أثار وضع تمثال ضخم للسيدة العذراء بدير درنكة أحد أهم نقاط رحلة العائلة المقدسة إعجاب الكثيرين من رواد الدير كونه واحدا من أضخم التماثيل التى أقيمت بالدير للسيدة العذراء تزامنا مع اقتراب بدء الاحتفال بالدير الذى شهد أطول مدة مكثت فيها العائلة المقدسة طوال رحلتها فى مصر أثناء هروبها من فلسطين إلى مصر من بطش الملك هِيرودُس الذى كان يسعى لقتل السيد المسيح. ويعتبر التمثال ضمن خطة تطوير مسار العائلة المقدسة.
وقال الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس ورئيس دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة، إن فكرة تصميم ونحت تمثال للسيدة العذراء مريم بهذا الشكل وهذه الضخامة يشبه إلى حد كبير تمثال سيدة حاريصا الشهير بدولة لبنان حيث زرت لبنان عدة مرات، وكانت تراودنى فكرة تصميم التمثال منذ مجيئى لمحافظة أسيوط.
وأضاف الأنبا يؤانس فكرت كثيرًا فى ذلك وبدأت أجمع معلومات كثيرة، وتفاصيل عن تمثال حريصا بلبنان وعرفت أنه مصنوع من مادة البرونز وهى ماده لا تتغير، وتواصلت مع الدكتور جرجس الجاولى أستاذ النحت الميدانى والفراغى، ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وقام بنحته، وقام أخوين عراقيين مسلمين هما أنس وصهيب الألوسى بسبك التمثال من البرونز فى أكبر مسبك برونز فى مصر.
وأوضح أسقف أسيوط أن طول المبنى 25 مترًا يشمل القاعدة وارتفاع التمثال الذى يبلغ 9 أمتار، وسيتم عمل لاند سكيب مميز يتناسب مع أهمية التمثال الذى سيكون واحدا من أهم الأيقونات للسيدة العذراء.
وقال الدكتور جرجس الجاولى، الذى قام بنحت، وتنفيذ التمثال أنه أستاذ النحت الميدانى والفراغى ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، أن الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، هو صاحب فكرة نحت تمثال بهذا الحجم للسيدة العذراء مريم.
وأوضح الجاولى، أنه إستعان بثلاثة مساعدين فى نحت التمثال وهم عاملين وطالب واستهلك التمثال أكثر من 50 مترا مكعبا من الفوم وأكثر من 200 من الفوم السائل، وهو يعد أكبر تمثال برونزى فى مصر حيث أن طوله يزيد عن 9 أمتار وعرضة 4 أمتار، وأنه بدأ بنحت النموذج الأصلى من خامة الفوم على جزأين وتم تقطيعه لأكثر من 20 جزء ثم نقله لأحد المسابك بالقاهرة حيث تم عمل قالب له.
ولفت ناحت التمثال، إلى أنه تمت سباكة التمثال من خامة البرونز وهو يزن عشرة أطنان ويزيد طوله عن 9 أمتار وعرضه 4 أمتار ويعلو قاعدة بارتفاع 15 مترا، واستغرق نحته ثلاثة أشهر.
واستكمل أستاذ النحت الميدانى والفراغى ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون أنه تم وضع التمثال فى واجهة دير السيدة العذراء مريم، وهو ضمن خطة تطوير مسار العائلة المقدسة وسيكون سهل الرؤية داخل الدير أو خارجه نظرا لإرتفاعة.
وقال عثمان الحسينى مدير الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحى بأسيوط، إن هذا التمثال واحدا من أهم أوجه تطوير مسار العائلة المقدسة بأسيوط، والذى يعد من أهم المشروعات التراثية والحضارية والثقافية والدينية والذى توليه الدولة إهتمامًا كبيرًا بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى ومتابعة رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية ورعاية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأوضح الحسينى أن مسار رحلة العائلة المقدسة يعد من أكبر المسارات الدينية المقدسة فى العالم ويصل طوله 3500 كم ويضم 25 نقطة ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط وتضم المحافظة نقطتين هما دير العذراء بدير درنكة التابعة لمركز أسيوط والذى يقع بالجبل الغربى حيث يوجد بالدير كنيسة العذراء بالمغارة الآثرية، والنقطة الثانية هى دير المحرق الذى يقع فى مركز القوصية وقد أقامت فيه العائلة المقدسة ما يزيد على ستة أشهر وهى أطول فترة قضتها العائلة فى مكان خلال رحلتها كما أن الدير يضم الكنيسة الآثرية، وهى الأقدم فى العالم حيث دشنها السيد المسيح بنفسه وتكون النقطتين قبلة الآلاف من السياح من كل دول العالم.
وأبدى بيشوى رأفت أحد الشباب بالدير إعجابه بالتمثال وطريقه نحته المميزة وقال. إن التمثال سيكون أيقونه هامة داخل الدير كونه للسيدة العذراء التى لها مكانة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين كمان أن كثير من الشباب المسيحيين أبدوا إعجابهم بالتمثال وفكرته، وبالعمل الفنى الذى يعطى حجمه الضخم كما ينم عن حالة من الرقى والاهتمام بالفن التشكيلي.
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (2)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (3)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (4)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (5)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (6)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (7)
تمثال السيدة العذراء بدير درنكة (8)