها، حيث يعد التعليم أمر بالغ الأهمية في تمكين المرأة من المشاركة في إدارة المياه وصنع القرار، وإن بناء مهارات المرأة ومعارفها تمكنها من القيام بدور أكثر فاعلية في معالجة أزمة المياه.
ويعد إشراك النساء في إدارة المياه وصنع القرار حيث انه غالبا ما تتأثر النساء بشكل غير متناسب بندرة المياه، حيث أنهن مسؤولات عن جلب المياه والطهي وغير ذلك من الأعمال المنزلية، يمكن أن يساعد إشراكهم في القرارات على ضمان مراعاة احتياجاتهم واهتماماتهم.
ولابد من دعم الشركات الناشئة والشركات التي تقودها النساء حيث تكون المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا في ريادة الأعمال ولكن لديها وجهات نظر ورؤى فريدة، يمكن استخدامها لتطوير حلول مبتكرة لأزمة المياه، يمكن أن يساعد دعم الشركات الناشئة والشركات التي تقودها النساء في خلق مستقبل أكثر إنصافًا استدامة.
ولابد أيضا من توفير إمكانية الوصول إلى مرافق الصرف الصحي للنساء والفتيات، حيث انه يمكن أن يكون لعدم الوصول إلى مرافق الصرف الصحي تأثير كبير على تعليم النساء والفتيات وصحتهن وسلامتهن وكرامتهن، ولابد من دعم المجموعات والمبادرات النسائية التى يمكن أن يساعد ذلك في ضمان سماع أصوات النساء والتعامل مع احتياجاتهن.